محمد قناوي
محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: عندما يختار الجمهور نهاية الفيلم أثناء مشاهدته

محمد قناوي

الأحد، 20 نوفمبر 2022 - 11:52 ص

تشهد صناعة السينما في العلم محاولات تطوير دائمة على كافة المستويات، غير أن المحاولة الأكثر أهمية التي ظهرت مؤخراً، هي الاستعانة بالتقنيات الحديثة وابرزها تقنية "السينما التفاعلية"التي انتشرت عالمياً، وتسمح للمشاهد بالتدخل في اختيار الأحداث التي يفضلها، واختيار النهاية التي يريدها، بصورة تجعله جزءاً من فريق عمل الفيلم ، لذلك تحظي السينما التفاعلية  باهتمام لافت من مختلف شرائح المشاهدين في الآونة الأخيرة،فصناعة السينما لم تقف بعيداً عن الثورة المعلوماتية والتطورات التكنولوجية الجديدة، ليتحول الذكاء الاصطناعي والخوارزميات إلى عامل أساسي لاغنى عنه في نجاح الفيلم، وأثّرت الصورة الرقمية بشكل مباشر في كل خطوات الإنتاج السينمائي، وللعام الثاني علي التوالي يهتم مهرجان البحر الأحمر السينمائي بالسينما التفاعلية ويخصص لها مسابقة تضم 10 أفلام من أفضل إبداعات الواقع الافتراضي في السينما العالمية لعام 2022 والتي ستتنافس للفوز بجوائز اليسر الذهبية والفضية، والتي تبلغ قيمتها 10 ألاف دولار، وتعكس الأعمال المختارة للمنافسة في المسابقة، أفضل أعمال الواقع الافتراضي من كافة أنحاء العالم والتي تجمع بين الفن وأحدث التقنيات المستخدمة لصياغة مستقبل رواية القصص، فمن ابرز الافلام التي سيتم عرضها فيلم "قصة لوحة"، من إخراج غايل مور وكونتين داراس، وتهدف هذه التجربة المتحركة الافتراضية التفاعلية إلى جذب الجمهور الشاب إلى قصة أرتيميسا جنتلسكي الرسامة الإيطالية المنتمية لعصر الباروك والتي حققت نجاحًا باهرًا على الرغم من كل التحديات وأصبحت من أهم الرسامات وأشهرهم في أوروبا في ذلك العصر، اما فيلم "البيضة الهاربة" من إخراج جيرمان هيلر فيعتبر أشبه بلعبة افتراضية تجمع العديد من اللاعبين؛ حيث يستخدم المشاركون آلة تحكم لحماية البيضة الصغيرة الخائفة والتي تصارع من أجل الصمود في البيئات المختلفة المليئة بالتحديات. وتنقل سماعات الواقع الافتراضي عالم البيضة إلى العالم الحقيقي بما يسمح للاعبين بالتفاعل مع الأجواء المحيطة بهم ومع غيرهم من اللاعبين، اما اسم فيلم "إليلي"  فيعني في اللغة التركية "الأيادي المتشابكة"ومن إخراج تشورت فان آكر.

باستخدام آلة التحكم وسماعات الواقع الافتراضي والموسيقى التصويرية الإلكترونية، يدعو الفيلم كافة المشاركين إلى الرقص باستخدام أيديهم، ولكن هذه التجربة تدفع الراقصين إلى التساؤل عن هوية أصحاب هذه الأيدي، ويقدم فيلم "يوريديسي" من إخراج سيلين ديمين، أوبرا من الواقع الافتراضي استلهمت قصتها من أسطورة أورفيوس ويوريديس؛ حيث يسير الجمهور في رحلة فردية إلى مساحة مشتركة بين المادة والخلود. وخلال هذه الرحلة، يختفي الزمن وتُبلى قوانين المكان. ويأخذ غناء يوريديس التنويمي الجمهور إلى متاهة تختلط فيها الأزقة بالحطام والحواجز وتتفتح آفاق وأعماق مذهلة ،اما فيلم التحريك التفاعلي بعنوان "عبر الساحة الرئيسيّة" من إخراج بيدرو هاريس، فيأخذ الفيلم المشاهد في رحلة عبر الزمان تكشف ازدهار الحضارات واندثارها من منظور إحدى الميادين الرئيسية في البلدة ، ويعد فيلم "مملكة النبات مع ديفيد أتينبارا" المرشح لجائزة إيمي فيلمًا وثائقيًا تفاعليًا يستخدم التكنولوجيا التصويرية الحديثة لينقل المشاهد إلى قلب المعارك والدراما الثائرة في منطقة الأشجار المتواضعة. تتيح هذه السلسلة المكونة من ثلاثة أجزاء للمشاهد الجلوس في واحدة من أغرب الأماكن على هذا الكوكب، بحيث تغطية الطحالب تارة أو يُحبس داخل مصيدة فينوس تارة أخرى.

 ويجمع الفيلم بين المشاهد المصورة المختزلة ورسوم الجرافيك الضخمة بصوت أحد أشهر علماء الطبيعة في العالم.

وينتمي فيلم  "حينما تستيقظ في نهاية العالم"، الذي استلهم قصته من أحداث واقعية، إلى أفلام التحريك الوثائقية وأخرجه فريق العمل البريطاني مايك بريت،وستيف جامسون،وبيارزاندروفيتش، وأرنود كولينارت ويحكي الفيلم قصة صباح يوم السبت في عام 2018 عندما وصلت رسالة نصية لجميع سكان هاواي تحذرهم من هجمة صاروخية باليستية وشيكة وتطلب منهم الاختباء فورًا. يتطرق الفيلم إلى تهديدات الحروب وردود أفعال الناس في دقائق حياتهم الأخيرة ، وفي قصة فلكلورية نسائية مستوحاة من قصة الأخوين غريم من إخراج جولي كافاليير، يحكي فيلم "المجلّد المتخيّل 1: نيسا" قصة ساحرة شابة شجاعة وساذجة تبحث عن دميتها المفضلة، وتلتقي في طريقها بكائنٍ روحيّ مألوف يُدعى بلو. وتتحدّى نيسا خلال هذه الرحلة كلّ مخاوفها في سبيل إنقاذ قريتها من وحش الظلام يمثل فيلم "شواطئ لوكي" من إخراج إلين أوتريشت لعبة ساحرة عبارة عن لغز لبناء العالم تستخدم أحدث إمكانات الواقع الافتراضي لتغمر المشارك وتجذبه إلى أجواء ملحمية تجمع شخصيات أسطورية تسعى إلى إعادة بناء عوالمها السحرية. ويعكس الفيلم تجربة بصرية وسمعية تنقل اللاعب إلى عوالم سريالية أخاذة أثناء رحلته لبناء الكون من خلال جمع قطع اللغز وتحويلها، ويجمع فيلم "الرجل الذي لم يتمكن من الرحيل"من إخراج سينغينغ تشن العديد من القصص والشهادات للضحايا السياسيين للإرهاب الأبيض، تلك الفترة التي شهدت اعتقال وقمع الكثير في الخمسينيات في تايوان. وتقع أحداث الفيلم المصور بشكل مبهر في سجن الجزيرة الخضراء السابق.
 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة