خاطر عبادة
خاطر عبادة


رسائل وهدايا القدر

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 14 ديسمبر 2022 - 11:06 م

الأعوام هى مجرد أرقام.. وما نصنعه نحن هو ما قد يمثل نقطة تحول وتاريخ لكن يبقى هناك شيئاً ما متروكاً للقدر.. ثمة آمال عريضة بأن تحمل البدايات الجديدة هدايا سواء من القدر أو من أشخاص على هيئة قدر جميل أو أحياناً يتفائل الناس برحيل عام مليء بالمشاكل.. أو نحلم بهدايا تشبه المعجزات خصوصًا مع استمرار الأزمة الاقتصادية العالمية، فالدعاء يغير القدر والإيمان يصنع المعجزات.

أو ينتظر الناس قرارات حكيمة ترسم البسمة على وجوه قطاع عريض من الناس فى أوقات المناسبات، حتى لو كانت قرارات بسيطة لكنها يجب أن تكون مؤثرة أو طال انتظارها لكثير من الناس فى هذا الوقت المناسب عند مطلع العام.. قرارات تؤثر بالإيجاب على معنويات الناس. 

يأمل الناس فى 2023 أن تمر الأزمات العالمية على بلادنا المحروسة مرور الكرام أو بالأحرى نضع بأيدينا حلولًا جذرية للأزمة الاقتصادية دون انتظار لتوقيت انتهاء الحروب الاقتصادية العالمية.

يجب أن نؤمن بهدايا القدر لدى سعينا وحركتنا والبحث عن حل ونحن نحاول ونكافح من أجل أهدافنا المشروعة، نعم.. الإيمان والدعاء يصنعان المعجزات ولو بأقل الوسائل والإمكانيات لكن فى أثناء ذلك هناك تفاصيل كثيرة وأسرار وحكايات من العمل والثقة بالله حين ينجى الإنسان فى كل مرة يكون مضطر.. لابد أن يظهر الإنسان حركة وسعى وهرولة وبحث فى كل اتجاه ونظر إلى السماء.. هكذا تكون حركة المضطر بحثا عن حاجته مع يقينه بتوفيق الله

كما يجب أن نفهم رسائل القدر المُوجّهة التى يبعثها إلينا من خلال أدق التفاصيل أو أحداث بسيطة مثل أن ترى قصص نجاح ولدت من رحم الأزمات أو حتى رزق مدخر فى السماء لم يكن فى الحسبان.. قد ترى إنسان عادى أصبح عظيم، قد تطرأ نظريات وتتحطم أمام عينيك مفاهيم وأساطير.. الكون من حولنا يشهد دائما حالة تغير ملموس وسريع.. وما يحمل ذلك من إشارة أمل وعدم يأس، وكذلك ضرورة الثقة فى الله بأنه سيساعدنا على تحقيق المعجزات لو أنّنا فقط حاولنا.

وعادة ما يأتى الفرج بأقل الوسائل لكن بكثير من الإيمان وحسن الظن ليعلم الإنسان أن الفرح والتوفيق فقط من عند الله ولا يركن مرة أخرى لأسباب مادية ظاهرية فقط ويغتر ويفتن بقوته.. فالدنيا تأتى لمن يطلبها ومن لا يطلبها- وقد يأتى الرزق أيضاً من غير سعى "ويرزق من يشاء بغير حساب".. لكن المؤمن مُطالب بالأخذ بالأسباب وليس الركون إلى أوهام؛ الأخذ بأسباب القوة والعلم وطلب مفاتح الفرج والرزق من الله.. "وعنده مفاتح الغيب لا يعملها إلا هو".. ومفهوم الرزق واسع لا ينحصر فقط فى المال.

وحركة الحياة لا تستقيم بمجهود وسعى فقط والاستغناء عن الله؛ فالله هو مسبب الأسباب؛ فقد تحدث أسباب خارجة عن إرادتك لتدرك أن إرادة ومشيئة القدر تأتى أولًا و أنّ هناك دائما قوة أعلى منك.

وهناك أيضًا أسباب أخرى حقيقية يجب الأخذ بها، وهى أنّ طاعة الله توجب طاعة المخلوقات من حولك.. وأن الإنسان حين يبتعد عن طريق ومنهج الله سيجد الكون كله والحظ يخالفه ويخونه التوفيق وتعصيه كل الأشياء والمخلوقات.. يجب أن نفهم وندرك ذلك حين تستمر حولنا الأزمات؛ بأن هناك شيء خاطيء، يجب أن ننتبه أولا ونحن ندعو الله واثقين بالتوفيق رغم كوننا مقصرين.. واثقين بأن الله سيقبلنا ويحفظنا ويحفظ بلادنا مهما تعاقبت الأزمات سواء من الداخل أو الخارج فإنها تأتى أولا بأقل الضرر ثم يعوضنا الله بخير وفير.. الثقة بالله أساس النجاح لذلك فإن إيماننا بالله أولًا هو ما يخفف عنا الضيق والقلق ثم يتوجب علينا ثانيا وضع حلول جذرية للأزمة ونضع أقدامنا على أول الاتجاه الصحيح.. والتحرك فى لهفة المضطر للبحث عن حل وإغاثة 

كما أنه بتقصيرنا ستكون حركاتنا أو سكوننا شيء خاطيء، ثم تعتدل الأمور وتكتمل فقط بمجرد المحاولة واللجوء إلى الله.. فقط حاول؛ امتلك الثقة والإيمان.. لا تقل إننى مقصر أو عندى ذنوب فهذه من وساوس الشيطان حتى تسيء الظن وتقنط وتيأس من رحمة الله.. لكن كما يقول قائل "سيروا إلى الله حتى لو عرجا أو مكاسير".. ستنتصر فقط بثقتك بالله

الثقة بالله هى أساس النجاح.. فيقول الناس (على نياتكم ترزقون).. والمقصود هو أن النجاح والفشل ما هو إلا محصلة ونتيجة ما تفكر به طول الوقت.. فلو كنت تعتقد أن الفشل هو نتيحة حتمية لما تقوم بعمله فلن تحقق ما تريد حتى لو كنت على بعد خطوة واحدة من الوصول.. أما لو كنت تؤمن بأن لكل مجتهد نصيب.. وصبرت قليلا وأحسنت الظن وتفائلت بالخير ستجده أمرًا واقعًا لا محالة و يتحقق حلمك.. هى فقط مسألة حسن ظن بالله

ليكن إيمانك أكبر من مخاوفك وضعفك وابتلاءك.. ليكن صخرة تتحطم أمامها الأزمات وصامدة أمام ارتطام المصائب والأمواج
تذكر فى النهاية.. أنّ نصر الله وعونه هو حليف المؤمن مهما طال الصبر فهو سبحانه مجيب دعوة المضطر وهو الذى نجى يونس فى بطن الحوت وكذلك ينجى المؤمنين

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة