الجمعة، 18 نوفمبر 2022 - 05:54 م

كتبت: دينا صبري

دخلت السيدة الستينية ترتدى جلبابها الأسود ساحة المحكمة، تتكئ على أحد أبنائها والحزن كسا ملامحها، تجاعيد وجهها عبرت عن أسى عميق بداخلها.. بحثت عن القاعة المطلوبة وجلست تنتظر دورها فى القائمة بفارغ الصبر، وبعد ساعات أعلن الحاجب عن الدعوى وبعد دقائق استأذنت هيئة القضاة السماح لها بالحديث الذى طالما حبسته بداخلها وكاد يقتلها حسرة..وبدأت حديثها وغلبتها دموع عينيها ولم تستطع سرد الواقعة وبعد لحظات لملمت شتات نفسها وقالت (أسفا على الخال الوالد) الذى قتل ابنى بقلب بارد ويد لاتعرف الرحمة.

لحظات سيدى القاضى بل ثوانى مرت علينا كأنها سنوات من الرعب والفزع عاشها أهالى أحد أحياء منطقة مصر القديمة عندما شب شجار بين عائلتين السواد الأعظم منهم (مسجل خطر).. ليس النزاع هنا على المال أو إرث لاسمح الله بل لفرض السيطرة والبلطجه على الآخر وإعلاء كلمة (أنا) على الكبير قبل الصغير.. تنهدت قليلا وقالت أنها خلافات قديمة ترسبت بين العائلتين أعمام وخلان تشاركا بها وكانت نتيجتها مصرع ابنى الشاب العشرينى على يد خاله الذى لقنه درسا وجعله عبرة ليهابه الجميع.. سدد له بمطواة صغيرة خبأها فى طيات ملابسه عدة طعنات فى صدره  ودب السلاح بقلبه ليسقط أمامه فى بركة من الدماء دون أن يذرف الدموع أو أن يقشعر جسده.

اقرأ أيضًا | السجن 10 سنوات لرئيس شركة مياه صرف دمياط الأسبق بتهمة الرشوة

تكمل السيدة نزلت مسرعة من المنزل أهرول على صريخ الأهالى بالمنطقة فوجدت ابنى ملقى على الأرض ولفظ أنفاسه الأخيرة فى حضنى.. استطردت الأم المكلومة حديثها قائلة سيدى القاضى أنا أطالب حضراتكم بتوقيع أقصى عقوبة على أخى الذى حرمنى من فلذة كبدى.

استمعت المحكمة لشهود العيان الذين أكدوا جميعهم أن الخال بلطجى سيئ السمعة واشترك فى العديد من الاشتباكات لفرض سيطرته على المنطقة وغلى الدم بعروق الخال عندما وجه له ابن أخته اللوم لخلاف سابق بينه وبين أمه بغلظة، فطعنه عدة طعنات وفارق الحياة.

فقضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار عبد السلام يونس وعضوية المستشارين أيمن فرحات وإيمان المليجى وأمانة سر معتز مدحت بالسجن المشدد 15سنة للخال بتهمة القتل العمد وإحالة الدعوى المدنية الى المحكمة المدنية المختصة.