كرم جبر
كرم جبر


كرم جبر يكتب: دراما على غرار «الاختيار»

كرم جبر

الجمعة، 09 ديسمبر 2022 - 05:33 م

نتمنى أن نشاهد فى رمضان المقبل مسلسلات وأعمالاً درامية تهتم بالقضايا الوطنية وإيقاظ القوة الناعمة المصرية التى شكلت على مر العصور سياجاً قوياً يحمى أبناء الوطن من التيارات التى تتنافى مع قيمه ومبادئه ومثله العليا، وفنوناً إبداعية توقظ فى الأعماق معانى الوطنية والخير والحب والجمال.

فى صدارة القيم الأخلاقية التى يجب أن تعكسها الدراما، إذكاء روح التسامح والحوار والحفاظ على النسيج القوى للشعب المصري، وأن تكون الثقافة هى الجسر لوصول هذه الأعمال المهمة إلى الرأى العام عوضاً عن الثقافات الدخيلة التى تهب على مجتمعنا من الشرق والغرب، والشخصية المصرية تحتاج لإعادة اكتشافها ومراجعة ما لحق بها من سلبيات، ورصد حجم التغيير الذى اعتراها.

ليس مطلوباً دراما الأب الروحى أو النصح والإرشاد، وإنما الغوص فى اعماق المجتمع وتبنى قضاياه وهمومه ومشاغله، وأن تكون صوتا ينطق بما يريده الناس ويسعون إلى مشاهدته.
دراما على غرار «الاختيار»، التى جمعت حولها الأسر المصرية خصوصاً الشباب، وأشعلت فيهم روح البطولة والوطنية، وقدمت الوجه الحقيقى لأبطال يضحون بأرواحهم دفاعاً عن بلدهم ضد قوى الشر، وفضحت مؤامرات الجماعة الإرهابية.

ومن الأهمية أن تعمل الدراما الراقية على صيانة مقومات الشخصية المصرية وليس تشويهها، وتشجيع ودعم القيم الأصيلة مثل الولاء والانتماء والتسامح مع الآخرين وتنمية الذوق العام، وإعادة الحياة لمنظومة الأخلاق، وباختصار تبنى القيم الراسخة لإعادة بناء الشخصية المصرية، ودعم القيم السلوكية والقيم الاجتماعية والقيم المعرفية والقيم الاقتصادية والقيم السياسية.

الفنون التى تحرص على التوازن بين حرية التعبير والمصالح العليا للوطن، وبين أهمية دعم الحريات العامة التى تتضمن جميع وجهات النظر، والالتفاف حول راية الوطن فى القضايا التى لا تقبل المزايدة أو التحريض، والحرص التام على احترام الأخلاقيات والتقاليد المتوارثة عبر أجيال طويلة.

إضافة إلى التركيز على النماذج الإيجابية فى المجتمع وتبنِّيها، لدعم القيم التى تحتاج وعياً مجتمعياً، يفسد ما تسعى إليه الحروب غير النمطية من الوصول إلى عقول المواطنين والرأى العام، وترشِّد الدعاية المغرضة التى تهتم بتضخيم الشائعات وتستبدلها بإتاحة الحق فى الفنون النظيفة.

***

الجمهورية الجديدة ليست فقط فى المشروعات والإنجازات، وإنما بناء الإنسان الذى يحمى ويصون الثروات القومية الكبرى، فالإنسان هو الذى يبنى ويعمّر ويصون ويحمى بلاده.
بناء الإنسان منظومة متكاملة من المدرسة والبيت والمسجد والكنيسة والفنون والآداب والثقافة، والتوصل إلى السمات الأصيلة للمصريين، بما عرف عنهم من حب لوطنهم والاستعداد للتضحية من أجله.

بناء الإنسان مهمة أصعب من شق الطرق، خصوصاً بعد السنوات التى أعقبت 2011 وما قبلها، حيث تم تجريف المقومات الأساسية للشخصية المصرية، وإبراز كثير من المساوئ التى طفت على السطح، ورغم محدوديتها إلا أنها تحدث صخباً وضجيجاً.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة