محمد عبد الوهاب يفتح النار على الإذاعة
محمد عبد الوهاب يفتح النار على الإذاعة


كنوز| محمد عبد الوهاب يفتح النار على الإذاعة

عاطف النمر

الأربعاء، 16 نوفمبر 2022 - 06:19 م

 في جلسة فنية ممتعة دار الحديث فيها عن الموسيقى والأغاني ومحطة الإذاعة، أفضى محمد عبد الوهاب لمندوب «الإثنين» بتصريحات عاتبة وغاضبة بدأها بقوله: 

«أؤكد لك أننى لا أسخر من محطة الإذاعة، ولكنى أرثى لها، وبخاصة بعد أن تولت الحكومة إدارتها، فقد كانت أيام تبعيتها لماركوني أحسن حالا مما هي الآن ! 

وأضاف: «أننى عندما أريد أن أضحك، أو أرفه عن نفسى قليلا، أفتح الراديو لأستمع إلى أسطوانات الإذاعة، وكلها أسطوانات قديمة «مخرخشة» لا تسمع منها إلا هش هش - بك بك - تت تت - قف قف - وهكذا ! ومع ذلك فموظف الإذاعة الذى أصبح الآن موظفا حكومياً لا يجرؤ أن يقول هذا لرؤسائه خوفاً من الغرامة أو الفصل من الخدمة ! وأنه إذا قال إن الأسطوانة الفلانية مشروخة فتحوا له محضر إتلاف وإذا قال لهم إنها قديمة قالوا له «وإيه يعنى ما أهرامات الجيزة ودهشور قديمة وأقدم من الأسطوانة ومع ذلك فهي ليست مشروخة» !

ويستطرد محمد عبد الوهاب قائلا: «لقد عهدوا إلى موظف واحد برئاسة جميع الأقسام الفنية في الإذاعة، وقد منحوه مطلق السلطة في اختيار الصالح لهذه الأقسام وإلغاء الباقي غير الصالح في نظره ! ومعنى هذا أن يتحكم الموظف المذكور في أذواق الموسيقيين كلهم وفى أذواق الشعب المصري الكريم، وفى أذواق الشعوب العربية كلها ! ويجب علينا أن يترك كل منا ذوقه الخاص جانبا ليستمع إلى ذوق صاحبنا الموظف المسئول عن الموسيقى بالإذاعة !
ثم يتساءل: «فهل سمعت بمثل هذا في بلد من بلاد العالم ؟!». 

ثم يواصل قائلا: «خذ موسيقاي أنا مثلاً فإن الجمهور لا يستسيغها أو يهضمها عند أول سماعها ولكن تكرار إذاعتها يحبب الجمهور فيها فيقبل عليها، فإذا فرض واستقبل الموظف المذكور موسيقاي كما يستقبلها الجمهور في أول الأمر، فمعنى هذا أنه عندما يسمع موسيقاي الجديدة قبل إذاعتها فسيرفضها حتما فلا تأخذ طريقها إلى الجمهور!.

يتوقف الأستاذ محمد عبد الوهاب وكأنه تذكر شيئا فيقول: «ومحطة الإذاعة مدينة لي بمبلغ 500 جنيه منذ زمن وأنا أخشى أن أدوخ مع الروتين فأموت ويطالب أولادي بالمبلغ، ويتعب أحفادي في تحصيله من المحطة ولهذا سأضطر إلى استعجال قبضه برفع قضية على المحطة وأمرى إلى الله».

وهنا قال له مندوب المجلة: «هل تقبل أن تكون مديرا للإذاعة؟!».

رد الأستاذ قائلا: «أقبل أكون مديراً للمحطة، وأهبها كل يوم من وقتي ثلاث ساعات على الأقل، وأقبل نظير ذلك مرتباً شهرياً لا يقل عن ألف جنيه، ولكنى لا أقبل أن أكون مقيداً بقيود وظائف الحكومة ورويتنها الذى يحتم علىّ أن أحضر في تمام الساعة كذا وأنصرف في منتصف الساعة كذا أيضا، فأنت كما تعرف أنا لست من هواة النوم في المكاتب!.

اختتم الأستاذ محمد عبد الوهاب تصريحاته المطعمة بالغمز واللمز والاتهامات المباشرة وغير المباشرة بقوله: « كل عمل قد تقبل فيه الواسطة إلا الموسيقى والغناء، فواستطك فيهما الذوق الفني والصوت المغرد، ولكن محطة الإذاعة، أو بعض موظفى محطة الإذاعة قوم فيهم «شىء لله»! فهم يعتقدون أن الذوق الفنى والصوت المغرد بضاعة لا شأن لها عند جمهور المستمعين الكرام، فكانت النتيجة الذى نسمعه أنا وأنت!.. حاجة تكسف خالص والله!. 

«الإثنين » 10 يناير 1949

 

اقرأ أيضا | شروط محمد عبد الوهاب ليقوم ببطولة فيلم

 

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة