د. سمير فرج
د. سمير فرج


د. سمير فرج يكتب: الحرب الروسية الأوكرانية فى شهرها العاشر

أخبار اليوم

الجمعة، 16 ديسمبر 2022 - 06:53 م

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية شهرها العاشر، وسط تساؤل الجميع، من كل أنحاء العالم، عن موعد انتهائها، بعدما أضرت باقتصادات كل دول العالم، وألقت بظلالها الوخيمة على كل الشعوب، خاصة شعوب العالم الثالث، التى لا تحتمل اقتصاداتها مثل تلك الصدمات. فالجميع يتعلق ببارقة أمل، ونحن على مشارف عام جديد، بأن تنتهى هذه الحرب، ويعود السلام. 

والحقيقة أن كل التحليلات تتوقع ظهور بوادر حل هذه الحرب، مع نهاية هذا الشتاء، عندما تظهر نتائج حرب الغاز، التى شنتها روسيا، ضد أوكرانيا ودول الاتحاد الأوروبى، مع بداية الشتاء، لقياس مدى تأثيرها على المواطن الأوروبى، وإن كانت ستدفعه للضغط على حكوماته، للتخلى عن دعم أوكرانيا، التى ذاق بسببها الأمرين، بتحمل طقس فى الشتاء القارس، فى ظل محدودية التدفئة، وارتفاع الأسعار، وزيادة معدلات التضخم، والبطالة. 

يضاف إلى ذلك فوز الجمهوريين بالأغلبية فى الكونجرس الأمريكى، وهو ما يرفع من احتمالات تقليص الدعم العسكرى والمادى، الذى يقدمه جو بايدن، إلى الرئيس الأوكرانى، مما قد يدفعه للقبول بالجلوس على طاولة المفاوضات مع الرئيس بوتين للوصول إلى حل سياسى سلمى، رغم التعقيدات والعراقيل التى تسود الموقف، حالياً، بعد إعلان الرئيس الروسى بوتين ضم الجمهوريات الأربع لوهانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، ورفضه المساس بهذه الجمهوريات، فضلاً عن شبه جزيرة القرم، التى ضمتها روسيا من قبل، وتصر على اعتراف أوكرانيا بأنها جزء من روسيا الاتحادية.

ومن الشواهد التى تعتمد عليها التحليلات القائلة باحتمال التوصل لحل سلمى، هو إعلان أوكرانيا قبولها المبدئى بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلنطى، وإعلانها الالتزام بعدم الحصول على السلاح النووى، مستقبلاً، ولكن تظل الجمهوريات الأربع وشبه جزيرة القرم، هى العقبة الرئيسية فى مسار التوصل إلى حل سياسى. إلا أن إعلان الرئيس بوتين استعداده للتفاوض، فوراً، للوصول إلى حل سلمى، مصحوباً بالانخفاض المتوقع فى تدفقات الدعم الأمريكى إلى أوكرانيا مستقبلاً، واحتمالات ضغط الشعوب الأوروبية، قد يدفع الرئيس الأوكرانى إلى قبول الدخول فى مفاوضات سلمية خاصة أن 10 ملايين أسرة أوكرانية، تعانى، حالياً، من انقطاع الكهرباء.

وعلى أية حال، فإن نتائج أحداث الشهرين القادمين، سيكون لها دلائل على اتجاهات الوصول إلى حل سلمى قريب لهذه الحرب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة