آل تشابو
آل تشابو


آل تشابو .. أخطر رجل في العالم

أخبار الحوادث

الأحد، 27 نوفمبر 2022 - 12:29 م

محمد طلعت 

 بعد أن تقدم بطلب لإعادة محاكمته في الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث يقضي عقوبته بالسجن لسنوات وسنوات دون إمكانية الخروج ليكون السؤال الاكثر تداولا حاليًا هل يعود الرجل الأخطر على كوكب الأرض للحياة مرة أخرى ويحصل على حكم باستعادة حريته على الرغم من اعترافه بقتل ما لا يقل عن ٣٠٠٠ شخص وتسببه في إدمان ملايين آخرين في كل شبر من العالم؟ والسؤال الأهم بالنسبة لنا ما هى علاقته بتاجر المخدرات المصري الذي تم إعدامه قبل سنوات طويلة عزت حنفي؟!، وهل العالم يشهد تطابقًا في خاتمة القصتين كما شهدته في حياة الرجلين سواء في سينالوا بالمكسيك أو في اسيوط بمصر، نجيب في السطور التالية.

آل تشابو أو خواكين غوزمان لويرا اخطر تاجر مخدرات في العالم قاد في السابق اخطر عصابة إجرامية في تاريخ المكسيك بل والعالم اجمع وهى عصابة سينالوا أو كما تعرف اصطلاحًا في بلادهم بكارتل سينالوا، يقضي حاليا عقوبة السجن مدى الحياه لاتهامه بـ ١٠ تهم بالإضافة لعقوبة إضافية بالحبس لمدة ٣٠ عاما لتجارته للمخدرات والأسلحة مع فرض غرامة مالية ضخمة قدرت بأكثر من ١٢ مليار دولار وذلك في أكثر سجون العالم تحصينا الذي يعرف بسوبر ماكس.

ذلك السجن الذي وضع فيه آل تشابو لم يتمكن أحد من الهرب منه قبل ذلك، فهو الجحيم الارضي كما يلقبوه، به بعض من اشرس وأخطر مجرمي العالم وخاصة الذين تعتبرهم الولايات المتحدة الأمريكية خطرًا كبيرًا على أمنها منهم على سبيل المثال رمزي يوسف أحد منفذي تفجير مركز التجارة العالمي في ١٩٩٣ وزكريا موسوي أحد المتهمين بهجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ وغيرهم من الشخصيات الإجرامية.

لذلك كان القرار بإيداع غوزمان ذلك السجن بسبب تاريخه في الهروب من السجون المكسيكية، فيكفي القول إنه هرب في إحدى المرات من خلال نفق طويل تم حفره أسفل السجن باستخدام معدات ثقيلة، واستمرت عملية الإعداد للهروب وتنفيذها عدة أشهر تحت سمع وبصر السلطات المكسيكية، لكن الوضع تغير كثيرًا في السجن الأمريكي الذي تم تصميمه بصورة تمنع تكرار ما حدث في السجن المكسيكي.

لكن هل يخرج تشابو غوزمان من السجن بعد قضاء ما يقرب من 4 سنوات داخله وذلك بعد أن طلب من القضاء الأمريكي إلغاء الحكم الصادر ضده وإعادة محاكمته من خلال تحديد موعد لجلسة استماع إلى شهود وذلك على الرغم من استنزافه لكافة درجات التقاضي لكن تشابو في طلبه أكد على أنه حُرم من الاستعانة بمحامي خلال محاكمته التي أجريت في ٢٠١٩.

وفي الطلب الذي تم تقديمه اتهم محاميه بأنه لم يكن جديرًا بالدفاع عنه وكان عديم الفاعلية في الدفاع حيث لم يطلب تحليل المستندات التي قدمتها المكسيك لكي يتم تسليمه للولايات المتحدة كما كانت تطلب على مدار أكثر من ١٥ عاما، وأكد تشابو خلال المذكرة أن ذلك التقصير من قبل المحامي اضره بصورة كبيرة ولم يجعل المحاكمة عادلة ليكون السؤال هل توافق المحكمة الأمريكية على إعادة محاكمته مرة أخرى ام يستمر في قضاء مدته أو بمعنى آخر لا يخرج حتى وفاته؟!

لكن ما علاقة تشابو غوزمان امبراطور تجارة المخدرات في العالم والذي كان السبب المباشر في تعاطي ملايين البشر للمخدرات على مدار ربع قرن مع عزت حنفي تاجر المخدرات الذي تم إعدامه في مصر عام ٢٠٠٦ أي قبل أن يصبح تشابو ما أصبح عليه؟

عزت حنفي

القصة تكاد تكون واحدة مع اختلاف مكان حدوثها فعزت حنفي استطاع أن يجمع عائلات الجزيرة التي كان أفرادها يعملون في تجارة المخدرات بصورة منفردة ليعملوا تحت زعامته في تجارة الأفيون الذي زرعوه وتاجروا فيه في كل مكان بالجمهورية، محولا عائلات الجزيرة لتكتل عصابي كبير في تسعينيات القرن الماضي يشبه إلى حد كبير تكتل عصابة سينالوا بالمكسيك التي جمعها تشابو وكانوا قبل ذلك يعملون بصورة منفردة.

عزت حنفي حول الجزيرة لأخطر مكان في مصر في تسعينات وبداية الألفية الثالثة وأعلن نفسه زعيمًا وقائدًا لتجارة المخدرات في بر مصر؛ فالجميع كانوا يخشون اسمه فهو يتحكم في تجارة الكيف وطرق التوزيع في صحراء الصعيد حتى تصل للقاهرة وغيرها وهو نفس ما فعله غوزمان في المكسيك فكان غوزمان يتحكم في كل طرق المخدرات وتوزيعها بصورة كبيرة.

طموح كلا الرجلين لم يكن له نهاية فعزت أعلن نفسه حاكما للجزيرة وكان يطمح في أكثر من ذلك سواء في تجارة المخدرات أو السلاح وذلك في فترة من أصعب الفترات التي مرت على الصعيد وقت انتشار الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي، وهو نفس ما فعله تشابو في المكسيك وقت الصراع بين الحكومة وبين تجار المخدرات ظهر تشابو واستطاع أن يفرض أسلوبه الخاص في تلك الفترة الضبابية.

حتى بداية الشخصين كانت واحدة فكلا منهما كان يوزع المخدرات وينقلها لصالح أشخاص آخرين لكنهما قررا أن يتحكما في التجارة؛ فاستولى عزت حنفي على مئات الأفدنة وزرعها بالافيون وهى الكيف المنتشر في ذلك الوقت ونفس الأمر بالنسبة لتشابو الذي استولى على الآف الأفدنة في أماكن كثيرة من المكسيك بإجبار الملاك على بيع أراضيهم تحت تهديد السلاح، ولم يكتفِ بذلك بل سيطر تشابو على تجار المخدرات الكولمبيين والذين كانوا هم ملوك تجارة الموت قبل أن يسيطر عليهم بسبب سيطرته على طرق تجارة المخدرات للولايات المتحدة اكبر بلد مستورد للمخدرات في العالم رغم كل الإجراءات الأمريكية التي تحاول منع تدفع الموت عبر حدودها الجنوبية، تلك الحدود التي سيطر عليها تكتل تشابو غوزمان لسنوات طويلة ونفس الأمر بالنسبة لعزت حنفي.

ومن التشابه أيضا بين الطرفين أنه إذا سافر اي شخص للجزيرة في اسيوط أو لسينالوا في المكسيك وتحدث عن الرجلين في أي مكان حتى الآن سيجد أن هناك من يدعمهم ويقول أنهم ساعدوا كثيرا من الأهالي وعملوا أشياء كثيرة للأهالي واذا راجعنا ما فعلاه من خلال خبراء في الطب النفسي فستكون الإجابة إن المجرمين في كل مكان يفعلون مثل هذه الأشياء من أجل كسب تعاطف وولاء من يقيمون في الأماكن التي يعملون بها لكي يكونوا في مأمن من رجال الأمن.

أما اغرب ما في القصتين هى تشابه نهاية الرجلين بصورة كبيرة فكل منهما كان وصل لمرحلة لم يكن يرى أحد إلا نفسه، وبأنه أصبح فوق القانون ولا يوجد احد يستطيع أن يفقد أمامه مهما كان اسمه لذلك كما فعلت أجهزة الأمن المصرية عام ٢٠٠٤ بمحاصرة الجزيرة التي تحصن فيها عزت حنفي متخذًا من بعض الأهالي رهائن حتى لا تستطيع قوات الأمن أن تقبض عليهم لكن في النهاية تمكنت عناصر من القوات الخاصة أن تقبض عليه، وفي المكسيك كان الأمر مشابها حيث تمكنت مشاة البحرية المكسيكية وهى قوات خاصة من إلقاء القبض على غوزمان حتى تم تسليمه في الويات المتحدة.

عزت حنفي تم تنفيذ حكم الاعدام فيه يوم ١٨ يونيو ٢٠٠٦ ونفس الأمر بالنسبة لتشابو الذي تم الحكم عليه في ٢٠١٩ بالسجن مدى الحياة لكن حتى هذه اللحظة مازال هناك من يرون أن عصابة آل تشابو ستقتحم الأسوار وسيعود مرة أخرى لتجارة الكيف.

حالة التشابه الكبيرة بين تشابو وعزت حنفي تجعلنا نفكر هل هناك حالات أخرى تشابهت فيها نهايتهم؟ 

أقرأ أيضأ : ​كولومبيا تعتقل أحد أخطر تجار المخدرات في العالم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة