عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


عبدالقادر شهيب يكتب: حبيب الفقراء

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 03 نوفمبر 2022 - 05:16 م

اقترن منذ سنوات طويلة اسم البرازيل بالبن ثم بالمهارة والفن في لعبةَ كرة القدم، لكنها اقترنت أيضا منذ العقد الأول من الألفية الجديدة باسم رئيسها لولا داسيلفا الذى وصفه الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما بأنه الأكثر شعبية فى الكرةَ الأرضيّة، وعرف داخل وخارج بلاده بانه حبيب الفقراء .. فهو لم ينقذ فقط  فقراء بلاده من أسر الفقر وإنما تبنى خطة لإنقاذ فقراء العالم كله  تمول بفرض ضريبة على تجارةَ السلاح العالمية، لذلك عرف بانه حبيب الفقراء.

ودا سيلفا الذى فاز مؤخرا في انتخابات الرئاسة البرازيلية وهو فى عامه السابع والسبعين وتمنى الرئيس السيسي العمل معه وهو يقدم له التهنئة بالفوز، يمثل حكاية مقاومة للعديد من انواع التحديات الضخمة منذ الطفولة وعبر سنوات الصبا والشباب ثم النضج .. فهو نشأ في أسرة فقيرة ولذلك لم يتمكن من استكمال تعليمه واضطر لامتهان العديد من الأعمال والمهن .. ماسح أحذية وعامل في محطة وقود وحر فى ورشة وميكانيكا إصلاح سيارات وباءع خضروات.. وفى نهاية المطاف تمكن أن ينال دورة تدريبية متخصصة فى التعدين .. لكن فقره هذا لم يمنع صعوده سياسيا بعد انخراطه فى العمل النقابى، حتى صار رئيسا لبلاده فترتين من بداية عام ٢٠٠٣ حتى بداية عام ٢٠١١، بعد أن أخفق ثلاث مرات متتالية فى انتخابات الرئاسة!   

كما أنه قبل أن يدخل القصر الرئاسي دخل السجن .. مرة عام ١٩٨٠ بسبب إضرابات النقابات العمالية، ومرة ثانية فى العام التالي تنفيذا لحكم محكمة عسكرية لاتهامه بالتحريض .. بل إنه دخل السجن للمرة الثالثة فى حياته بعد أن خرج من القصر الرئاسي عام ٢٠١٧، متهما بالفساد وغسل الأموال فى قضية قيل إنها كانت مدبرة من خصومه وخرج منه بعد عامين وها هو يستعد لدخول القصر الرئاسى للمرة الثالثة. 

ولم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل إنه أصيب بمرض السرطان عام ٢٠١١ وتلقى علاجا كيماويا حتى شفى تماما .. وكل ذلك لم يسقط دا سيلفا فى أسر الياس والقنوط، وانما على العكس تماما كان دافعا له لمزيد من التقدم والصعود وقهر كل التحديات التى واجهته .. الفقر والسجن والمرض والإخفاق والتآمر وأيضاً كبر السن .. ليكتسب فى نهايةَ المطاف حب واحترام كبير داخل وخارج بلده بعد  ان قادها  لنهضة اقتصادية كبيرة حينما تولى رئاستها لثماني سنوات.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة