صورة موضوعية
صورة موضوعية


بسبب سفن الإغاثة الإنسانية.. الهجرة غير الشرعية تشعل الصراع بين الأوربيين

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 17 نوفمبر 2022 - 07:47 م

كتبت: مي السيد

تسببت السفن التابعة لمنظمات الإغاثة الإنسانية فى أوروبا، والتى تقوم بإنقاذ المهاجرين العالقين فى عرض البحر، بحالة من الجدل والشقاق بين أبناء القارة العجوز، خاصة إيطاليا وفرنسا، وهو ما سبب أزمة دبلوماسية كبيرة بين البلدين، قام خلالها كبار المسئولين بإلقاء الاتهامات على بعضهم، مع الوعود بردود أفعال صارمة.

بداية الأزمة كانت مع صعود تيار اليمين المتطرف فى إيطاليا لسدة الحكم منذ أسابيع بقيادة رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة جورجيا ميلونى، والتى تحمل أجندة صارمة ضد قضية المهاجرين، ومنذ شهر ظلت عدة سفن وعلى متنها نحو ألف مهاجر فى البحر قبالة سواحل إيطاليا فى انتظار تصريح بالرسو من الحكومة اليمينية.

تصاعدت منذ أسبوعين شدة الخلافات بين البلدين بسبب سفينة الإغاثة الإنسانية «أوشن فايكنج»، إحدى السفن المتواجدة فى عرض البحر، والتى تحمل على متنها 230 مهاجرًا، حيث رفضت الحكومتان الإيطالية والفرنسية استقبالها، وهو ما دعا المفوضية الأوروبية إلى مطالبة الدولتين بالعمل على «الإنزال الفورى» لـ234 مهاجرًا من جنسيات مختلفة من على متن السفينة العالقة فى البحر الأبيض المتوسط.

تدخل أوروبى
وقالت المفوضية الأوروبية إنه يتعين إنزال هؤلاء المهاجرين الموجودين على متن السفينة «أوشن فايكينج» فى الميناء الأقرب لهم، مضيفة أن الوضع على متن السفينة بلغ مستوى حساس ويحتاج إلى حل عاجل لتجنب مأساة إنسانية، مشيرة إلى أن الواجب القانونى بإنقاذ الأرواح فى البحر واضح مهما كانت الظروف التى دفعت هؤلاء المهاجرين للمخاطرة بحياتهم فى البحر.

كما دعا مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان فولكر تورك؛ إيطاليا والاتحاد الأوروبي إلى عدم تغليب الاعتبارات السياسية على محنة المهاجرين، بينما ذكرت سكرتيرة الدولة المكلفة بشؤون أوروبا لورانس بون أن رفض إيطاليا استقبال السفينة ينتهك القواعد الأوروبية بشأن تقاسم المسؤوليات أو استقبال المهاجرين، وقالت: إنه كان هناك قرار من جانب واحد يعرض حياة الناس للخطر ولا يتوافق مع القانون الدولى.

اقرأ أيضًا

جورجيا ميلوني تؤكد أمام البرلمان أن ايطاليا "جزء من أوروبا والعالم الغربي"

تنديد فرنسى
ومع تعنت الموقف الإيطالي والضغط الأوروبى، قررت فرنسا استقبال السفينة التى رست فى ميناء تولون الفرنسى، وقال إريك جالون رئيس الهيئة الحكومية الفرنسية المعنية بالتعامل مع الأجانب إن تسع دول من الإتحاد الأوروبى وافقت على استقبال ثلثى المهاجرين، مضيفا بأن الأشخاص غير المؤهلين للبقاء فى التكتل ستتم إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، لافتا بأنه سيتم نقل المهاجرين إلى موقع احتجاز حيث سيحصلون على رعاية طبية ويتم التعامل مع طلباتهم للجوء.

من جهته أدان وزير الداخلية الفرنسى جيرالد دارمانان خيار حكومة إيطاليا بعدم استقبال السفينة ووصفه بغير المقبول والمخالف للقانون الدولى، مؤكدا أنه بناء على طلب رئيس الجمهورية سنستقبل السفينة بصورة استثنائية نظرًا لإخضاع السلطات الإيطالية الركاب لفترة انتظار استمرت 15 يومًا فى البحر.

وردًا على الموقف الإيطالى، قررت فرنسا التعليق «الفورى» للمشروع المقرر للصيف القادم والخاص باستقبال 3500 لاجئ موجودين حاليا فى إيطاليا، حيث توجد آلية أوروبية تسمح بنقل اللاجئين فى دول أوروبية إلى أخرى، لا سيما اللاجئين الواصلين إلى إيطاليا، فى إطار القانون الدولى وقانون البحار، ودعت فرنسا جميع الأطراف الأخرى، فى هذه الآلية، لا سيما ألمانيا، إلى تعليق خطتهم لاستقبال لاجئين موجودين حاليا فى إيطاليا، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات لتعزيز مراقبة الحدود مع إيطاليا.

تعنت إيطالى
ومع الضغط الأوروبى أعطت رئيسة الوزراء الإيطالية تصريحًا للسفن الثلاث الأخرى بالرسو فى إيطاليا، وصرح وزير الداخلية الإيطالى ماتيو بينتيدوسى بأنه سمح فقط للقصر والأشخاص الذين يعانون من أمراض أو يحتاجون لرعاية طبية عاجلة بمغادرة السفن، مضيفا أن السفينة وبقية من كانوا على متنها سيتم إبعادهم بعد ذلك عن المياه الإقليمية، وهو ما كان محل انتقاد من منظمات إنسانية بأن الأمر بالمغادرة سيعد انتهاكًا للقانون الدولى. ودافعت جورجيا ميلونى عن سياسة حكومتها المتشددة تجاه الهجرة غير النظامية، وقالت: إن تلك السفن تحمل مهاجرين لا ناجين، لافتة أن الناخبين الذين صوتوا لها طلبوا منها حماية حدود إيطاليا، وشددت على ضرورة وقف ما وصفتها «بالهجرة غير الشرعية» لتجنب الوفيات، ومحاربة المتاجرين بالبشر.

وأكدت رئيسة الحكومة الإيطالية على أن الوقت حان لمنع المهربين من أن يكونوا «هم من يقرر من يدخل» إيطاليا، وأن النهج الجديد المتشدد إزاء الهجرة رسالة لحث الدول الأخرى فى الإتحاد الأوروبى على لعب دورها، ووضع حد للإتجار بالبشر فى البحر الأبيض المتوسط.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة