كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

أحوال الأسرة المصرية !

كرم جبر

السبت، 05 نوفمبر 2022 - 06:24 م

مازالت بيوتنا تزخر بآباء محترمين وأمهات عظيمات، فيهم ملامح الشخصية المصرية الراسخة فى الوجدان، الأب المحترم الذى يرعى أسرته، والأم الصابرة التى تربى أولادها، والتعاطف والتراحم والتواصل والمشاعر الطيبة، ونشاهد نماذج كثيرة منهم فى كل مكان.

ولا يمكن أبدًا التسليم بأن سمات الشخصية المصرية، تحتوى تحت مظلتها القاتل بالساطور أو الطالب الذى يذبح زميلته أو الأم التى تضحى بأولادها، أو التلاميذ الذين يتنمرون بزملائهم فى المدرسة، أو اغتصاب المحارم والتحرش بالسيدات.

المصرى ليس المتخاذل الذى يرى المستغيث ولا يتحرك لنجدته، أو يصور بالموبايل مصائب الناس للنشر فى فيس بوك، وليس المجرم الذى يغتصب ويقتل ويسرق وكأنه لا يفعل شيئًا.

المصرى ليس المنافق والكذاب وشاهد الزور وآكل أموال اليتامى والشتام والبذيء والذى يقذف الناس بالباطل ويستعرض قوته الزائفة فى قهر الضعفاء.
المصرى ليس كل هؤلاء، ولكنها نماذج شاذة تطفو على السطح، وتحدث صخبًا وضجيجًا ويتناقلها الناس وكأننا كلنا كذلك، ويتم التعميم وليس وضع الحدث فى حجمه الطبيعي.

نحتاج إلى دراسات طويلة ومتأنية وواثقة، حول سمات الشخصية المصرية والتغيرات التى طرأت عليها وكيفية مواجهتها والتقليل من سلبياتها وتعظيم إيجابياتها، فمن سمات الشخصية المصرية المروءة والشجاعة والشهامة ومساعدة الغير، فلماذا نرى بعض الناس يتفرجون على تصرفات بشعة ولا يحركون ساكنًا، هل هو الخوف أم مؤاثرة السلامة أم "وأنا مالي"؟

ومن سمات الشخصية المصرية التعايش السلمى الآمن لكل أبناء الديانات والثقافات والحضارات.. فلماذا ظهرت النغمات الطائفية فى السنوات الأخيرة وكيف نتصدى لها؟

ومن سمات الشخصية المصرية التسامح والمحبة والسلام النفسى والرضا بما قسمه الله.. لكن كل هذا تغير، وأصبح الأخ لا يتمنى الخير لأخيه.
لا نغفل الرياح العاتية التى جاءت من الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فأصبحت أمراض العالم كله فى الجهاز الصغير الذى يلعب عليه الشاب أو الفتاة، دون وعى للخيط السميك الذى يفصل بين المباح والمحظور.

لم ننتبه لضرورة التحصين وانتقلت أمراض العصر إلينا بنفس بسرعة الإنترنت، دون وجود مؤسسة علمية تدرس الظواهر مبكرًا وتدق نواقيس الخطر.
فتحزن إذا رأيت فتاة جامعية تجيد اللغات الأجنبية، متهمة فى قضية دعارة أو اتجار بالبشر أو ممارسة الفسوق، لأنها أساءت استخدام "التيك توك"، والمصير الأسود الذى ينتظرها وضياع مستقبلها.

وتحزن إذا رأيت "أولاد ناس" فى سن المراهقة وهم يعاكسون السيدات بأساليب فجة ويتفاخرون بذلك، دون خوف من عقاب، إلا إذا وقع المحظور.
رغم كل ذلك فليس المصرى هو الذى يتم اختزاله فى الصور المشينة التى تعكسها بعض الجرائم، فهى موجودة منذ القدم، ولكن وسائل الاتصال الحديثة هى التى عمقتها وجسدتها ووضعتها تحت الأضواء.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة