الفنان القدير محمد رويشة
الفنان القدير محمد رويشة


محمد رويشة.. لحن خالد من جبال الأطلس

أخبار النجوم

الجمعة، 16 ديسمبر 2022 - 10:53 م

ربما لم يتفق مؤرخو الموسيقي الذين تتبعوا الموسيقي فى المغرب العربي مثلما اتفقوا على تسمية الفنان القدير محمد رويشة بعراب الأغنية الأمازيغية في المغرب الذى شكل بسيرته وفنه لحنا خالد فى الموسيقي المغربية خلال عقود متوالية. 

هو محمد رويشة المولود عام 1950، وفارق الحياة عام 2012، ولازال بعد عقد على رحليه، أغانيه خالدة يرددها الملايم من مشرق العالم العربي إلى مغربه، وربما أغانيه “إناس إناس”، “غرست وردة”، “سامحي يا يما”، شاهدة على بصمته فى الموسيقي العربية.

“رويشة” هو الأسم الذى أشتهر به لكن اسمه الحقيقي هو محمد الهواري بن مولاي لحسن من مدينة خنيفرة الواقعة في جبال الأطلس المتوسط. 
مع سنوات عمره الأولي، نشأ على إيقاع الأغنية الأمازيغية، وتعلق قلبه وعقله بآلة الوتار. رويشة الذي لم يستطع متابعة الدراسة لأن ميوله كانت فنية، ولقب بألقاب عدة منها “فريد الأطلس”، و”أمير الوتر”، وغيرهما.

اقرأ أيضًا | الأغنية المغربية.. من رحلات الدكالي إلى «معلم» لمجرد

كان مفردا بصيغة الجمع، وكان يعزف على آلات وترية عدة، كالعود والكمان، لكنه كان يعزف على آلة الوتار معظم الوقت، وسجل أغنيته الأولى سنة 1964، في سن مبكرة، وقضى 50 سنة في ممارسة الفن من 1962 إلى 2012.

تعاون رويشة مع عدد كبير من الكتاب والزجالين، كل هذا مع قدرته على إحياء الربرتوار القديم، ليجعله جديدا كما لم يسمعه أحد من قبل.
رويشة أضاف الوتر الرابع إلى آلة الوتار، وإلى جانب الأمازيغية، غنى رويشة عددا من الأغاني، منها الدينية والعاطفية وأغاني العيطة عن مدينته خنيفرة، وغنّى “آ المحاين آ الفقايس”، و”كندير حتى ننساك”.

وإن كانت أغاني الراحل اليوم تردد في البيوت والمطاعم والمسارح ، فإن الحياة لم تمهله كثيرا، إذ أصيب بمرض أدخل على إثره إلى المستشفى في العاصمة الرباط، ودُفن في مقبرة مدينته الأثيرة خنيفرة، ليرثيه الجمهور من المشرق والمغرب، وتلقت أسرته برقية عزاء من الملك محمد السادس تقديرا له. بعد وفاته رثاه فنانون كثر من ضمنهم عادل الميليودي الذي غنّى “شكون ينساك آ رويشة”. 

انطلق الراحل من المدارس الموسيقية الأمازيغية والعربية المهمة التي تغنّت بالوتر، لكن هذه المدارس لم تنفتح على غيرها من المدارس المنتمية إلى الأنواع الموسيقية المتخلفة عنها، على عكس رويشة الذي استفاد من بقية المدارس، وأخذ الأساس ثم عمل عليه وطوره، بالإضافة إلى عمله المستمر على الآلة لخلق عزف جديد عن الذي كان في السابق، وبهذا الاجتهاد طور الموسيقى الشعبية، وجعلها مدرسة غنية وعصرية.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة