كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

ثمار مؤتمر المناخ

كرم جبر

الثلاثاء، 08 نوفمبر 2022 - 07:09 م

قضية المناخ كانت حكرا على العلماء والمتخصصين والمؤتمرات ولا يهتم بها الناس، وعندما كنت تحدثهم عن التغيرات المناخية لا تجد ادنى اهتمام، ولكنها لم تعد كذلك بعد الكوارث المناخية الحادة، مثل السيول والفيضانات وجفاف الأنهار وحرائق الغابات، وحتى فى البلاد الآمنة يتلاعب الطقس بالفصول الأربعة، ويأتى بموجات حارة فى عز الشتاء والعكس صحيح.


وأهم ما يسفرعنه مؤتمر شرم الشيخ للمناخ، جذب الاهتمام وتسليط الأضواء على المخاطر الشديدة التى تجتاح العالم، وتزداد المعاناة إذا لم تتوقف عمليات اللعب بالطبيعة.


فالدول المسئولة عن القدر الأكبر من الانبعاثات، هى الدول الصناعية الكبرى مثل أمريكا والصين، والدول الأكثر استخداماً للفحم مثل جنوب إفريقيا وماليزيا والهند، أما الدول الفقيرة فتدفع الثمن دون أن تكون مسئولة إلا بقدر بسيط جداً «3%»، ومن حقها أن تطالب بالعدالة .


من حق الدول النامية ان تطالب المسئول عن الضرر برفع الضرر، وتنفيذ وعود الــ 100 مليار دولار المخصصة لإعانات الدول الأكثر تضرراً، ولكن هل تلتزم الدول الواعدة بذلك ؟
فى صدارة جدول قمة شرم الشيخ «التنفيذ» وليس مجرد التشخيص، فعلى مدى 26 مؤتمراً سابقاً، تم تشريح القضية، وكتابة روشتة العلاج، وحان وقت شراء الدواء المتمثل فى مشروعات صديقة للبيئة ولا ينتج عنها انبعاثات فى مجالات مهمة مثل الطاقة والغذاء والمياه.


الصرخة العالية التى انطلقت من شرم الشيخ هي: يجب وقف عمليات تخريب الأرض، لأن الضرر لن يقع فقط على الدول المتسببة وإنما على الجميع، والانبعاثات ليس لها حدود جغرافية تقف عندها، ولا تمر بمطارات وجوازات، ولا تستأذن الانبعاثات الضارة قبل مجيئها.
وأدى تزايد الإحساس بالكارثة إلى حضورغير مسبوق من زعماء العالم وكبار المسئولين فى شرم الشيخ، يرفعون شعار التعويضات العادلة، والاتفاق على تنفيذ المشروعات على أرض الواقع، وتحويل الأوراق والدراسات إلى كيانات حقيقية.


واقتربت قمة شرم الشيخ من جعل قضية المناخ قضية جماهيرية لشعوب العالم، وخلق وعى بأهمية مشاركة الجميع فى انقاذ الأرض، ابتداءً من المواطن الذى يستدفئ فى الشتاء على الفحم حتى أكبر المصانع، فالجميع شركاء فى صناعة الضرر.


شرم الشيخ لها سمعة دولية كبيرة، وأضفت سمعتها على المؤتمر، فحدثت الحالة الايجابية، بجانب التنظيم الهائل الذى لم يحدث فى أى مؤتمر سابق.
جاء التنظيم الرائع نتاج لخبرات المدينة المتراكمة فى تنظيم المؤتمرات الدولية للشباب، ورغم أن مؤتمر المناخ تحت الإشراف التنظيمى الدولى للأمم المتحدة، إلا أن معظم الخدمات اللوجستية كان يقوم بها شباب وفتيات مصريون، ملأوا المكان حيوية ونشاطاً، فى التعامل مع الزائرين من مختلف الجنسيات.


المتوقع بعد انتهاء مؤتمر المناخ أن تتحول شرم الشيخ إلى قبلة السياحة فى العالم، وأن تتحول شواطئها وفنادقها وشوارعها إلى منتديات لكل الجنسيات، بعد سنوات من المعاناة نتيجة جائحة كورونا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة