غادة زين العابدين
غادة زين العابدين


عاجل جداً

مجلس قومى للأسرة

غادة زين العابدين

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2022 - 06:22 م

الدعوة لإنشاء مجلس قومى للأسرة، كان من اهم توصيات مبادرة «معا لحماية الأسرة» خلال مؤتمرها الأخير الذى استضافته كلية التمريض جامعة الاسكندرية يوم الأحد الماضى .

المبادرة تعمل منذ فترة، بنشاط وإصرار ووعى، وبهدف واحد، هو الحفاظ على الأسرة ككيان واحد، بعيدا عن الانتصار للزوج أو الزوجة.
وخلال الشهور الماضية اقتحمت المبادرة بشجاعة مشكلات تعمدنا تجاهلها عقودا طويلة، وسعت بإصرار لإيجاد بعض الحلول الجديدة ذات الأصل الشرعي، وطرحتها للحوار المجتمعى، من خلال عدة مؤتمرات شاركت فيها جريدة الأخبار، ودعمتها بمؤتمر كبير عقد بالجريدة وحضره نخبة من المتخصصين والشخصيات العامة.

واجمل ما فى هذه المبادرة هو تكامل تخصصات مؤسسيها لتسد كل الثغرات الفكرية، فهناك الباحثة النشطة فى التاريخ المصرى د.إنجى فايد، والفقية القانونى الحكيم والدؤوب د.حسام لطفى، وعالم الدين الجليل د.عبد الله النجار.

وقد عقد مؤتمر كلية تمريض الاسكندرية تحت عنوان «الأسرة المصرية.. أمن واستقرار الدولة»، وهى حقيقة أتمنى أن يدركها الجميع ونحن نؤسس لمصر جديدة، فسلامة الأسرة ضمان لسلامة الدولة، لكن استقرار الأسرة لن يحدث إلا إذا تخلصنا من موروث الصراع الأزلى بين الرجل والمرأة، أو الزوج والزوجة، واعترفنا بالحقوق والمسئوليات فى اطار مصلحة الأسرة ككل، وبما يحقق التوازن بين جميع الأطراف، بعيدا عن العند والأنانية، التى تهدم البيت والأسرة.

والحقيقة أن مبادرة «معا لحماية الأسرة» نجحت أخيرا فى تحقيق إنجاز كبير بدعم شيخ الأزهر الجليل، حينما أقر الأزهر وفقا لاجتماع مجمع الفقه الإسلامى فى أكتوبر ٢٠٢٢ بما يسمى فقه الكد والسعاية، إلى جانب ما أقره المجمع فى أحقية نفقة المتعة بدون حد أقصى، وشرعية وثيقة تأمين تدفع لمرة واحدة، وهو قرار حكيم للأزهر يساهم فى إنقاذ آلاف المطلقات من الضياع والتشرد، خاصة إذا وقع الطلاق بعد سنوات زواج طويلة، ولم يكن للمطلقة مأوى أو عمل أو مال يسمح لها بإعالة نفسها بعد طلاقها.

وكما تدعو المبادرة لحماية المرأة، فإنها تدعو أيضا لحماية حقوق الرجل، وخاصة حقه فى الرؤية بشكل دورى وطبيعي، وتدعو لتعديل القانون بما يضمن له هذا الحق.

حماية الأسرة ككل، هو الهدف الذى يجب أن تساهم كل مؤسسات الدولة فى تحقيقه، وخاصة عند وقوع الطلاق أو الخلاف بين الزوجين، ومن هنا تأتى أهمية الدعوة لإنشاء مجلس قومى للأسرة، ينظر لقضايا الأسرة بنظرة شاملة، ويهدف لتحقيق التوازن بين حقوق كل الأطراف، بعيدا عن نيران العند والغضب والرغبة فى الانتقام التى تملأ القلوب بعد الطلاق، وتدمر معها كل شيء، حتى الأبناء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة