د.أحمد الشحات
د.أحمد الشحات


رؤية ورأى

د.أحمد الشحات يكتب : توافقات عربية وترقب بشائر الأمل

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 03 نوفمبر 2022 - 09:06 م

من رصدى لطبيعة التفاعلات بالمنطقة العربية خلال الفترة الأخيرة وخاصة المرتبطة بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على كافة الأصعدة والمستويات، يقودنى فكرى في ظل هذه الأجواء إلى نظرة تفاءلية،أستدعيتمعها توجه حميد بأنه خلال تعاظم الأزمات وتفاقم الخطر تجاه المنطقة يتولد إتفاق ضمنى غير معلن بضرورة الحفاظ على الكيان العربى والوحدة القومية وحماية الهوية.كما أستحضرت بجانبها ملامح شبيهة بأجواء حرب أكنوبر73،تعكسها بشكل كبير العديد من التوافقات الجزئية في الرؤى والمواقف تعزز من مفهوم الأمن القومى العربى ولو نسبياً،يتمثل أبرزها في الأتى:
1.     إستضافة الجزائر بداية الشهر الجارى رابع قمة عربية في تاريخها على مستوى القادة في دورتها العادية رقم 31بعدتوقفنحو 3 سنوات، فيما تعد القمة الحالية رقم 49 في تاريخ القمم العربية العادية والطارئة والاقتصادية خلال نحو 8 عقود. والتي تمثل في إنعقادها ومخرجاتها تحرك إيجابى على المسار العربى ومكاشفة للرؤى والتصورات ومحاولة الخروج بحالة توافقية في معظم القضايا ، والترتيب لجولات وتحضيرات أخرى لتجاوز المناطق الخلافية ، مما يؤشر لوجود قناعات برغبات حقيقية في التقارب .
2.    دعم اغلبية الدول العربية للتوجهات والسياسات النفطية لدول الخليج خلال تفاعلاتها الأخيرة مع أزمة الطاقة، في ضوء الضغوط المتلاحقة من الدول الغربية والولايات المتحدة لزيادة الإنتاج النفطي بما يتفق مع مصالحها.
3.    الموقف العربى شبة التوافقى خلال قمة جدة يوليو الماضى بمشاركة الرئيس الأمريكي بايدن.
4.    الدعم المباشر والمتنامى من الدول الخليجية للدول العربية الأكثر تضرراً من تداعيات الحرب الأوكرانية من خلال فتح إستثمارات وتقديم منح وودائع مالية بتلك الدول للمساهمة في الحفاظ على إستقرار إقتصاديتها ولو بشكل نسبى.
5.    رعاية الجزائر لمبادرة لم الشمل للفصائل الفلسطينية، والخروج بقرارات تعزز من التوافق الفلسطيني-الفلسطيني.مع سعى الجزائرلتبنى سياسة خارجية نشطة بعيداً عن إطارها التحفظى مسبقاً للعب دور فاعل على المستوى الإقليمى تحاول به تجاوز الخلافات مع دول الجوار بشكل أساسى.
6.    الإنفراجاتالسياسيةالأخيرةوالتحركاتالدبلوماسيةالعربية الإيجابية الهادفة لعودةسورياإلىحضنالجامعةالعربيةفي إطار محاولة لتجاوز النقاط الخلافية وإيجادصيغة توافقية تحقق الهدف.
7.    تزايد إدراك أغلبية الدول العربية بعدم جدوى الإعتماد المطلق على الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة وروسيا في رسم المستقبل الأمني والسياسى بالمنطقة.مع حرص القيادات العربية على التفاعل مع الأزمات الدوليةبنهج مختلف يضع في إعتباراته عدم تكرار أخطاء الماضى والتحرك طبقاً لأولوية المصالح العربية بعيداً عن السياسات الضبابية.
ختاماً : مع إدراكى الكامل بأن طبيعة العلاقات بين الدول تحتمل مساحات توافقية وأخرى خلافية، إلا أن بنيان العلاقات العربية تحمله دعائم راسخة تحميها عوامل تاريخية عميقة تعود بنا دائماً لأولويات البقاء والتأثير،ومع أشارتى بالتوافقات الجزئية، إلا انه يمكن الإرتكاز عليها ورعايتها لتكون منهج عربى متوازن نحلم به جميعاً، يتفق مع أهداف ومصالح دول المنطقة ككل.كما أعتبرها بشائر أمل لخط عربى موحد تأمل أن تحمل بين طياتها الخير لأمتنا العربية.

د.أحمد الشحات: مدير مركز شاف للدراسات المستقبلية
[email protected].

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 

 

 
 
 
 
 

مشاركة