صورة موضوعية
صورة موضوعية


تهافت زعماء العالم لحضور القمة دليل قوة واستقرار الدولة

ملحمة «COP 27» تبهر العالم وتؤكد عظمة مصر

آخر ساعة

الإثنين، 14 نوفمبر 2022 - 03:52 م

كتب: أحمد جمال

حققت مصر جملة من المكاسب السياسية مع نجاحها فى تنظيم قمـــة المنــــاخ «COP27»، وبعــــد أن عمدت جهات دولـية ومنظمات حقوقية معادية للدولة المصرية على نشر الشائعات ومحاولات لخلق حالة من الهلع أمام المشاركين في القمة وتصدير صورة مغايرة للأوضاع فى الداخل جاء الرد قويًا ومباشراً وأمام نحو 110 من قادة وزعماء العالم ورؤساء الحكومات ولفيف من الشخصيات الدولية الذين انبهروا بقوة التنظيم والاستعداد لاستضافة أحد أبرز الأحداث العالمية من حيث الأهمية وحجم المشاركة.

حاول تنظيم الإخوان الإرهابى والمتحالفون معه فى الخارج توظيف القمة العالمية لتحقيق مصالحهم الضيقة وألقوا بثقلهم الإعلامى والتحريضى لإحداث حالة من البلبلة أثناء انعقاد القمة، وهو ما تحطم أمام تماسك المصريين والالتفاف حول هدف أسمى أمام الجميع تمثل فى الحفاظ على استقرار الدولة المصرية وإنجاح القمة العالمية، وما جعل الدفة تتحول لصالح تسليط الضوء على القدرات المصرية فى التحول نحو الاقتصاد الأخضر والإثناء بمدى قدرة الدولة على مجابهة العديد من التحديات التى واجهتها خلال الفترة الماضية مع انتشار فيروس كورونا والتأثر سلبًا بالحرب الروسية الأوكرانية.

أثبتت مصر خلال القمة أنها تستحق أن تتحدث بلسان قارة أفريقيا واستعادت دفء العلاقات مع كثير من بلدان القارة الذين وجدوا فيها نموذجا قادراً على أن يجذب أنظار العالم إلى التحديات التى تواجه القارة السمراء وقادت مباحثات عديدة هدفت لاستحداث مبدأ جديد فى هذه القمة تمثل فى تقديم تعويضات للتخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وعبرت عن كونها مثالا جيدا للبلدان الأفريقية التى حققت معدلات نمو مرتفعة خلال السنوات الأخيرة واستعادت حالة الأمن والاستقرار الداخلى بعد سنوات من الاضطراب منذ يناير من عام 2011.

ضربت مصر عدة عصافير بحجر واحد وراء النجاح المبهر فى استضافة قمة المناخ لأنها بددت أى شائعات أو معلومات مغلوطة بشأن الحريات العامة إذ أتاحت الحرية الكاملة أمام الجميع للتعبير عن آرائهم أثناء انعقاد القمة، وأثبتت أن ثقلها الإقليمى والدولى أكبر من أى مناوشات صغيرة هدفت لتعكير صفو الحدث العالمي، وبرهنت على أنها دولة ينظر إليها العالم بكثير من الاهتمام لأنها ضربت المثال لكيفية الوصول إلى حالة الاستقرار وسط إقليم يعج بالصراعات وفى ظل حدود ملتهبة مع جيرانها فى الشرق والغرب والجنوب.

ودفعت مصر خلال المؤتمر أيضَا بأولويات القضايا ذات الاهتمام المصرى وعلى رأسها قضية الأمن المائى والآثار السلبية المترتبة على التغيرات المناخية وطرحت العديد من المبادرات فى مجال تغير المناخ والمياه، والآثار العابرة للحدود لجهود التكيف وخفض الانبعاثات، إلى جانب تعزيز علاقاتها مع الشركاء الرئيسيين وفى مقدمتهم الولايات المتحدة، وتوسيع مجالات التعاون، لتأكيد ثقل مصر وقدرتها على استضافة وإدارة المؤتمرات الدولية.

مصر أثبتت أنها الأحق فى التحدث بلسان القارة.. واستعادت دفء العلاقات مع بلدانها

وقال الدكتور عبدالمنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ، إن المؤتمر سجل نجاحاً كبيراً للدولة المصرية بعد أن أثبتت قدرتها على أنها تستحق تمثيل أفريقيا فى هذا الحدث العالمى البارز، وأن العالم تيقن من أن الدولة المصرية بدأت الاستعداد للقمة الحالية منذ اليوم الأول الذى اختتمت فيه قمة جلاسكو السابقة أعمالها، وبدأت فى إعداد مدينة شرم الشيخ لاستقبال الحدث وظهرت المدينة فى أبهى صورها وتمكنت الدولة المصرية من مضاعفة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوفها.

إقرأ أيضًا

مكاسب «قمة المناخ».. تعهدات ومشروعات واستثمارات بالمليارات

وأشار إلى أن زعماء وقادة العالم تهافتوا على الوصول إلى شرم الشيخ بالرغم من أن البعض قام فى البداية بعمل مشاهد استعراضية تشكك فى مدى حضوره القمة لكن الواقع يشير إلى أن شرم الشيخ استضافت أكثر من 54 رئيس دولة إلى جانب رؤساء الحكومات والمسؤولين رفيعى المستوى من مختلف دول العالم.

وشدد على أن المؤتمر سار فى الطريقة التى مخطط لها وأن المنطقتين الزرقاء والخضراء عملتا بأعلى كفاءة كما أن جلسات المؤتمر قادت سخونة الموضوعات المطروحة فيها لمشاركة فاعلة من ممثلى دول العالم.

وأكد أن الطرح الذى قدمه الرئيس عبدالفتاح السيسى عند كلمته الافتتاحية للقمة ودعوته لوقف الحرب الأوكرانية منح زخمًا سياسيًا آخر، وبدا من الواضح أن هناك جملة من التفاعلات الموازية التى تشير لإمكانية تحقيق هذا الهدف مع الانسحاب الروسى من مناطق أوكرانية مهمة، واللقاء المنتظر بين الرئيسين الأمريكى والصينى والاتجاه نحو تحجيم الأزمات الدولية ما يجعل خطبة الرئيس بمثابة نقطة البداية لكثير من التفاعلات المستقبلية.

ولفت إلى أن مصر حصلت على تقدير كبير من الدول المختلفة وأن الاتفاقات والمشروعات ذات الارتباط بالاقتصاد الأخضر التى وقعها مع دول مختلفة إلى جانب اتفاقات مجالات الطاقة والغاز وتحلية المياه يؤكد أن عوائد المؤتمر ستكون على المدى البعيد أيضَا، ولعل الأبرز فى ذلك الشأن ما أعلن عنه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من تقديمه 500 مليون دولار لدعم البرنامج المصرى فى الطاقة النظيفة بما يخفف من أى عوائق مالية تواجه هذا المشروع.

القاهرة بددت أى شائعات بشأن الحريات.. وأتاحت للجميع الحق فى التعبير

وأكدت الدكتورة إيمان زهران، الباحثة فى العلاقات الدولية والأمن الإقليمي، أن القاهرة برهنت على أنها تمتلك الخبرة الكاملة فى تنظيم مثل هذه الفعاليات الدولية، واتخاذها كافة الخطوات الاستباقية لتقويض كافة تحركات قوى الشر الرامية لإحراج الدولة المصرية أمام المجتمع الدولى. وهو ما تم اختباره بنجاح أثناء استضافتنا لقمة المناخ.

وأضافت أن التعامل المرن من قبل الدولة المصرية مع جملة من الاستفزازات انعكس على النجاح فى استضافة القمة بدون مشكلات تذكر، والخروج بكافة التوصيات وإقرار الصياغات التنفيذية الجادة والفاعلة للكافة والتى تمهد بدورها لما يمكن البناء عليه فى القمة المُقبلة «cop28» والتى ستستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة. 

وشددت على أن مصر أثبتت بالفعل أنها عنوان للاستقرار وهو ما أهلها - بإجماع الأمم - لاستضافة مثل ذلك التجمع الدولي، بل هى الرقم الأول فى كافة المعادلات الإقليمية ذات الصياغات المشتركة والمتشابكة مع القوى الدولية، فالقاهرة - نظرا لمركزيتها وسلامة واستقرار دولتها الوطنية-  دوما ما تكون حاضرة وممثلة ومشاركة فى صنع القرارات الأممية ذات التماس بكافة الملفات والقضايا السياسية والاقتصادية والأمنية لدول الإقليم. 

وأوضحت أن إحدى أهم النجاحات ما يتعلق بالترويج للأجندة التنموية المصرية 2030، وذلك عبر إدراج صياغات تنفيذية بختام القمة تحمل الرؤية والأجندة المصرية لكافة دول الشرق الاوسط والقارة الإفريقية، حيث عمدت القاهرة لتوظيف ثقلها الدولى والإقليمي، وإمكانياتها الدبلوماسية لربط العمل المناخى بالأولويات الأمنية والاقتصادية التنموية للشرق الأوسط والقارة الإفريقية.

وقال هانى إبراهيم، رئيس مركز جسور للدراسات الاستراتيجية، إن القمة حققت مجموعة من المكاسب الإيجابية للدولة المصرية على رأسها تعزيز دور مصر الدولى كمنصة موثوق فيها للتفاوض والحوار حول القضايا الدولية والوصول إلى نتائج محددة، والتأكيد على أنه لا يوجد أدنى شك فى قدرة مصر على إعلاء صوت أفريقيا والدفاع عن حقوقها فى مختلف المنابر الدولية وهو ما توجته مصر بتسويق أن قمة شرم الشيخ هى قمة المناخ لأفريقيا، إلى جانب تعزيز مساهمة مصر فى إيجاد حلول سياسية مستدامة لأزمات وتهديدات المناخ وهى من القضايا الوجودية التى تشغل بال قادة العالم.  

وأضاف أن مصر أثبتت أنها محور منطقة الشرق الأوسط وقوى إقليمية لها ثقلها السياسى والاقتصادى ومن الطبيعى الاهتمام بها من قبل القوى الدولية التى تتجاذب معها إما لكسب مصالحها معها أو لممارسة ضغوط عليها بهدف إقناعها بالانضمام الى معسكرها. لكن مصر تاريخيا كانت ولا تزال دولة تتمتع بالحياد وتمارس ضغطا معاكسا لتحافظ على استقلال قرارها وتقوم ببناء اقتصادها لتعزز من مكانتها الدولية والإقليمية فلا تستجيب لضغوط هذا ولا يغريها إطراء ذلك. 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة