الخميس، 17 نوفمبر 2022 - 06:42 م

يسود انطباع لدى بعض المهتمين بالشأن الإخوانى أن الخلافات والصراعات والانقسامات التى تضرب جماعة الإخوان بشدة الآن سوف تضع كلمة النهاية لهم داخليا وخارجيا ..

غير أن من يستدعى تاريخ الإخوان منذ أن قام حسن البنّا بتأسيس جماعتهم عام ١٩٢٨ وحتى الآن سوف يكتشف أن الإخوان تاريخ طويل ومستمر فى الخلافات والصراعات والانقسامات ومع ذلك تمكنوا عدة مرات على مدى تسعة عقود من إعادة إحياء جماعتهم بعد حلها وتصفية هياكلها التنظيمية داخليا، بل وتمكنوا فى عام ٢٠١٢ من الوصول إلى الحكم بدعم غربى! 

إن أول الخلافات الكبيرة التى شهدتها جماعة الإخوان انفجرت داخلها فى سنوات النشأة الأولى عندما نقل حسن البنّا من الإسماعيلية إلى القاهرة بسبب الاعتراض على من سيتولى أمر  قيادة الجماعة فى الإسماعيلية، واتسعت هذه الخلافات حتى وصلت إلى النيابة بعد أن اتهم عدد من الأعضاء المرشد المؤسس والإمام كما أطلق على نفسه بالاستيلاء على أموال الجماعة، فقام بردعهم والاعتداء عليهم بالضرب من قبل أنصاره وطردهم من الجماعة ..

وفيما بعد  صار الطرد من الجماعة نهجا لجأ إليه قادة الجماعة أسوة بما فعل حسن البنّا مع شريكه فى تأسيس الجماعة  أحمد السكرى ردا على اتهامه له بالتعاون مع الإنجليز وقبول أموال منهم .. وآخر عملية طرد شهيرة فى الجماعة فى السنوات الأخيرة كانت عملية طرد أبوالفتوح لإصراره على الترشح فى انتخابات الرءاسة على غير رغبة غريمه خيرت الشاطر! 

لذلك ليس مفاجئا أن تنفجر الخلافات مجددا بين الإخوان وبحدة لدرجة التنازع العلنى على منصب القائم بأعمال المرشد كما حدث الآن، حيث يتنازع على هذا المنصب بعد وفاة إبراهيم منير كل من محيى الدين الزايط ومحمود حسين، وكلاهما ترفضه ولا تقبل به مجموعة ورثة محمد كمال! 

وكل المؤشرات تؤكد أن هذا الانقسام الذى يمزق الجماعة الآن سوف يستمر ولن يجد علاجا قريبا له، لأنه نشب فى حياة إبراهيم منير ولم تفلح قيادات الإخوان فى السجون فى علاجه واحتوائه .. وبالتأكيد فإن ذلك سوف ينال من قوة الإخوان ويؤثر سلبا على أنشطتهم المختلفة .. لكنه بالقياس على ما حدث لهم خلال تسعة عقود لن يقضى عليهم وبالتالى لن يخلصنا من شرورهم .. ولذلك لا ينبغى أن ننخدع به ونكف عن مواجهة الإخوان سياسيا وفكريا كما نواجههم أمنيا.