آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

تنافس استراتيجى على إفريقيا

آمال المغربي

الأحد، 18 ديسمبر 2022 - 08:16 م

تنافس شرس بين القوى الكبرى لبسط النفوذ والهيمنة على دول القارة الإفريقية وبأشكال مختلفة، مع صعود قوى جديدة مثل الصين، وتراجع قوى تقليدية مثل فرنسا، وعودة روسيا


الأهمية الاستراتيجية للقارة السمراء ازدادت مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وبداية تراجع نظام القطب الواحد العالمى الذى تتزعمه واشنطن وصعود الصين كثانى أكبر اقتصاد فى العالم، واحتفاظ روسيا بأكبر ترسانة للأسلحة النووية


إفريقيا بالنسبة للدول الكبرى تمثل سوق كبيرة تضم أكثر من مليار نسمة فبينما تشيخ أوروبا، فإن القارة السمراء هى المستقبل، ليس فقط بسبب نموها السكانى السريع، ولكن ايضا بما تختزنه من ثروات طاقة ومعدنية، ظهر واضحا بعد أزمة الطاقة ومحاولات أوروبا إيجاد بدائل للغاز الروسي، والأزمة بين الصين وأستراليا التى دفعت الصين للبجث عن خامات الحديد فى إفريقيا.
أهمية إفريقيا أيضاً تكمن فى تأثيرها السياسي، حيث تملك 54 صوتاً فى الجمعية العامة للأمم المتحدة من إجمالى 193 عضواً وهذا الرقم يعتبر حاسماً فى حال الصراع بين الكتلتين الغربية (الولايات المتحدة وحلفائها) والشرقية (روسيا والصين)، مثلما جرى عند التصويت على إدانة الغزو الروسى لأوكرانيا.


وفى الوقت الذى يتغير فيه العالم بسرعة نحو نظام متعدد الأقطاب، يمكن ان تستفيد إفريقيا من هذا التنافس الدولى لكسب شراكتها، فى شكل استثمارات وقروض ومنح ومساعدات عسكرية وأمنية، وقدرة على تنويع شراكاتها دون الخضوع لإملاءات أى طرف ..


وأمام تزايد النفوذ الصينى والروسى على أكثر من صعيد أمنى واقتصادى ودبلوماسى فى إفريقيا، تسعى الولايات المتحدة للتحرك سريعاً لإنقاذ نفوذها فى القارة السمراء، وفى هذا السياق، عقدت القمة الأمريكية الإفريقية الثانية، حيث اعلنت واشنطن عن حزمة مساعدات ضخمة للدول الإفريقية تبلغ 55 مليار دولار خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، لتعزيز مكانتها كأكبر مانح لإفريقيا.
عودة التنافس الاستراتيجى على إفريقيا بين القوى العظمى، من شأنه أن يخدم دول القارة فى تنويع شراكاتها والاستفادة من المساعدات والقروض، وتقوية حضورها وتمثيلها فى الهيئات الدولية البارزة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة