صامويل ويربرج خلال حواره مع «الأخبار»
صامويل ويربرج خلال حواره مع «الأخبار»


المتحدث الإقليمي للخارجية الأمريكية: «COP 27» الأكثر تنظيماً وحشداً في تاريخ مؤتمرات المناخ

أكرم نجيب- إبراهيم عودة

الأربعاء، 16 نوفمبر 2022 - 06:36 م

الدول المتقدمة لديها الإمكانيات لوقف نزيف تأثيرات التغير المناخى
استثمارات وخبرة مصر فى الطاقة البديلة جعلها «نداً» لأمريكا وليست دولة نامية

تنفيذ المبادرات والتمويل أهم أولويات الولايات المتحدة لمجابهة تحديات المناخ

أنظار العالم وخاصة الدول النامية والفقيرة منها تتجه نحو الدول الكبرى الصناعية المتقدمة المشاركة فى مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغيرات المناخية فى دورتها السابعة والعشرين بمدينة شرم الشيخ، ويترقبون عن كثب ماذا سوف يصنعون للحد من تداعيات الآثار الكارثية للتغيرات المناخية، وكيفية دعم هذه الدول للتكيف مع هذه التغيرات، ومن بين هذه الدول التى ينتظر منها العالم الكثير؛ هى الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها أكبر قوة صناعية واقتصادية على الأرض.

كما تعتبر من أكثر الدول الكبرى تحملاً للمسئولية تجاه الدول النامية خاصة فى ظل إدارة الرئيس الأمريكى بايدن؛ فهل سيكون هناك دور فعال للولايات المتحدة الأمريكية لحث الدول المتقدمة على تقديم التمويل اللازم للدول النامية والالتزام بوعودها؟..

وكيف كان التعاون بين الإدارة الأمريكية والإدارة المصرية خلال التحضير للمؤتمر؟..

وهل أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على قضية المناخ؟ .. وكيف نظر العالم للقمة الحالية المنعقدة بشرم الشيخ، وما هى المبادرات التى تبنتها الإدارة الأمريكية وعملت على تنفيذها؟.. كل هذه الأسئلة وأكثر طرحناها على صامويل ويربرج المتحدث الإقليمى باسم وزارة الخارجية الأمريكية خلال حواره مع «الأخبار» وإليكم نص الإجابات.

ساعات قليلة وتنتهى فاعليات مؤتمر الأطراف لإتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ cop 27 .. كيف ترى المؤتمر من حيث التنظيم والفاعلية؟

أشكر كل القائمين على تنظيم مؤتمر المناخ ، والدولة المصرية بشكل عام لنجاحها على تنظيم هذا المؤتمر، الذى يعد أكبر مؤتمر فى تاريخ مؤتمرات تغير المناخ ، ومن هنا كان لزاماً على الولايات المتحدة توجيه الشكر لمصر لنجاحها على المستوى التنظيمى ولاستضافة cop 27 على الأراضى المصرية .

الدورة الماضية لمؤتمر تغير المناخ خرجت بالعديد من التوصيات ولم يتم تنفيذ نسبة كبيرة منها على أرض الواقع.. فما رؤيتك لتوصيات cop27 التى من المنتظر خروجها من هذا المؤتمر ؟ وما الضمانات التى تراها مناسبة لتنفيذ هذه التوصيات؟

الولايات المتحدة لديها بعض الأولويات فى هذا المؤتمر، ولكن الأهم هو التنفيذ ، نظراً لما حدث من عدم الالتزام من قبل البعض ، بتنفيذ كافة مخرجات المؤتمرات السابقة ، والتى شهدت العديد من الخطابات ، والمناقشات والكلمات، فى الوقت الذى يشهد العالم فيه التأثيرات السلبية جراء تغير المناخ ، وما نراه من أزمات وكوارث طبيعية ، كالفيضانات فى باكستان ، والحرائق فى كل أنحاء العالم، وفى ظل ذلك كان لابد من اتخاذ الإجراءات اللازمة ، وأنه حان الوقت لتنفيذ هذه الالتزامات .

قضايا تغير المناخ

إلى أى مدى بلغ اهتمام مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية بالمشاركة فى المؤتمر الذى يعد قمة لإنقاذ البشرية من مخاطر التغيرات المناخية التى طرأت على العالم بشكل مخيف خلال الفترة الأخيرة؟

الإدارة الأمريكية الحالية تهتم بشكل كبير بقضايا تغير المناخ ، وتعطيها الأولوية عنها فى الإدارات الأمريكية السابقة ، وبالتالى سيكون التمويل لمخرجات هذا المؤتمر أكبر من السابق وكذلك الحال مع الدول النامية ، لمساعدتها على تجاوز تحديات تغير المناخ ، التى يتفهمها جيداً الرئيس الأمريكى جو بايدن ، فنحن لدينا وفد كبير يشارك فى cop27، منهم المبعوث الخاص الأمريكى جون جيرى ، وكذلك مسئولون من كل المؤسسات الأمريكية ، الأمر الذى يعكس اهتمام الولايات المتحدة بهذا المؤتمر على وجه الخصوص ، فليس من الممكن أن تأتى المقترحات و الحلول من البيت الأبيض فقط ، أو وزارة الخارجية الأمريكية ، بل لابد أن تطرح الحلول من كل المؤسسات الدولية والحكومية ، وفى هذا المؤتمر لدينا ممثلون لعدد من الوزارات ، كوزارتى البيئة والطاقة ، فضلاً عن مشاركة ممثلى المؤسسات الدولية ، فنحن الآن نركز على بعض الأولويات ومنها التنفيذ والتمويل ، فكل ما يرتبط بالخسائر والأضرار مهم جداً ، والولايات المتحدة ترى أنه لدينا إمكانية لنقدم سوياً المساعدة اللازمة للدول النامية لمجابهة تحديات تغير المناخ ، ولكن لابد أن يتم ذلك عبر آلية محددة ، كمؤتمر المناخ الذى نحن بصدده الآن، وبالتالى نحن نرحب بكافة المناقشات فى cop27 والتى تصب فى مصلحة دعم سبل مجابهة الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ .

هناك بعض الاختلافات فى الرؤى بين الدول المتقدمة والدول النامية حول آلية عملية التمويل.. فما وجهة النظر الأمريكية حول هذه العملية ؟ وما الشكل الذى تراه الولايات المتحدة مناسباً لإتمام هذه العملية ؟

بالفعل هذا ما يتم بحثه وما ستدور حوله المناقشات بين المسئولين الأمريكيين ، وبين كافة المشاركين فى هذا المؤتمر ، فأنا لا أريد أن استبق قرارات الأطراف الأخرى ، ولكن أود أن أؤكد أن الدول المتقدمة ومنها الولايات المتحدة لديها الإمكانية لتقديم مثل هذه المساعدات لوقف نزيف التأثيرات السلبية لتغير المناخ ، وأنه لكى يحدث ذلك كان لزاماً على الدول المتقدمة التنسيق فيما بينها ، لإتمام هذه العملية .

هل يقتصر دعم الإدارة الأمريكية من ناحية التمويل على الجانب المادى فقط أم أن هناك أوجه أخرى للدعم ؟

الرئيس جو بايدن كان واضحاً جداً تجاه هذا الموضوع ، وهو يرى ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة بتقديم هذه المساعدات المالية ، ولكن الأمر لن يقتصر على ذلك ، فهناك مساعدة تقنية ، وتكنولوجية ،وكذلك نرى أنه على كل الدول التى تمتلك الخبرة فى مجال مكافحة آثار التغيرات المناخية التكاتف ونقل هذه الخبرة للدول الأخرى، ومنها مصر التى تمتلك خبرة كبيرة فى مجال الاستثمارات فى الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ، وذلك على الولايات المتحدة التعامل مع مصر كند ، وليس كدولة نامية.

وماذا عن التعاون المصرى - الأمريكى فى ملف التغيرات المناخية ؟

لدينا بعض الدروس التى لابد أن نتعلم منها ، ومنها مصر التى تمتلك الخبرة والتجربة فى مجال الاستثمار فى الطاقة البديلة ، ومنها الطاقة الشمسية ، كما ترحب الولايات المتحدة بالتنسيق الكبير بين مصر وبين مؤسسات الأمم المتحدة الأخرى حول الزراعة والمياه والطاقة ، فنحن نريد أن نشجع كافة الدول الأخرى بأن تحذو حذو مصر وتتعامل مع المؤسسات الدولية بالأمم المتحدة كالدولة المصرية على مستوى التعاون.
مشروعات توليد الطاقة 

الولايات المتحدة من أكبر الدول الصناعية.. كيف تتعامل أمريكا داخلياً فى ملف التغيرات المناخية وما طبيعة المشروعات المستهدفة؟

هناك تعاون كبير بين الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص الأمريكى والذى يشارك بقوة فى عملية مواجهة التغيرات المناخية والكثير من المشروعات لتحقيق هدف بيئة عالمية نظيفة، فالحكومة الأمريكية لديها بعض الإمكانيات للتحول للطاقة البديلة بمشاركة القطاع الخاص فى مشروعات توليد الطاقة من الرياح والشمس ويشمل أيضاً مشروعات الطاقة النووية للتخفيف من حدة هذه التغيرات المناخية، ولهذا يلعب القطاع الخاص دوراً مهماً كشريك فى عملية التنمية المستدامة.

فى ظل استمرار تقاعس الدول الصناعية الكبرى عن دعم الدول النامية.. ما الدور الذى تلعبه الولايات المتحدة فى هذا الجانب.. وكيف دعمت أمريكا الدول الأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية؟

إدارة الرئيس بايدن تدرك جيداً أن الولايات المتحدة لابد أن تتحمل مسئوليتها الدولية تجاه القضية، وعليها تشجيع وحث الدول الكبرى الأخرى على تحمل المسئولية اللازمة والمناسبة لأن الأضرار سوف تؤثر على كوكبنا جميعاً، ولذلك قدمت الولايات المتحدة أكبر المنح بالنسبة للتمويل حول التغيرات المناخية فى التاريخ، وعبر القانون الجديد «الخافض للتضخم»، وكذلك هناك العديد من المشاريع والمبادرات التى تستهدف إجراءات التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية، خاصة للدول النامية والأكثر فقراً والأكثر تضرراً من مخاطر هذه التغيرات، وسوف تستغل الولايات المتحدة حضورها داخل المؤتمر الحاشد لتشجيع الدول الأخرى مثل الصين والهند لتقديم المساعدة للدول الفقيرة التى يصعب عليها تحمل مسئولية التمويل للتكيف مع هذه التغيرات، وهذا ما ظهر واضحاً خلال مشاركة الرئيس بايدن فى المؤتمر وتقديمه حزمة من المساعدات والدعم بقيمة 500 مليون دولار لعملية التكيف المناخى فى مصر، وكذلك دعم تحول مصر إلى الطاقة الخضراء مقدم من أمريكا والاتحاد الأوروبى وألمانيا، كما أعلن الرئيس بايدن خلال مشاركته عن تقديم بلاده 150 مليون دولار لدعم الدول الإفريقية، وقالها بايدن صريحة أثناء خطابه: «سنقاتل لرؤية أهدافنا المناخية ممولة بالكامل»، وأكد الرئيس أيضاً على أن الولايات المتحدة سوف تقدم كل الدعم لتعزيز الأمن الغذائى الإفريقي، عن طريق دعم لأنظمة الإنذار المبكر، وكذلك دعم مركز تدريب جديد فى مصر للانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة فى جميع أنحاء القارة.

التحديات الأخرى 

كيف ترى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على أزمة التغيرات المناخية.. وإلى أى مدى تعرقل هذه الصراعات عملية مجابهة هذه التغيرات؟

الرئيس الروسى بوتين هو من أشعل هذه الحرب داخل أوكرانيا، وهو أيضا الوحيد القادر على إنهاء هذه الحرب، ولكن إذا استمر بوتين فى الحرب، فستظل الولايات المتحدة وحلفاؤها فى أوروبا والناتو مستمرين فى تقديم الدعم والمساعدة اللازمة للأوكرانيين، وعلينا أن ندرك جيداً أن هذه الحرب بجانب التحديدات الجيوسياسية الأخرى سوف تؤثر بشكل كبير على قضية تغير المناخ كما تؤثر الحرب على بعض التحديات الأخرى، وفى نفس الوقت تستمر المخاطر الكارثية للتغيرات المناخية، فنحن شاهدنا الفيضانات والحرائق فى كل أنحاء العالم، فالتحديات المناخية سوف تؤثر على المستقبل ويمكن أن تؤدى لحروب أخرى، إذاً فعلينا أن نتعامل مع كل هذه التحديات فى نفس الوقت.

انطلقت العديد من المبادرات خلال فاعليات المؤتمر.. كيف ترى هذه المبادرات.. وهل تجدها واقعاً ملموساً يمكن تنفيذه؟

من المستحيل أن يظل العالم فى هذه المرحلة حيث الكلام والتخطيط فقط، فلابد من الوصول بهذه المبادرات إلى حيز التطبيق والتنفيذ، وهذا على رأس أولويات الإدارة الأمريكية والذى تستهدفه من هذا المؤتمر بالفعل، لأننا رأينا الآن التأثيرات على أرض الواقع وفى كل مكان، فما كنا نتوقع حدوثه عبر سنين نشاهده أمامنا الآن، من حرائق وفيضانات اجتاحت الدول وارتفاع فى مستوى سطح البحر، فلابد من الانتقال السريع من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ الفعلى على أرض الواقع لتجنب مثل هذه المخاطر، ولهذا الغرض طرحت الولايات المتحدة عدداً من المبادرات القابلة للتنفيذ، مثل مبادرة «الشحن»، فالشحن يسهم فى تلوث بيئى كبير جداً، ولدينا مبادرة أخرى للزراعة ويتم تطبيقها مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وغيرها من المبادرات التى يتم تمويلها وتنفيذها.
أزمة الغذاء 

هناك أزمة غذاء ناجمة عن التغيرات المناخية التى تسببت الدول الصناعية الكبرى فى الجزء الأكبر منها.. كيف تعالج الإدارة الأمريكية هذه الأزمة من خلال مشاركتها فى مؤتمر المناخ؟

التغيرات المناخية ليست المتسبب الأوحد فى أزمة الغذاء عالمياً، فهناك أزمة جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية والحروب الأخرى التى يشهدها العالم، فالإدارة الأمريكية تتعامل كمجتمع دولى مع كل أسباب الأزمة فى آن واحد، فعلى صعيد التغيرات المناخية وأزمة المناخ، هناك خطط تنفيذية للتعامل مع الجفاف إحدى ظواهر هذه التغيرات، ومع كل المؤثرات على الأمن الغذائى، ولهذا الولايات المتحدة أطلقت بعض المبادرات مثل مبادرة « تغذية المستقبل»، كما تمنح الحكومة الأمريكية المليارات لتمويل الدول الفقيرة فى العالم للتصدى لهذه التغيرات، كما ناقشنا هذه القضية الشائكة والحساسة مع العديد من الدول خلال جلسات وفاعليات المؤتمر.

ما أوجه الاختلاف بين cop 27 بشرم الشيخ وكل الدورات التى شاركت بها؟

أذهلنى الحضور الكثيف من قبل المشاركين والوفود وحتى على مستوى قادة الدول، فهو الأكبر من حيث الحضور والتنظيم فى تاريخ مؤتمر المناخ على مدار 27 دورة انعقاد، كما أن مؤتمر شرم الشيخ يحظى باهتمام إعلامى عالمى كبير يزيد عن كل الدورات السابقة وتترقبه جميع وسائل الإعلام العالمية لحظة بلحظة، كما يضم المؤتمر أعداداً أشاهدها لأول مرة فى تاريخ الكوب لمؤسسات المجتمع المدنى والقطاعات الخاصة، وهذا التفاعل يزيد من تفاعلنا ومناقشتنا وبالتالى تسريع وتيرة إجراءات التنفيذ على أرض الواقع بمشاركة الجميع.

هل ترى أن cop27 سوف يكون نقطة تحول فى العمل الدولى المناخى على أرض الواقع؟

أتمنى أن يكون نقطة للتحول إلى مسار المشاركة العالمية لمجابهة هذه التحديات، لأنه ليس لدينا جميعاً الوقت الكافى للمماطلة فى عمليات التنفيذ.

اقرأ أيضاً|بروتوكول تعاون بين صندوق دعم مشروعات الجمعيات الأهلية وهيئة إنقاذ الطفولة

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة