جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

دعوة باطلة يُراد بها باطل!!

جمال حسين

السبت، 05 نوفمبر 2022 - 05:23 م

منذ أيامٍ وخلال حضورى جلسة نقاشيَّة من الحوار المجتمعى، حول مشروع قانون الرعاية البديلة، بدعوةٍ كريمةٍ من الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، بأحد الفنادق الكبرى، التقيت مع عددٍ من الشباب، سألنى أحدهم عن الدعوة للتظاهر. 

قلت هى دعوة باطلة أُريد بها باطلٌ تُشبه إلى حدٍ كبيرٍ مِحنة الإمام على بن أبى طالب، رابع الخلفاء الراشدين، مع الخوارج.

فعندما قبَل الإمام على بالتحكيم بين حقِّه الشرعى فى الخلافة، وبين الخوارج وأنصارهم ، كان متأكِّدًا أن الحقَ حقٌ وواضحٌ لكل ذى بصرٍ وبصيرةٍ، وأن الباطل باطلٌ وواضحٌ لكل ذى عينين.

لكنّ الخوارج ادَّعوا امتلاك الطهارة الدينيَّة، وتسبَّبوا فى شقِّ الصفوف، وأشعلوا الصراعَ بين الشيعةِ والسُّنةِ، وهو الصراع المستمر حتى عصرنا الحالى..

أظن أن هناك تشابهًا بين ما فعله الخوارج، فى بداية الدولة الإسلاميَّة، وما يفعله الإخوان «خوارج العصر»، الذين يُريدون تدمير مصر، وإيقاف مسيرة البناء والتنمية.. فمنذ إسقاط حكمهم الفاشى، اتَّخذوا من العنفِ شعارًا، وسفك الدماء منهجًا وعنوانًا، والخيانة وسيلةً وطريقًا..

تآمروا على مصر، وتحالفوا مع الأعداء؛ لزعزعة استقرارها، لأنهم لا يُؤمنون بالأوطانِ؛ اتباعًا لمنهج مُرشدهم الأسبق مهدى عاكف، الذى قال: ما الوطن إلا حفنة من ترابٍ عَفن، وزاد على ذلك بمقولته الشهيرة: طز فى مصر!!

.نعم هناك تشابه بين الخوارج والإخوان.. الخوارج رفعوا شعار «لا حكم إلا لله»، والإخوان رفعوا شعار «الإسلام هو الحل»، واتخذوا من الدِّين شعارًا؛ لتحقيق أهدافهم الخبيثة، والإسلام منهم براء.

قلت للشباب: انظروا حولكم؛ ستجدون دولًا كانت قبل سنوات ملء السمع والبصر، آمنةً مستقرةً، وشعوبها تعيش رَغد العيشِ، وتنعم بالهدوء والسكينة.. حِيكت ضدها المُؤامرات، وتم استخدام حروب الجيلين الرابع والخامس فى إشعال نيران الفتنة وتدميرها بأيدى أبنائها، فكان القتال والاقتتال الذى قضى على الأخضر واليابس، وأصبحت بلادهم نهبًا للمستعمرين، وملاذًا للإرهاب والإرهابيين، ومطمعًا للطامعين، الذين يُريدون تقسيمها، ونهب ثرواتها، والتحكُّم فى مصائر شعوبها، التى أصبحت تسكن معسكرات اللاجئين، ويصرخون بأعلى أصواتهم: لقد كان لنا وطنٌ.. ولا يجدون مُجيبًا!!

سألنى شابٌ آخر: هل يُمكن أن يستجيب أحدٌ لهذه الدعوة الهدامة؟.. قلت بالتأكيد لن يستجيب أحدٌ، فالشعب المصرى واعٍ وذكى، وكشف المُؤامرة، ولن يُلدغ المصريون من الجُحر مرتين.. المصريون أعرضوا عن هذه الدعوة الخبيثة، وأعلنوها صراحةً؛ أن ما حدث فى ٢٥ يناير لن يتكرَّر على الإطلاق، ولن يسمحوا بإشاعة مناخ الفوضى والتخريب مرةً أخرى، وسيحافظون على المكتسبات التى تحقَّقت، وسيقفون صفًا واحدًا خلف قيادتهم الرشيدة ضد دعاة الهدم ومروِّجى الفتن، وسوف يُلقنونهم درسًا جديدًا لن ينسوه.

قال شاب ثالث: لكنهم يُجيدون استخدام السوشيال ميديا؟.. قلت: الشباب المصرى الواعى يتصدَّى لهم، وسوف يُواجههم أيضا على الفضاء الإلكترونى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة