نتانياهو
نتانياهو


نتانياهو يبيع «وهم اعتدال حكومته» بورقة المبادرة العربية!

محمد نعيم

الأحد، 18 ديسمبر 2022 - 11:19 م

روَّج رئيس الوزراء الإسرائيلى المكلف بنيامين نتانياهو استراتيجية استباقية، يبيع بموجبها «وهم اعتدال» تشكيلة حكومته المتطرفة، وتفادى ردود الأفعال الدولية المناوئة لها. واعتمد رئيس «الليكود» فى التسويق لاستراتيجيته على اعتزامه تبنى بنود مبادرة السلام العربية، والانسحاب حتى حدود 1967.

وبالإضافة إلى تجاوب «غير مسبوق» مع حل للأزمة الإيرانية؛ لكن دوائر سياسية فى تل أبيب دحضت ادعاءات نتانياهو، واعتبرتها محاولة للخلاص من أزمة سياسية داخلية، ألقت به فى شراك حكومة هى الأكثر تطرفًا فى تاريخ إسرائيل.

وفى حين يعوِّل نتانياهو كثيرًا فى تفعيل استراتيجيته على دول إقليمية وقعت اتفاقات سلام مع إسرائيل تزامنًا مع جمود المحادثات مع الفلسطينيين، غض الطرف فى المقابل عن ثبات موقف الدول ذاتها إزاء كل ما يخص القضية الفلسطينية، لاسيما الإشكاليات الجوهرية مثل الحدود، واللاجئين، والقدس.

وهو ما يؤكد، حسب صحيفة «هاآرتس»، أن رئيس الوزراء المكلف نفسه لا يثق فى نزاهة استراتيجيته، ويسعى من خلالها إلى تحييد الألغام الإقليمية والدولية التى تعترض حتمًا طريق حكومته الوليدة، التى تضطر منذ أول أيامها إلى مواجهة تحديات عنيفة، تتقدمها تحقيقات المحكمة الدولية فى «لاهاي».

على خلفية ضم إسرائيل أراض فلسطينية محتلة؛ فضلًا عن سلسلة تحقيقات حول تورط إسرائيل فى اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبوعاقلة؛ ومطالبة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى بفرض مقاطعة على منتوجات المستوطنات؛ وإضافة شركات إسرائيلية أخرى إلى «القائمة السوداء».

وتجميد الصفقات التجارية المبرمة خلف الخط الأخضر. إذا كان نتانياهو يناور العالم بادعاء حلحلة الملفين الأكثر تعقيدًا فى الشرق الأوسط، فلا تتوافر لديه أدوات الحل، لاسيما مع تقديرات موقف إسرائيلية تؤشر إلى انعدام استعداد حكومة الرياض، التى طرحت المبادرة العربية عام 2002 فى قمة بيروت.

وللتجاوب مع طرح نتانياهو فى الوقت الراهن، حتى وإن حاول الأخير جر واشنطن إلى هذا المعترك قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية.. أما العقبة الأكبر، والتى تنزع المنطقية عن استراتيجية نتانياهو، فتكمن فى استحالة تمريرها مع احتراق «الحديقة الخلفية».

الحكومة تشارك فى ائتلافها ثلاثية التطرف الإسرائيلية الأعنف (سيموتريتش، بن جافير، وآريا درعي)، حتى وإن ادعى نتانياهو قدرة السيطرة على آليات عمل حكومته الجديدة، وتحرير قراراتها من معوقات اليمين المتطرف، سواء فى الأراضى الفلسطينية المحتلة أو خارجها.


وقبل طرح استراتيجيته علانية، تشاور نتانياهو حولها مع دوائر وصفتها «هاآرتس» بالأمريكية؛ وفيما أتبع المشاورات بحوار حصرى مع قناة «العربية»، اعتبرت واشنطن المشاورات والحوار محاولة من رئيس الوزراء المكلف لضم الرئيس بايدن إلى مسعاه.

لاسيما أن الأخير تشكك من البداية فى نوايا نتانياهو إزاء إمكانية حلحلة النزاع الفلسطينى - الإسرائيلي، وقبول رؤية حل الدولتين عبر التجاوب مع بنود المبادرة العربية، وكذلك التعاون فى كبح جماح إيران عبر الوسائل الدبلوماسية.
 

اقرأ ايضًا |  قبل إعلان الحكومة الإسرائيلية .. قوانين تفصيل لصالح اليمين المتطرف

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة