عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


عبدالقادر شهيب يكتب: بايدن عندنا!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 10 نوفمبر 2022 - 04:35 م

اليوم الجمعة ١١ نوفمبر يزورنا الرئيس الأمريكى بايدن للمشاركة فى مؤتمر المناخ .. يزورنا بعد أن انتهى حزبه من خوض انتخابات الكونجرس واطمأن على أن الحزب المنافس الجمهورى لم يحقق الاكتساح الذى كان يخشاه فى هذه الانتخابات، واكتفى فقط الجمهوريون باستعادة أغلبية ليست كبيرة فى مجلس النواب، بينما الديموقراطيون فى طريقهم للاحتفاظ بالأغلبية فى مجلس الشيوخ .. ولعل ذلك ما شجعه على إعلان أنه سوف يخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى عام ٢٠٢٤، والتى قد نرى فيها تكرارا لمواجهة انتخابية أخرى بينه وبين وترامب مجددا.
وقد بادر بايدن بزيارتنا رغم أنه كان مشغولا بما يجرى فى بلاده بانتخابات الكونجرس التى ستحدد كيف سيديرها خلال العامين المقبلين ومدى القدرة التى سوف يحظى بها فى مواجهة الجمهوريين فى صياغة السياسة الخارجية الأمريكية تحديدا.      

وهذه أول زيارة لرئيس أمريكى لنا منذ زيارة أوباما لمصر عام ٢٠٠٩ ليوجه من القاهرة خطابا للمسلمين يقدم لهم نفسه ويبشرهم بسياساته تجاه دولهم التى اتضح فيما بعد أنها تستهدف تمكين جماعات الإسلام السياسى من الحكم فى بلداننا.. غير أن بايدن يزورنا هذه المرة وأحوالنا وأحوال منطقتنا قد تغيرت كثيرا عما كانت عليه قبل ثلاثة عشر عاما مضت .. وأهم تغير شهدته هو الرفض الشعبى لتمكين جماعات الإسلام السياسى من الحكم بعد أن خبرتهم الشعوب وعانت من فاشيتهم عندما وصلوا إلى الحكم فى بعض دولها كان. من بينها دولتنا .. ولعل ذلك ما أدركه بايدن بعد أن دخل البيت الأبيض ولذلك أخذ يتعامل معنا بشكل مختلف عما كانت تشى به تصريحاته خلال حملته الانتخابية .. وجاءت تطورات الأحداث فى العالم لتؤكد له أن الولايات المتحدة فى حاجة للتعامل مع مصر فى مجالات شتى مثلما مصر فى حاجة لأمريكا .. أى أن الحاجة للتعامل والتعاون متبادلة، ويمكن استنتاج ذلك من مكالمات بايدن التليفونية مع الرئيس السيسى ولقائه  به فى الرياض على هامش قمة عربية أمريكية دعت إليها السعودية قبل أسابيع. 

لذلك سوف يعود بايدن إلى بلده بعد زيارة شرم الشيخ لتمضى العلاقات المصرية الأمريكية فى ذات المسار الذى اختطه لها فى بداية حكمه، وهو المسار الذى يعتمد التعاون حتى وإن كان غير مكتمل أحيانا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة