زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد


رٌكن الحواديت

من فيض العاشقين

زكريا عبدالجواد

الجمعة، 02 ديسمبر 2022 - 06:57 م

كانت تتأمل الغيوم السوداء، وكلما سمعتْ صوت الرعد وزادت زخات المطر،  تُساقط عليهما السماء قطعًا من الثلج.. فتظل قابضة على يده؛ حتى يذوب خوفها فى كف أمانه.

ظلا يتأملان نوافذ البنايات العتيقة بوسط القاهرة، وفجأة أشارت بحماسةٍ إلى طائرٍ ينفضُ ريشه من فيض السماء، وقالت: إنه الهدهد، أحب هذا الطائر كثيرا، وأحفظ قصته مع نبى الله سليمان، وكلما رأيته.. تمنيت امتطاءه لأطوف به عالما يسعنا فقط.

جلسا على مقعدين مبللين بالانتظار، ثم ظلا يتأملان شجرة من البلاستيك، غسل وجهها المطر، فتنهد وقال: لا قيمة لفيض العشق مع من لا يشعر به، تماما كبلادة إحساس هذه الشجرة بروعة الماء.

أخرج منديلا، فشل فى امتصاص ارتباكه، وقال: إنى أحبك وأريد الزواج منك ولكنى فقير! تحولت ملامحها الفاتنة لتفاصيل من الذهول، قطعها النادل بسؤالهما: تشربوا إيه يا فندم؟

تنهدت ثم قالت: ارتضيتُ بقلبك بيتًا، واعلم انك لو كنتَ من أهل الثراء الفاحش..فلن تستطيع النوم إلا على مكانٍ يسع استقامة ظهرك فقط.. ألا تعلم أن أطماعنا أعلى بكثير من احتياجاتنا الضرورية؟ فتنهد بفرحٍ، وسكب فى عينيها أنهارًا من الحب، وفاضت خزائن وجدانه بأجمل إحساس تجاه امرأة.

احتسيا رشفاتٍ من السعادة، بطعم أجمل لحظات العمر، وتركا بخار الفنجان يتصاعد فى سماوات الرضا، وتواعدا على لقاء جديد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة