عصام السباعي
عصام السباعي


عصام السباعي يكتب: قمة حقوق الإنسان

عصام السباعي

الإثنين، 07 نوفمبر 2022 - 08:02 م

أنظار العالم تحولت إلى مصر، وعلى وجه التحديد مدينة السلام «شرم الشيخ»، لمتابعة وقائع الدورة الـ27 من مؤتمر الأطراف لاتفاقیة الأمم المتحدة الإطاریة حول تغیر المناخ، وهو المؤتمر المهم الخطير، الذى تزايدت خطورته لأنه  ينعقد، بحسب تعبير الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى توقیت حساس للغایة، یتعرض فیه العالم لأخطار وجودیة وتحدیات غیر مسبوقة، تتطلب التحرك السريع من كافة الدول لوضع خارطة طریق لإنقاذ العالم، والخروج من مرحلة الوعود إلى مرحلة التنفیذ وخاصة مخرجات قمة جلاسكو واتفاق باریس.. باختصار نستطيع أن نقول: إننا نتحدث عن قمة الأرض.. قمة المناخ.. ومن ثم فهى قمة الإنسانية.. قمة الإنقاذ للكوكب والبشر.. قمة حقوق الإنسان الأساسية والرئيسية بكل معانيها، وعلى هذه الخلفية كان ذلك النداء النبيل من الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال كلمته بقمة المناخ بتوقف الحرب الروسية الأوكرانية، ووقف معاناة شعوب العالم من تداعياتها، وما تجلبه من خراب وقتل، وهو ما لاقى ترحيبا دوليا واسعا من أجل حماية حقوق الإنسان والشعوب فى كل دول العالم، وحماية الأرض من أخطار الحروب .

وخلال تلك القمة تعرف العالم أيضا وعن قرب، على التجربة التنموية المصرية صديقة البيئة فى كل القطاعات .. فى النقل والزراعة والمياه والطاقة الجديدة والمتجددة  والعشوائيات وكل مناحى الحياة، وفيما يرى البعض أن قضية تغير المناخ باتت فى وضع أكثر خطورة على كل العالم، بالنظر إلى تداعيات وباء فيروس كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية، والكوارث البيئية التى نجمت عنها فى ملف الطاقة، يمكن القول إن كل تلك المخاطر، أظهرت الجوانب المضيئة فى التجربة المصرية، فهى لم تتوقف وواصلت تنفيذ المشروعات التنموية وتنفيذ أجندة التنمية 2030، وفى مقدمتها المشروع الضخم عالميا ومصريا «حياة كريمة»، وبكل العناوين التى يضمها، وما يشمله من مواجهة جادة وحاسمة للتحديات البيئية فى أعماق أعماق الحياة المصرية، لمعالجة مشاكل تراكمت منذ قرون عديدة .

تلقى العالم أيضا رسالة غير مكتوبة من المصريين، تؤكد عزمهم على مواصلة العمل بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتثبيت أقدام الدولة المصرية فى محيطها الإقليمى والدولى، والاستمرار فى معركة التنمية المتكاملة، وتكرار نفس الإنجاز الذى سبق وحققناه فى مواجهة جائحة كورونا، ونحن نتصدى لتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وموجات التضخم العالمية المستوردة، التى أثرت بقوة فى النظام الاقتصادى العالمى، وجعلت العديد من الدول المتقدمة، ترجع بحضارتها للخلف وتعود إلى الوقود الأحفورى والغابات من أجل توفير الطاقة اللازمة لمواطنيها، فى وقت هى ملزمة باتخاذ إجراءات واضحة وملموسة، وفقا لاتفاق باريس ومقررات ميثاق مؤتمر جلاسكو العام الماضي، حيث اعترف العالم كله بأنه يعيش «حالة طوارئ مناخية»، تستدعى تسريع العمل والبعد عن الوقود الأحفورى وتحقيق التمويل المتعلق بالمناخ، وكلها أمور باتت مصدر قلق وحيرة بعد الحرب الروسية الأوكرانية، الرسالة المصرية تضمنت الدفاع عن حقوق الإنسان ومصالح دول القارة الأفريقية وكل العالم الثالث تجاه أزمة المناخ، والعمل من أجل التزام الدول الصناعية بالتنفيذ العادل والأمين لكل تعهداتها فى المؤتمرات السابقة.

الرسالة المصرية خاطبت كل العالم بلوحة ذات ألوان زاهية تصف بدقة ما أبدعته العقول ونفذته السواعد من مشروعات تنموية فى كل مكان، وشقت به قلب الصحراء لتغزل على الأرض دلتا خضراء جديدة وسط الرمال الصفراء، وصورت ينابيع الخير وقد تفجرت فى الصخور، حيث تحققت الأحلام لتصبح واقعا فى مشاهد عدة، نعم تأثرنا بقوة كما حدث فى جائحة كورونا، ولكن كل ذلك تحول إلى إنجاز أشاد به العالم الذى اجتمع فى شرم الشيخ، وكذلك تناثر فى عدة مواقع سياحية فى مصر، ارتاح الأجانب فيها واستأنسوا بأهلها ووجدوا الأمان فى جوارها .

الرسائل المصرية لا تتوقف، تتحدث للجميع بلا حروف أو كلمات، تخاطب العالم بالإنجازات التى تخرج من رحم المصاعب والتحديات، ويحتويها مزيج من الأمل والثقة والتفاؤل بغد أفضل مشرق، ينير كل الدنيا بخير مصانعنا وعمالنا وعرق المصريين، وتتحول معه الأزمة إلى نعمة وخير، وسنراها بين أيدينا عما قريب.

الرسالة المهمة تقول للمصريين: أحلامنا ليست مستحيلة.. فقد بدأت فى التحقق .. بذور الأمل شقت الصخور بسيقانها وأوراقها الخضراء، وستطرح علينا ثمارها وتحيطنا بظلها، وما علينا سوى العمل والأمل، والإيمان بالله وبالوطن والإنسان المصرى.  
ودائما ودوما وأبدا .. تحيا مصر. 

بوكس

ماذا يحدث فى ميدان رمسيس؟!


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة