احترسوا منها في هذه الأسابيع.. أيام الحساسية و«الهرش»

تحقيقات وملفات

الحساسية

احترسوا منها في هذه الأسابيع.. أيام الحساسية و«الهرش»

آخر ساعة

السبت، 12 نوفمبر 2022 - 12:11 م

أعد الملف: إيثار حمدي- إيمان طعيمة

إذا كنت من هواة قراءة النشرة الطبية المصاحبة للأدوية، فلابد أن يكون قد لفت انتباهك في كل مرة وجود كلمة ممنوع الاستخدام لمن يعانى حساسية للمادة الفعالة، وقد تمر عليك هذه العبارة دون أن تشغل بالك كثيرا، إلا أنها خطيرة جدا، ويجب أن تنتبه لها بكل حواسك، فالحساسية التي يعتقد البعض أنها مجرد مرض بسيط يعالج بالكريمات، قد تؤدى أحيانا إلى الوفاة، أما من يعتقد أنها خاصة بالجلد فقط، فعليه أن ينضم إلى قراء هذا الملف للتعرف على أنواع الحساسية، وخطورتها، وطريقة الوقاية والعلاج مع إلقاء الضوء على قصص معاناة نزلاء سجن الحساسية.

بسبب حساسية اللبن والقمح والصويا .. أساليب.. محرومة من الطعام!

تحكى نورهان وائل الشاذلى (26 عامًا) ربة منزل، عن ابنتها التي تعانى حساسية الألبان منذ ولادتها وتقول: اكتشفت الأمر في اليوم الـ40 من عمرها، بعد أن حدث لها نزيف مع الإخراج، نتيجة تقرح قولوني وتقرح معدة، لافتة إلى أن نسبة النزيف تتفاوت من طفل لآخر حسب درجة الحساسية التى يعانى منها، فى الوقت الذى تعانى أسيل من درجة حساسية مرتفعة.

وأضافت: دخلت ابنتى العناية المركزة وهى فى عمر شهرين، وتم نقل دم لها نظرا لأن نسبة الهيموجلوبين وصلت إلى 5. وشخصها الأطباء أنها حساسية لبن، وبعد أن جربنا جميع أنواع الألبان لم يتوقف النزيف، فقد كانت أعراضها تنفسية وهضمية ولم تعانى من أى عرض جلدي، حتى استقر الأمر على نوع لبن انيوكيتب المخصص لمرضى الحساسية فتوقف النزيف، فهو بالنسبة لابنتى علاج وغذاء فى آن واحد نظرا لأنه يعالج تقرحات القولون.

وتابعت: أسيل عمرها حاليا عام ولا تأكل من جميع أنواع الطعام، وتعتمد على اللبن بشكل رئيسي، فقد اكتشفوا بعد فترة أنها لا تعانى حساسية الألبان فقط ولكن حساسية قمح وصويا أيضا، ما يجعل اختياراتها فى الطعام محدودة للغاية.

وتستكمل: هناك منتجات تباع خالية من الجلوتين لمرضى حساسية القمح ولكن قليلا ما نجدها بالإضافة لارتفاع سعرها فلا يمكننا توفيرها بشكل مستمر، وللأسف مع كل تطعيم أو تسنين يحدث لها انتكاسة نظرا لانخفاض مناعتها لأقل المستويات وفى المقابل لا يمكننا التعويض بالأكل حتى اللبن الذى تعيش عليه لا يكفي، وعندما بدأنا نستخدم نوع لبن جديداً اكتشفنا أن المكيال الخاص به كبير جدا ما يجعل العلبة لا تكفى سوى يومين.

وتوضح أنها تقدمت بشكوى فى الوزارة وشرحت حالة ابنتي، ليرفعوا الكمية التى يتم صرفها لها 4 علب شهريا، وبالفعل صرفوا لها الضعف على أن تكمل هى الكمية المطلوبة لابنتها، من الصيدليات الكبيرة لأنه غير متوفر بشكل كافٍ ويصل سعر العلبة منه إلى300 جنيه.

وتشرح نورهان ما تعانيه الأم من صعوبة فى التعامل مع طفل مريض بحساسية الطعام، فهى غير قادرة على الاندماج بها فى أى تجمع عائلى تخاف أن تقلد الأطفال وتأكل أى نوع من الحلوى أو المأكولات التى لا تناسب حالتها فيحدث لها نزيف فورى، وفى المقابل لا تحصل من الناس على أى شيء سوى اللوم معتقدين أنها تحرمها مما تطلبه أو تتمناه ولا أحد يدرك أبعاد المشكلة وأن هذا فى مصلحتها.

ولا تطلب من الوزارة سوى توقيع الكشف الدقيق على من يحصلون على اللبن، فحسب قولها هناك الكثير من الحالات يأخذونه دون حاجة ويبيعونه فى السوق السوداء بـ 200 أو 230 جنيها، والأطفال المرضى أحق به وهناك حالات لها أولوية.

الكريمات لا تعالج احمرار البشرة .. حكاية أحمد مع حساسية الصابون!

يعانى أحمد عبدالحميد حساسية للمواد الحامضية والصابون والشمس أو كما يطلق عليها علميا إكزيما تحسسية، عبارة عن احمرار بين الشفاه السفلية والذقن، هذا الجزء يصاب بالتهابات شديدة إذا غسل وجهه بالصابون العادى أو تناول طعام حامضى مثل الشطة أو عصير الليمون.

ويحكى أن الموضوع ظهر عام 2006 على هيئة احمرار أسفل الفم، وكان يضع بعض أنواع كريمات الكورتيزون المهدئة، ومنذ ذلك الوقت تأتى وتختفى على فترات، وقال: ذهبت لاستشارة طبيب معروف وصف لى أحد أنواع الكريمات، وبعد انتهاء الجرعات مباشرة عادت مرة أخرى.

وتابع: تعايشت مع الوضع لسنوات، إلى أن زرت طبيبا آخر وصف لى علاجاً، واظبت عليه وبعد إتمام الجرعات عاد الاحمرار مجددا، ويقول: أنا بنام وبصحى ألاقيه قل كتير لكن عمره ما اختفىب.

وأضاف: طبيعة عملى تهتم بالمظهر، ما يجعلنى أضطر لحلاقة ذقنى قبلها بيوم وأضع المراهم قبل النوم، ثم أستيقظ لأغسل آثار المرهم بماء دافئ وأكون وقتها قادرا على الذهاب للعمل، بالطبع هو وضع مؤرق وسخيف ولكننى تعايشت معه.

تساعد غيرها بعد إصابة ابنها .. رحمة توفر الأكل الخالى من الجلوتين

رحمة والدة محمود الذى يبلغ من العمر عامين، اكتشفت أنه يعانى حساسية القمح وعمره شهر واحد، وخاضت الكثير من التجارب مع الأطباء حتى وصلت لطبيب استطاع تشخيص حالة ابنها بشكل صحيح.

بعد معاناتها مع ابنها مريض حساسية الطعام االلبن واللحم والبيض والقمح وعدم مقدرتها توفير أنواع الطعام المناسب له اخال من الجلوتين، اكتشفت أماكن تصنع هذا الطعام وقررت تدشين صفحة على موقع فيسبوك لتساعد كل من يحتاج هذا النوع من الطعام ولا يستطيع الوصول له، وهى صفحة غير ربحية، هدفها مساعدة الناس وتوفير مجهودهم فى جمع كل احتياجاتهم فى مكان واحد بدلا من تشتيتهم لدى الكثير من البائعين.

وتأسف لأن أسعار المنتجات الخالية من الجلوتين مثل اللبن والدقيق والمخبوزات مرتفعة نسبيا مقارنة بالمنتجات العادية، فعندما يحصل الشخص على كل احتياجاته من مكان واحد سيوفر عليه مجهودا وتكلفة شحن من عدة أماكن.

وتقول: هؤلاء مرضى والوضع لا يحتمل التجارة أو رفع الأسعار عليهم، وأنا أشعر بهم لأننى أذوق من نفس الكأس، وهدفى ليس الربح من هذا العمل مطلقا، بل مساعدة الحالات غير القادرة.

أخطــر الأنــواع

هناك أنوع كثيرة من الحساسية بعضها يكون لأسباب وراثية أو بيئية أو كيميائية وتختلف الأعراض من نوع لآخر، وفى السطور التالية نتعرف على أخطر الأنواع.

ويقــــول د. مــــنير لــبيب كـــبير جراحى التجميل واستشــارى أول الأمــــراض الجلديـــــة والتناسـليـــة والعقـــم، إن للحساسية أنواعـــا كثيرة، منها الضوئية أو حساسية لأى عوامل خارجية منها الرطوبة أو الثلج، وهناك حساسية من الأدويـــة خــــاصــــة البنســــــــلين، وحساسية تأتى من داخل الجسم، وهناك حساسية من الحشرات.

والمـشــــكلة الأخطــــــــر فـــــــى الحساسية تكمن فى حدوث تورم فى مناطق معينة من الجسم، ولا يهمنا العين أو الفم أو الأيدى والأرجل، ولكن الخطورة القصوى تكمن فى تورم مجرى البول أو ورم فى الحلق موضع البلع وإذا وصل المريض لهذه المرحلة يكون فى حالة خطيرة للغاية نضطر أحيانا لعمل شق حنجرى ليستطيع التنفس وهذه أقصى مرحلة قد يصل لها مريض الحساسية أيا كان نوعها.

ويشير إلى أن أخطــر الأنـــواع من أعراض الحساسية ليس ما نـراه ظاهرا على الجســم، ولكن ما يظهر خارجيا يدل على وجود مشكلة أكبر داخليا، فمثلا من يعانى ورما فى الفم أو الحلق يدل على وجود احتقان فى الأمعاء أو فى الكبد أو مجرى البول أو المثانة وغيرها، وهنا تكمن المشكلة لأن الصورة التى تظهر لــنــــــــا خـــارجيا على الجـســـــم تكــون نهـاية الطـــريق، فالحســـاسية ليســـــت جلـــد ولكنـــها مشـــاكل داخـل الجسم، وأيضا من أخطــر ما تسببه الحســاسية هــو النزيف الداخلي.

ويقول إن الحساسية غالبا لا تكون ناتجة عن عوامل وراثية أو مشكلات للأم أو الجـــنين أثـنــاء فترة الحمل كما هو شائع ولكن أغلــب أنــواع الحســاسـية يحدث أثناء فترة الرضاعة نتيجة لتناول الأم أنواعـــا معــينة من العـقـاقير وبالتالــى يحصــل عليها الطــفـل الرضـــيع فى اللــبن، ما يتســبب فى حدوث كــوارث، ولكن أساس المشكلة هـــو أن هــناك داخـــل الجســم مادتين يرتفعان بسرعة وهمــا مــادة الهستامين بالإضافة إلى نقص كالسيوم شديد، ولهذا السبب لا يجب أن يعتمد العلاج علـى تنـــاول المــــريض مضــــــاد هيستامين فقط ولكن يجب أن يحتوى العلاج على كالسيوم.

ويتحدث عن حساسية البرد التى كانت مشهورة فى الحرب العالمية الثانيــة، فكان الجـــنود المقيمون فى الخنادق يحدث لهم تورم فى كل الجسم يؤدى بدوره لبتر اليدين والقدمين، وهذا النوع من أخطر أنواع الحساسية فهى تؤدى إلى انسداد الأوردة والشرايين وينتهى بغرغرينا وبتر للأطراف.

ويشرح أن العلاج من أسهل ما يكون لكن الأزمة تكمن فى التشخيص الصحيح والمبكر وفهم المريض جيدا وتحديد نوع الحساسية بدقة لكى يتم التعامل معها بالشكل المناسب والصحيح.

اقرصة تفضى إلى موت l احذروا.. من الحشرات ما قتل!

قبل عدة أشهر استيقظ أهالى إحدى القرى على خبر وفاة شاب ثلاثينى بعد إصابته بـالسعة دبور أثناء مباشرة عمله بمحطة حاصلات زراعية، ما أصاب الجميع بحالة من الذهول وتساءلوا: هل يمكن لحشرة صغيرة أن تفتك بحياة الإنسان فى لحظات معدودة؟!

وفقًا لتقارير الأطباء، فقد فشلت كل المحاولات لإنقاذ الشاب، حيث جرى نقله إلى مستشفى خاص، ولم يتمكن الأطباء من إنقاذه، نظرا لمعاناته من حساسية لدغات النحل والدبابير. ومع بداية فصلى الخريف والشتاء زاد التساؤل حول مفهوم حساسية الحشرات خاصة أن لدغات البعوض تنتشر فى ذلك الوقت.. هل يمكن أن تؤذى الإنسان بهذه الصورة أم يتعلق الأمر فقط بحشرات بعينها؟!

يقول الدكتور عزت سامي، عضو الجمعية العربية للتغذية العلاجية والطب التكميلى بالمركز القومى للبحوث، لـ آخرساعة، إن هناك أشخاصاً يعانون حساسية مفرطة تجاه لدغ بعض الحشرات أبرزها النحل والدبابير، موضحا أن سموم هذه الحشرات تضم تركيبات كيميائية تتميز بها كل حشرة على حدة وتكون لها كمية محددة من السمية، فمثلًا التركيب الكيميائى لسم النحل معقد جداً؛ كونه يحتوى على مواد عديدة منها البروتينات والأنزيمات وأمينات نشطة ومن ضمنها الهستامين والذى يعانى بعض الأشخاص من حساسية تجاهه.

أعراض الإصابة

ويوضح أنه يمكن للسعات الحشرات أن تكون قاتلة وتقضى على حياة الإنسان خلال دقائق، فى حال كان المصاب يعانى حساسية شديدة تجاه هذه الحشرة، حيث تبدأ الأعراض فى الظهور عليه مباشرة أو فى غضون دقائق بعد حدوث اللدغ، فيصاب الشخص بارتخاء للوعاء الدموى والذى بدوره يتسبب فى حدوث هبوط بالدورة الدموية نتيجة لغلق الشعيرات الناعمة الموجودة فى القصبات الهوائية، فيشعر المريض بضيق فى التنفس وقد تحدث الوفاة خلال وقت قصير، لكن إذا تم إسعافه سريعا من قبل طبيب متخصص أو عن طريق تناول أدوية مناسبة للحالة يكون لديه فرصة أكبر لإنقاذ حياته، ويتم ذلك عن طريق تناول مضادات للحساسية بترتيب معين وبجرعة مناسبة لوزن الجسم حتى يحدث تنشيط للإنزيم، من ثم تكسير للهستامين الموجود بالجسم ويبدأ حدوث تضييق للوعاء الدموى الذى تم ارتخاؤه فيبدأ بالتعافى فى غضون دقائق.

اللقاح هو الحل

ويشير الدكتور عــــزت ســـامى لضــــرورة وجود طرق تحمى من يعـــانى الحساسية ضد الحشرات وعلاجه منها بأمان، وذلك يحدث بفاعلية كبيرة عن طريق التلقيح، والذى لابد أن يتم أخذه تحت إشراف أطباء وباحثين للوصول إلى تركيزات مخففة من سم الحشرات القاتلة وإعطاء جرعة مميتة لمرضى حساسية الحشرات تشبه التطعيمات المتوافرة فى مكاتب الصحة وهيئة المصل واللقاح، ويعرف هذا اللقاح بـالمصل سم الحشرات الوقائي، ويتم تناول هذا اللقاح عن طريق بقاء الشخص بالمستشفى لمدة بسيطة حتى يكون تحت رعاية الأطباء تحسبا لحدوث أى مضاعفات، حيث إنه يتم حقنه عدة مرات بجرعات قليلة من المصل ثم تزداد الجرعات تدريجيا حتى تتشكل لدى الشخص مناعة أولية ضد حساسية هذا السم وتشكل لديه حماية وقائية فى حالة حدوث اللدغ فى أى وقت فيما بعد.

ويضيف: لابد أيضا من إعداد جرعات مخففة من أمصال مختلفة للدغ الحشرات وتوافرها فى المستشفيات أو المراكز الطبية والصيدليات على مستوى الجمهورية لتكون جاهزة وسريعة للاستخدام فى حالة الطوارئ، مع ضرورة زيادة الوعى والتثقيف الخاص للمواطنين بطرق الاستخدام الصحيح لها.

الإسعاف السريع

من جانبه، يرى الدكتور علاء مكرم خروب، مدرب الإسعافات الأولية وصحة عامة، أن لدغات الحشرات من الأمور المنتشرة جدًا فى مختلف المناطق وفى أوقات تغير الفصول ولعل أبرزها لدغات الناموس والبق والنمل والنحل والدبابير وغيرها من الحشرات المختلفة المنتشرة فى البيئة المحيطة ولكل منها درجة مختلفة من الحساسية التى تصيب الأجسام البشرية. وقد يتصور البعض أن الأمر بسيط فهو مجرد قرصة أو حدوث تورم وألم خفيف، دون العلم بأن هناك أشخاصاً يعانون من حساسية شديدة تجاه ذلك، وقد يصل الأمر لديهم إلى حالة قاسية تعرف بـالصدمة التحسسية والتى قد ينتج عنها الوفاة بسبب الهبوط الحاد فى الدورة الدموية كما تم التوضيح من قبل.

وقد تحدث الطبيب عن الدرجات المختلفة من الحساسية وطرق إسعافها سريعا، فعند لدغ الحشرة ولنفترض أنها نحلة، فهى تهاجم بجزء من جسدها يسمى الذنب وفيه كيس السم فى نهايته مما يسبب ألماً شديداً واحمراراً وتورم موضع اللدغة، وإسعاف هذه الحالة يتم بنزع ذنب النحلة دون الضغط على كيس السم وذلك عن طريق جسم صلب نكحت به الذنب فيمكننا استخدام البطاقة مثلًا، بعدها يُغسل موضع اللسعة بالماء والصابون، ثم بعد ذلك نقوم بعمل كمادات ثلج غير مباشر على مكان اللدغة أو اللسعة عن طريق لف قطعة من الثلج فى قماش أو وضعها فى كيس ماء ثم وضعها على المكان لحين اختفاء الألم والتورم، أما فى الحشرات الأخرى فلا نجد بقايا للحشرة كما فى النحل ولكن يتم القيام ببقية الخطوات حتى تتحسن الحالة. وهنا لا توجد حاجة للتدخل الطبى إلا عند ملاحظة حدوث مضاعفات أو تطور الحالة مثل الشعور بالحكة الشديدة أثر اللسعة وفى أنحاء متفرقة أو فى كل الجسم، مع حدوث احمرار الجلد والوجه والتعرق الشديد، تورم الشفتين، بالإضافة للشعور بمشكلة فى التنفس مثل زيادة التنفس أو إصدار صوت أثناء التنفس، الشعور بالغثيان والتقيؤ والدوخة أو فقدان الوعي.

الصدمة

وكل ما سبق هو بعض من أعراض الصدمة بسبب فرط الحساسية، والتعامل هنا يكون أولا بطلب الإسعاف فورا أو نقل المصاب للمستشفى إذا تيسر ذلك مع الحرص على أن يكون المصاب فى وضع الصدمة، أى جعله مستلقيا على ظهره مع تغطيته للحفاظ على درجة حرارته، وفتح أو إزالة الملابس الضيقة حول رقبته وخصره وتوفير التهوية الجيدة ومتابعة علاماته الحيوية لحين وصوله للمستشفى. وينبغى على من تعرض للحساسية من الحشرات مسبقا، أن يطلب الاستشارة الطبية لتفادى حدوث الصدمة أو الحساسية الشديدة والاحتفاظ بأدوية الحساسية الموصوفة له ليستخدمها فى حالات الطوارئ.

وأضاف: الإسعاف الفورى لحالات الحساسية الشديدة هو استخدام اEpiPen أو اقلم الإبنفرين أو الأدرينالين وهو قلم يشبه قلم الإنسولين فى آلية عمله، يستخدمه الشخص المصاب بفرط الحساسية تجاه أى شىء يسبب له الحساسية الشديدة سواء من أطعمة أو أدوية أو لدغ حشرات أو غير ذلك من مسببات الحساسية، حيث يقوم القلم بضخ مادة الإبنفرين أو الأدرينالين وهى مادة مضادة للحساسية ومنقذة للحياة، لكن للأسف الشديد القلم غير متوفر فى مصر حتى الآن، ويناشد الطبيب وزارة الصحة والمعنيين بالتصنيع الدوائى بضرورة توفيره بصورة عاجلة سواء بتصنيعه أو استيراده لأنه مكون أساسى وضرورى لحقيبة الإسعافات الأولية والذى قد ينقذ حياة إنسان.

أمراض الخريف.. الوقاية خـير من العـلاج

رغم تحسن حالة الطقس واعتباره فرصة جيدة للتنزه والاستمتاع بجو الطبيعة بعيدا عن حر الصيف الشديد، فإنه يتسبب فى حدوث بعض التغيرات والأزمات الصحية لفئات كثيرة من الأشخاص، ففصل الخريف هو وقت الذروة لانتشار كثير من الأمراض الفيروسية التى يمكنها أن تصيب الإنسان بالعديد من أنواع العدوى، ولاسيما الأطفال وكبار السن ومرضى الحساسية هم أكثر عرضة عن غيرهم.. اآخرساعةب تواصلت مع عدد من الأطباء لإلقاء الضوء على أبرز أمراض الخريف وكيفية التعامل معها والوقاية منها.

الدكتور وائل صفوت، استشارى الباطنة العامة والتوعية الصحية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة صحة مصر، أكد أن أمراض الخريف تحدث غالبا بسبب تغيُّر درجات حرارة الجو فى فترات تقلب الفصول والمواسم والتى تكون سببا فى حدوث خلل بجهاز المناعة، ما يضعف قدرة المريض على مقاومة الأمراض، وأشهر أنواع العدوى فى هذا الوقت من العام هو الإصابة بالالتهابات الفيروسية التنفسية والمتمثلة فى نزلات البرد والأنفلونزا وكذلك فيروس كورونا الذى رغم انحساره نسبيا مازال موجوداً.

وأوضح أن بعض الأشخاص يعانون أيضا من ألم بالمعدة نتيجة تعرض العضلات للبرد سواء من الهواء الخارجى أو بسبب المكيفات المنزلية، ما يحدث تقلصات وآلامًا مزعجة وقد يسبب الشعور بالغيثان والقئ، لذا يجب الاعتدال فى ارتداء الملابس ومراعاة تغير درجات الحرارة عند الدخول والخروج من المنزل، والعمل على تقوية جهاز المناعة لتكون لدى الشخص القدرة على مواجهة الفيروسات عن طريق الابتعاد التام عن التدخين والتدخين السلبى واعتماد نظام غذانى متوازن، وتجنب التلوث واتباع أساليب النظافة الشخصية والإجراءات الاحترازية والبعد عن الحميمية الزائدة فى اللقاءات ومنع القبلات والأحضان والسلام بالأيدى منوها بضرورة استخدام المواد المطهرة فى تنظيف الأيدى باستمرار.

كما أشار إلى أنه من بين الأمراض التى تصيب البعض فى فصل الخريف ما يعرف بالاكتئاب الموسمي، والذى يعد نوعا من أنواع الأمراض النفسية التى تحدث بسبب الكره لقصر النهار والشعور بالكآبة من ظلمة الليل التى تظل لفترة طويلة، مؤكدا أنه لابد من التخلص من هذا الشعور سريعا حتى لا يكون سببا إضافيا فى ضعف جهاز المناعة الأمر الذى يفقده القدرة على مواجهة الأمراض.

الأطفال ومعاناة الخريف

من جانبها، تؤكد الدكتورة هويدا أبوالعلا، استشارى طب الأطفال وحديثى الولادة والمستشار الدولى لطب الرضاعة الطبيعية، أن الأطفال بمختلف فئاتهم العمرية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية الفيروسية فى فصل الخريف، ولعل أبرز هذه الأمراض هى الإصابة بنزلات البرد والسعال والنزلات الفيروسية، وتتمثل أعراض الإصابة فى ارتفاع متفاوت فى درجة حرارة الجسم والتى قد تستمر من يومين إلى ثلاثة أيام، هذا بالإضافة للرشح وسيلان الأنف والكحة وفى بعض الأحيان يصاب الأطفال الذين يعانون من أمراض الحساسية بأنواع أخرى من حساسية الجلد وحساسية الأنف.

وأشارت إلى أن غالبية حالات الإصابة لا تكون فى حالة تناول المضاد الحيوى وعلى الأم أن تعى ذلك وتعلم أن العلاجات الوقائية هى الأنسب، ويمكنها أن تساعد الطبيب فى تحديد العلاج المناسب من خلال قيامها بإعداد جدول يوضح مدى ارتفاع وانخفاض درجة الحرارة كل 4 إلى 6 ساعات مع توضيح بقية الأعراض التى تظهر على الطفل، مؤكدة ضرورة وجود خافض حرارة فى المنزل دائمًا للطوارئ ويفضل أن يكون من مادة الباراسيتامول، مع العلم بكيفية عمل كمادات الماء الفاتر ووضعها فى الأماكن التى تساعد على خفض الحرارة مثل حول الرقبة وبين الفخذين، وكذلك تخفيف قطع الملابس والتنظيف الجيد للأنف كونه الأهم فى التخلص من الكحة والبلغم المتراكم فى حلق الطفل نتيجة الإفرازات الأنفية مع أهمية شرب السوائل الدافئة التى تعمل على إذابة البلغم، منوهة إلى أنه لا يفضل تماما تناول أدوية إذابة البلغم خاصة تحت عمر 6 سنوات كونه يعمل على تهيج الصدر لطرد البلغم والطفل فى هذه السن لا يكون لديه القدرة على بصق هذه الإفرازات مما يزيد عليه عبء السعال بشكل كبير.

وتابعت: عادة تتكرر شكوى الأطفال من وجود ألم بالحلق فى فصل الخريف، ما يجعل الأم تعتقد بإصابة الطفل باحتقان وتلجأ للمضاد الحيوي، لكن كل ما يحدث هو انسداد أنف الطفل ما يجعله يتنفس من الفم أثناء النوم، بالتالى يكون الحلق أكثر عرضة لتيارات الهواء البارد، فيحدث جفاف فى الأغشية المخاطية للأنف والحلق يجعله يشعر بالألم، وللعلاج نكتفى بشرب المزيد من السوائل الدافئة ومتابعة تطورات الحالة. ولأن الوقاية خير من العلاج فلابد من اتباع نظام غذائى صحى يوميا للأطفال يشمل الخضروات والفواكه والأطعمة التى تحتوى على فيتامين سي وب ود، البعد تماما عن المواد الحافظة والعصائر المعلبة، النوم عدد ساعات كافٍ يوميا بمدة تصل من 8: 10 ساعات للمساعدة على تقوية جهاز المناعة، ممارسة الرياضة، المحافظة على تهوية المنازل ويفضل دخول الشمس للغرف، تناول المشروبات الدافئة كالقرفة والينسون والنعناع، وفى حالة الرضع لابد من الاهتمام الجيد بالرضاعة الطبيعية فقط قبل عمر 6 أشهر كونها تحتوى على كل ما يحتاجه الطفل من فيتامينات وأجسام مضادة للفيروسات والبكتريا، وبعد الـ6 أشهر لابد من تناوله غذاءً صحياً متوازناً كما يصفه الطبيب والمحافظة على نظافته الشخصية والاستحمام باستمرار، مع تجنب ارتداء المزيد من القطع ويكتفى بقطع قطنية وتغطيته جيداً أثناء النوم.

الجديرى

ومن أنواع الأمراض الفيروسية المعدية الأخرى التى تصيب الأطفال فى فصل الخريف، هما مرضا الجديرى المائى ومتلازمة اليد والقدم والفم، واللذان يشتركان فى بعض الأعراض كارتفاع درجة الحرارة وظهور طفح جلدى على الجسم كله فى حالة الجديري، وطفح جلدى فى باطن اليد والقدم وحول الفم فقط فى حالة المتلازمة الأخرى. ويتم علاج الحالتين عن طريق الخوافض مع مضادات الفيروسات والهستامين وكذلك الكريمات التى تقلل من الشعور بحكة الجلد، علما بأن مدة الإصابة للجديرى تتراوح من 7 : 10 أيام، وأقل من أسبوع فى حالة المتلازمة، ويمنع اختلاط الطفل بغيره كونه يظل حاملا للعدوى خلال هذه الفترة ومسموح بإحمام الطفل يوميا بشرط تجنب حك الحبوب تمامًا.

الحساسية

فيما يرى الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، أن اختلاف درجات الحرارة فى هذا الوقت كل عام تعتبر عاملا هاما لظهور أعراض الحساسية، ومريض الحساسية يكون أكثر عرضة للدخول فى مضاعفات خطيرة عند الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا قد تصل للالتهاب الرئوى لمريض حساسية الصدر.

لذا لابد فى فترة الخريف الحرص على الحفاظ على مناعة متوازنة وإذا حدثت الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا يجب العزل فى المنزل والراحة التامة، وللوقاية يجب ارتداء الكمامة فى الأماكن المزدحمة ووسيلة المواصلات، ولمريض حساسية الأنف لابد من استخدام مضادات الحساسية وغسل الأنف باستمرار بمحلول ماء البحر أو محلول الملح، لأن ذلك يعد عناية هامة للأنف وللصدر وتقلل من المضاعفات التنفسية على الرئة، ولمريض حساسية الصدر يستخدم موسعات الشعب وبخاخات الصدر المعتاد تناولها فى هذا الوقت من العام لتكون بمثابة وقاية للرئة من الدخول فى أزمات ربوية عند الإصابة بأى عدوى تنفسية.

الجيوب الأنفية

أما مريض الجيوب الأنفية فكما يتحسس من حبوب اللقاح والأتربة فى فصل الربيع، فيتحسس أيضا من الهواء البارد ونزلات البرد فى الخريف وكذلك من بعض أنواع النجيلة وحبوب اللقاح الأخرى وحساسية الفطريات التى تزيد مع تساقط أوراق الشجر والمناطق الممطرة، بالإضافة لحشرة الفراش التى توجد على المفارش والبطاطين الشتوية المخزنة، لذا لابد أن يتبع مريض حساسية الجيوب الأنفية بعض التعليمات حتى لا يحدث التهاب مزمن فى الجيوب الأنفية، وأهمها تلقى لقاح الأنفلونزا الموسمى ولقاح كورونا، وارتداء الكمامة صباحاً للحفاظ على درجة حرارة الهواء من الدخول للجيب الأنفى وكذلك لمنع وصول الأتربة ومثيرات الحساسية الأخرى للأنف، غسل مفارش السرير فى درجة حرارة أكثر من 60 درجة مئوية أسبوعيًا، تجنب رش معطرات الجو والتدخين كونهما من أكثر مهيجات حساسية الصدر والأنف والعين.

مشاكل العيون

من جهتها تقول الدكتورة رانية العيسوي، أستاذ طب وجراحة العين بقصر العيني: رغم قصر فترة النهار فى الخريف فإن زيادة التعرض للأشعة فوق البنفسجية وتساقط أوراق الأشجار وزيادة احتمالية وجود مواد نباتية مثيرة للحساسية مع الأتربة فى الجو يؤدى إلى كثرة أدوار حساسية العين، ما يستلزم الحرص الشديد من جانب أصحاب الحساسية المزمنة والحساسية المصاحبة لفترة تغير الفصول بعدم الخروج فى فترة النهار وحتى آخره إلا بالنظارة الشمسية الواقية من الأشعة فوق البنفسجية، وتجنب الجلوس تحت أشعة الشمس المباشرة فترات طويلة حتى وإن كانت نسمات الهواء الباردة تمنع التضايق من حرارتها، وعدم دعك العين وغسلها المتكرر بمياه باردة أو استخدام كمادات باردة إذا لزم الأمر، يفضل كذلك استخدام بعض القطرات المرطبة والقطرات التى تحتوى على الكورتيزون طوال فترة تغيير الفصول وعدم نسيان استعمال قطرات جفاف العين لمن يعانى منه خاصة كبار السن حيث إنه يزداد أيضا فى هذه الفترة ويجب الحرص على ترطيب العين الدائم.

وتضيف: هذه الفترة من العام أيضا تواكب دخول المدارس والجامعات وازدياد المدة التى تُقضى أمام شاشات الكمبيوتر وغيرها، لذا توصى بضرورة الحرص على غلق العين وفتحها أثناء استخدامها للسماح للدموع الطبيعية بترطيب العين مع أخذ فترات راحة دقيقة أو اثنتين تغلق فيها العين كل ربع أو نصف ساعة والحرص كذلك على عدم زيادة إضاءة الشاشة المستخدمة.