الجمعة، 25 نوفمبر 2022 - 03:26 م

اكتشف فريق من الباحثين رمزًا عمره خمسة قرون يكشف عن مؤامرة فرنسية شهيرة لقتل الملك الراحل تشارلز الخامس.

كان تشارلز - الإمبراطور الروماني المقدس وملك إسبانيا - أحد أقوى الرجال في القرن السادس عشر، حيث ترأس إمبراطورية شاسعة استولت على الكثير من أوروبا الغربية والأمريكتين خلال فترة حكم لأكثر من 40 عامًا.

استغرق الفريق من مختبر أبحاث لوريا في شرق فرنسا ستة أشهر لفك شفرة الرسالة، التي كتبها الإمبراطور عام 1547 إلى سفيره في فرنسا، وشهدت الفترة المضطربة سلسلة من الحروب والتوترات بين إسبانيا وفرنسا، والتي حكمها في ذلك الوقت فرانسيس الأول، حاكم عصر النهضة الذي جلب ليوناردو دافنشي من إيطاليا، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية.

اقرأ ايضا:اكتشاف «لوسي» أقدم أنواع البشر

ظلت الرسالة من تشارلز الخامس إلى جان دي سان موريس منسية لعدة قرون في مجموعات مكتبة ستانيسلاس في نانسي، وسمعت سيسيل بييرو، خبيرة التشفير من مختبر Loria، لأول مرة عن وجودها في مأدبة عشاء في عام 2019، وبعد الكثير من البحث، تمكنت من التركيز عليها في عام 2021.

وقالت للصحفيين يوم الأربعاء إن التوقيع الذي يحمل توقيع تشارلز الخامس، كان غامضا وغير مفهوم على الإطلاق.

وبعد عمل مضني مدعوم بأجهزة الكمبيوتر، وجدت بييرو عائلات متميزة من حوالي 120 رمزًا استخدمها تشارلز الخامس، وكانت الكلمات الكاملة مشفرة برمز واحد والإمبراطور استبدل حروف العلة التي تأتي بعد الحروف الساكنة بعلامات، ومن المحتمل أن يكون الإلهام قادمًا من اللغة العربية.

في عقبة أخرى، استخدم رموزًا لا معنى لها لتضليل أي خصم يحاول فك رموز الرسالة.

جاء الاختراق في يونيو عندما تمكنت بييرو من كتابة عبارة في الرسالة ، ثم قام الفريق بتفكيك الشفرة بمساعدة المؤرخ كاميل ديسنكلوس، وقال: "لقد كان عملاً شاقًا وطويلًا، لكن كان هناك حقًا تقدم كبير حدث في يوم واحد ، حيث فجأة أصبح لدينا الفرضية الصحيحة".

كما ساعدت رسالة أخرى من جان دي سان موريس، حيث رسم المستلم شكلاً من رمز النسخ في الهامش.

وقال ديسنكلوس إنه "من النادر كمؤرخ أن يتمكن من قراءة رسالة لم يتمكن أحد من قراءتها لمدة خمسة قرون"، مضيفا أن ذلك يؤكد الحالة المتدهورة إلى حد ما في عام 1547 للعلاقات بين فرانسيس الأول وتشارلز الخامس ، اللذين وقعا معاهدة سلام قبل ذلك بثلاث سنوات.

كانت العلاقات متوترة بين الاثنين ، مع محاولات مختلفة لإضعاف بعضهما البعض، وقال ديسنكلوس إن إحدى المعلومات التي تم الكشف عنها كانت شائعة عن مؤامرة اغتيال ضد تشارلز الخامس قيل إنها كانت تختمر في فرنسا، ولم يُعرف الكثير عن المؤامرة لكنها أكدت خوف الملك.

يأمل الباحثون الآن في تحديد رسائل أخرى بين الإمبراطور وسفيره ، للحصول على لمحة سريعة عن استراتيجية تشارلز الخامس في أوروبا.

وأضاف ديسنكلوس: "من المحتمل أن نحقق المزيد من الاكتشافات في السنوات القادمة".