الفنان أحمد راتب
الفنان أحمد راتب


محطات في حياة أحمد راتب.. أبو البنات والقلب الأبيض

أخبار النجوم

الأحد، 06 نوفمبر 2022 - 12:09 م

كتبت: مايسة أحمد

الفنان أحمد راتب رغم أنه لم يحصل على البطولة المطلقة طوال تاريخه إلا أنه قدم العديد من الأدوار والأعمال التي ما كانت لتتم وتظهر في أفضل صورة دون مشاركته بها، حتى صار واحدا من أهم من قدموا الأدوار المساعدة. إستطاع بأسلوبه السلس أن يدخل قلوب الجماهير ويحتل مكانه لا يستطيع أحد منافسته بها.

شارك في العديد من الأدوار الدرامية وقدم أكثر من 200 مسلسل، وتميز في عدة أدوار مازالت عالقة بأذهان المشاهدين، منها شخصية السحت في مسلسل المال والبنون، والموسيقار محمد القصبجي بمسلسل أم كلثوم ورضوان الكومي في سكة الهلالي.

وكان آخر أدواره التي لم يكملها في مسلسل الأب الروحي، وأيضا فيلمي جواب اعتقال ومولانا الذي لم يتمكن من مشاهدتهم، نال العديد من الجوائز الفنية، لكن كان أهمها جائزة مهرجان الإذاعة والتليفزيون عن مسلسل أم كلثوم.

أصعب المواقف

يوم وفاة والدته لم يكن هناك تليفون محمول، ولا حتى تليفون، وأضطر شقيقه أن يذهب للمنزل ليخبر راتب بالخبر، والذي كان مفاجأة له لأنها كانت في أفضل حال، ولا توجد أية مقدمات لوفاتها، وكان هذا أقسى موقف مر به في حياته، بالإضافة لوفاة شقيقه، أيضاً كان صدمة شديدة عليه فكان يكبره بـ10 سنوات وكانا مرتبطان بشكل كبير، رغم أن الظروف كانت تمنعهما من اللقاءات كثيراً، فشقيقه كان لواء أركان حرب، ويوم وفاته بكى بحرقة وقال: “لم أكن ألتق به كثيراً، لكني كنت مطمئناً بوجوده”، وقد توفى أحمد بعد وفاة شقيقه بشهرين فقط.

راتب كان شخص ملتزم ويتحمل المسئولية بشكل كبير حتى أنه وقت عرض مسرحية “الزيارة أنتهت”، ترك والده متوفياً في البيت لم يغسّل بعد، وذهب لعرض الدور المسرحي و التزم بمسئوليته، خاصة أن الدور كان كوميدي، فتحامل على نفسه وتماسك وأدى دوره ببراعة، رغم أن الحزن كان يعتصر قلبه لأنه كان مقرب جدا من والده. 

مع الزعيم

وقت عرض مسرحية “الزعيم” وفي طريقه للمسرح فوجىء راتب بتوقف الحركة المرورية تماماً، مما إضطره للذهاب للمسرح مشياً على الأقدام من ميدان الرماية حتى مسرح “الهرم” ليلحق بموعد العرض دون تأخير.

وبالحديث عن مسرحية “الزعيم” فرحلة راتب الفنية كانت بمثابة الحجر الهام في مشوار “الزعيم” عادل إمام الذي استعان به في غالبية أعماله المسرحية والسينمائية، وبالنظر إلى الأعمال التي قدمها عادل في السينما ستجد راتب ركنا فيها، حيث شارك في “الإرهابي، طيور الظلام، بخيت وعديلة، الإرهاب والكباب، المتسول” وغيرها من الأفلام والمسرحيات.. وتحدث راتب من قبل عن “الزعيم” مؤكدا أنه صديق وأخ وتجمعهما علاقة حب وصداقة قوية، خاصة وأن كل منهما يخاف على مصلحة الآخر.

للإنسانية عنوان

حياة راتب الشخصية بها الكثير من الجوانب الإنسانية، ففي أحد الأيام كان يجلس في النادي وإصطدمت عصفورة بالباب الزجاجي وسقطت على الأرض، فقرر أن ينقذها وأخذها للبيت وقرر أن يراعيها حتى استطاعت الطيران مرة أخرى، وكان يحرص على شراء الخس لأن إبنته كانت تربي سلحفاة.

لا يمكن أن نغفل أن راتب تعرض للاعتقال في حياته مرة واحدة، وذلك خلال دراسته بكلية الهندسة، فقال عن ذلك: “كان وقت النكسة وعملنا اعتصام، لكن على الفجر أقتحموا المدرج وضربونا بالخرازانات وخرجونا، كنا بنخرج من المدرج نلاقي البوكس واقف بضهره على البوابة، وودونا سجن القلعة وفضلنا هناك لمدة 9 أيام”.

وبعدما تم الإفراج عن راتب شعر أنه بطل قومي، مما جعله يذهب لمقهى كل رواده من المناضلين، خاصة أنه أصبح يشعر أنه منهم، لكنه اصطدم بكونهم يتحدثون عن أمور شخصية لا علاقة لها بالقرارات التي اعتقل بسببها، وهو ما أصابه بصدمة وقرر أن يوجه طاقته للعمل الفني ويبتعد عن السياسة.

يوسف تحول للميس

في عام 1978 تزوج راتب من ابنة خاله “فيرا يوسف”، وأنجب منها 4 بنات: لمياء، لبنى، لميس وياسمين، لذا أُطلق عليه في الوسط الفني لقب “أبو البنات”، وخلال فترة الحمل الأخير لزوجته عرفا بالوسائل الطبية “المحدودة” وقتها أنه الحمل في توأم “ولد وبنت”، واختارا إطلاق اسم يوسف على الولد واسم لمياء على البنت، لكن فوجئا بأنهما بنتان، فاختار للطفلة الثالثة اسم لميس، ليصبح راتب “أبو البنات”.

راتب وقتها لم يكن معروف ولم يكن يعمل بالتمثيل بشكل منتظم، كان بيذهب لمبنى الإذاعة والتليفزيون ويظل منتظر من التاسعة صباحا إلى وقت متأخر من الليل حتى إذا طلب أحد لأداء صوتي يقوم به ويأخد في المقابل 2 جنيه.

علاقته بأحفاده كانت مميزة جداً، ففي فترة مرضه وآخر يوم له بالمنزل وقبل نزوله للمستشفى عقب إصابته بالوعكة الصحية، وكانت بناته يجهزن له حقيبته، وأثناء انتظار سيارة الإسعاف، طلب حفيده أن يأكل تفاحة، فنهض رغم مرضه ودخل وأحضر له تفاحة لتكون آخر ما يآكله حفيده من يده.

الأيام الأخيرة

راتب ظل في المستشفى لمدة شهر قبل وفاته، وكان غائباً عن الوعي ومتصل بجهاز التنفس الصناعي، وقبل وفاته بيوم واحد قام الأطباء بإعادته لوعيه وفصل أجهزة التنفس ليفيق لمدة ساعتين فقط لم ينطق فيها سوى ببضع كلمات، كانت معه ابنتاه فأشار إلى إحداهما، وقال: “إنتي ابنتي أما هي”.. وأشار إلى الأخرى وقال: “وأنت أمي”.. وكانت هذه آخر كلمة قالها ليغيب عن الوعي مرة أخرى لمدة يوم واحد فقط ويتركنا للأبد.

وعقب وفاته بناته أكتشفن أنه لم يترك لهن أي مشاكل أو أي دين، حتى الضرائب كانت خالصة، وكذلك جميع الفواتير، وكان دائما يكرر: “لن أترك لكم مشاكل، لن أضعكم في أزمات من بعدي”.

تقول عنه زوجته: “من أجمل الخصال التي اكتسبتها منه الصدق، الدقة والإلتزام بالمواعيد، أحمد كان أباً استثنائياً وزوجاً استثنائياً، يحضرني موقفاً يظهر مدى حنيته وكان ذلك يوم ولادة ابنتينا التوأم وكانت لدينا إبنة كبرى، وهو صعيدي، فتخيلت أنه يريد صبياً وسيحزن لإنجابي بنات مرة أخرى، فسألته: (لو أراد الله استبدال إحدى ابنتينا بولد فمن منهما تريد أن تُستبدل؟)، انزعج جداً من السؤال واستنكره ورفض الفكرة بشدة وقال: (أنا لا أريد ولداً أنا أريد بناتي)”. 

أقرأ أيضأ : ريم أحمد تستعيد ذكرياتها مع جميل راتب: «كان بيديني الثقة في نفسي»

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة