أحمد الإمام
أحمد الإمام


عصير القلم

لا صوت يعلو على صوت المونديال

أحمد الإمام

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022 - 01:11 م

..في هذا التوقيت كل أربع سنوات تتوقف الكرة الأرضية عن الدوران وتدور كرة أخرى تخلب الألباب وتخطف الأبصار .. إنها كرة القدم تلك الساحرة المستديرة معشوقة الملايين.
في هذا التوقيت تجف أوراق الصحف وترفع الأقلام عن تداول أي أخبار سياسية أو اقتصادية ، وتتحول كل المطبوعات إلى نشرات رياضية لتغطية الحدث الرياضي الأهم على سطح الكرة الأرضية وهو بطولة كأس العالم التي ينتظرها عشاق كرة القدم في كل بقاع المعمورة للاستمتاع بمشاهدة أغلى وأشهر نجوم العالم في مناسبة لا تتكرر إلا كل 4 سنوات.

32 منتخبًا يمثلون أقوى المدارس الكروية في قارات العالم الست ويقودهم المدربون الأعلى تكتيكًا والأكثر مهارة في إدارة المباريات والذين يقدمون لنا في كل مونديال الجديد في فنون التدريب.
مباريات المونديال أصبحت أشبه بحرب كروية عالمية تحشد لها الدول المشاركة كل الأسلحة اللازمة لتحقيق الفوز بداية من أفضل المدربين وأحسن اللاعبين مرورًا بتوفير معسكرات الاعداد اللائقة بأهمية الحدث وانتهاء بالشحن الإعلامي والجماهيري.
تحولت الملاعب إلى ميادين قتال مصغرة تحل فيها المنتخبات الوطنية محل الجيوش النظامية .. يعزف السلام الوطني للبلدين المتبارين وترتفع الأعلام في المدرجات وتسطع فلاشات المصورين لتسجل هذه اللحظات التاريخية في صور تبقى ذكرى لكل من شارك في هذا الحدث الفريد. وتتعلق الابصار بالساحرة المستديرة التي تركلها أقدام السحرة الموهوبين على العشب الأخضر .. وتخفق القلوب طربًا عندما تهتز الشباك بهدف هنا أو هناك .. وتمضي الدقائق بين كر وفر شأنها شأن أي مناورة عسكرية حتى تأتي صفارة النهاية معلنة انتصار فريق وهزيمة آخر.
أصبح الفوز في مثل هذه المباريات يمثل مجدًا للأمة يدونه التاريخ الكروي .. مجدًا يدفع الشعوب إلى النزول للشوارع للاحتفال والتفاخر.
وعلى النقيض تماما تحولت الهزائم الكروية إلى عار يظل يلاحق هذا الجيل من اللاعبين طيلة حياتهم .. عار لا يمحوه إلا النصر في أقرب بطولة تالية.
مع سطوع أضواء المونديال تخفت كل الأضواء .. حتى أخبار الحرب الروسية الأوكرانية التي كانت تمثل الخبر الأول في كل نشرات الأخبار تراجعت إلى مرحلة متأخرة بعد أن أصبحت أخبار المونديال تحتل الصدارة في كل النشرات الإخبارية.
لا صوت يعلو على صوت المونديال ولا حديث سوى عن نتائج المباريات والمستويات التي يقدمها اللاعبون على أرض الملعب.
الشيء الوحيد المحزن في هذا الأمر هو غياب مصر عن هذا الكرنفال العالمي وهو غياب متكرر للأسف .. فمن يقول إن مصر بكل عراقتها وتاريخها الحافل لم تشارك سوى في ثلاثة نسخ فقط من أصل 22 نسخة للمونديال.
من يقول إن منتخبات وليدة حديثة العهد بالرياضة مثل السعودية تشارك في المونديال للمرة السادسة بينما نجلس نحن في مقاعد المتفرجين .
يجب أن يتحول حلم المشاركة في المونديال إلى مشروع قومي تسخر له كل الإمكانات حتى لا تغيب شمس مصر عن هذا الكرنفال العالمي .. بل يجب بناء منتخب قوي وقادر ليس فقط على التأهل للمونديال بل على الذهاب بعيدا حتى الأدوار النهائية.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة