يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

­هالة البدرى وصالونها الثقافى

يوسف القعيد

الخميس، 08 ديسمبر 2022 - 06:29 م

دعتنى الصديقة هالة البدرى لصالونها الثقافى لمناقشة روايتها الأخيرة: وادى الكون. المنشورة عن دار بتانة.. كان ضمن الحضور أستاذة الأدب الروسى مكارم الغامرى، وراوية كرشاة، والروائى محمد إبراهيم طه، وأحمد حلمى، وأسامة ريَّان نجل الروائى الرائد أمين ريَّان، والروائية رشا عبده، وسحر توفيق، والسفير محمد توفيق، والزميل الجميل محمد على السيد صاحب المؤلفات المتميزة.

كان معنا من المملكة العربية السعودية الدكتور نبيل محيج، وأيضاً مداخلات تمت عبر وسائل التواصل الحديثة من دبى، وكندا، وباريس، وألمانيا. وكلها عن الرواية وصاحبتها. ومن كان مثلى له تاريخ قديم مع الصالونات الأدبية أعترف أننى سعدت جداً بوجود صالون ثقافى مصرى هنا والآن يُعقد فى قلب القاهرة عاصمة الثقافة العربية.

صاحبة الرواية هالة البدرى ذكَّرتنى بأن أول مرة تقابلت معها كانت فى بغداد. حيث سافَرَتْ هناك للعمل فى مكتب روزاليوسف. وكانت المؤسسة الوحيدة التى أقدمت على مثل هذه الخطوة. وكان مدير المكتب المرحوم فتحى خليل الصحفى الذى تربينا نحن جميعًا على يديه.

وهناك عاشت هالة فترة من الوقت. ولعل الكتاب الوحيد عن تجربة تسكين الفلاحين المصريين فى قرية الخالصة فى العراق هو كتاب لها. صحيح أنه أقرب لتحقيق أدبى. ولكنه ينفرد بأن صاحبته حاولت وضع قلمها فى تجربة من سافروا إلى هناك من الفلاحين المصريين.

ولهالة البدرى الروائية والقاصة والصحفية أعمال أخرى. رواية منتهى، وكتاب مطر على بغداد، ونساء فى بيتى، وقصر النملة، ومدارات البراءة. ثم هذا النص الجديد والجميل والذى يُعد مغامرة فنية وأدبية فى كتابة الرواية العربية المعاصرة. فهو رحلة مهمة فى الزمان والمكان فى تطور مصر بالسنوات الأخيرة من عمرنا. بل إنه يعود إلى مصر الفرعونية ومنشأ ديانات وبدايات الكون الأولى من خلال سردٍ روائىٍ جميل.

قبل حضورى هذا الصالون كنت أتصور أن الصالونات الأدبية قد اختفت من حياتنا بسبب إيقاع الحياة الجديدة، وتطور الدنيا والفضاء الإليكترونى وطغيان الإعلام، ولكن نجاح هذا الصالون الجميل أكد لى أنه رغم كل هذه المتغيرات يمكن أن تستمر الصالونات الأدبية. وأن يكون لها دور فى حياتنا.

ولماذا لا أقول إن الندوات التى يعقدها متحف نجيب محفوظ وتقام مؤقتاً فى الأوبرا تحت إشراف صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة هى صالون آخر يمكن أن يستمر ويتواصل؟، ويربط الماضى بالحاضر لينطلقا معاً إلى المستقبل القريب والبعيد.

حضور الصالون كان فيه عدد كبير من محبى الأدب وهواته. وأنا أعتقد أنهم أكثر أهمية من كُتَّاب الأدب. لأنهم يحبونه دون غرض الكتابة. ولم لا؟ وقد يكتب البعض منهم ويقدمون لنا أدباً جميلاً. كانت ليلة لا تُحسب من العمر.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة