محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد


الخروج عن الصمت

خيوط الحرير ( 3 / 4)

الأخبار

الأحد، 11 ديسمبر 2022 - 07:51 م

محمد عبدالواحد

لم تكن خيوط الحرير فى بلدى إلا صنعة يتقنها القائمون عليها بمهارة تجعلك منبهرا بها وبهم  لدرجة انك تختزل كل  حركة من حركاتهم بالذاكرة  المدمجة التى وهبها الله لك .


  وكلما سطعت الشمس زاد بريقه لمعانا فى عينيك وتزداد  سرعة خطاهم  وفجأة تتوقف تلك الخطى  دون مقدمات فترى  أعينهم  تراقب ظل  الظهيرة   فى شغف  للبحث عن مأوى يحميهم أثناء تناول بعض اللقيمات فتراهم  يستظلون  بظل بعض الأشجار  ..  وإذا كان يومهم ممطرا  فتجدهم يحتمون  بجدران  بعض المبانى  القريبة  منهم


ثم تجد  كلا  منهما  بحمل  فى  يديه  صرة  عبارة  عن  منديل  ارتبط  اسمه  باسم  البلدة  وهو  المنديل  المحلاوى  كان  له  شكل  مميز نعرفه  جميعا فهو عبارة عن خيوط من الكاروهات لونها   اما « اسمر أو بنى «
وكيف نجهل ذلك المنديل وهو بين أيدينا جميعا فتراه أحيانا مربوطا  على  الرأس لحمايتها  من حرارة  الشمس وتراه   فى اليد مربوطا  بعقدة  تجعلك  تستطيع  أن  تضعه  بين  أصابع  يدك  ليوضع بين طياته الطعام وأحيانا تجده على عنق الرقبة ليمتص العرق ويحمى طاقة القميص أوالجلباب . لذلك تجد الذاكرة تتوقف عن تسجيل تلك اللحظات فأنت تعرف ماذا سيفعلون بما يحملونه فى  صرتهم  وإذا انت شارد تراقب  الطبيعة  لشغل  عينيك  بشئ  آخر  بعيدا  عن  مراقبتهم  وهم  يتناولون  طعامهم . . يأتيك صوت صريخ  لأنثى  يلفت  انتباهك  وتعود  الذاكرة  للتسجيل مرة اخرى  فتجد  صريخ زوجة  المعلم  فى ابنتها لتعجل سير  الخطى  حتى يصلا  قبل أذان  الظهر  وعندما  تدقق  النظر  فيهما  تجد  كلا  منهما  تحمل  فوق رأسها ما تبقى من طريحة  هذا اليوم   وهى روزم  الحرير  الملفوف  بالمشمع  وفى   يد  كل منهما المتدلية، آلام تحمل المنديل   الذى  أعدت  فيها الغداء لزوجها  وابنتها  وأبنائها  الصبية  الذين  يسعون  خلف  أبيهم   لانشغال  الأخرى  بما  تحمله  الرأس بينما  ابنتها  تشغل  يديها  المتدلية  بحمل   قلة  من القلل  القناوى  التى  كانت  تزين  بها  نوافذ  المنازل  فى  ذلك  الوقت حتى تروى تلك الأجساد التى  تصببت  عرقا  بعدما  فرغت  قلة  الصباح  التى  يحملها صبيان  المعلم  مع  عدة  الشغل .
  وللحديث عن أسرار  تلك  الصناعة  بقية

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة