أشعة الشمس على معابد الكرنك
أشعة الشمس على معابد الكرنك


وسط أجواء كرنفالية.. مئات السيّاح يشهدون تعامد الشمس على معابد الكرنك

محمد طاهر

الأربعاء، 21 ديسمبر 2022 - 11:38 ص

وسط أجواء كرنفالية تعامدت صباح اليوم الأربعاء ٢١ ديسمبر ٢٠٢٢، أشعة الشمس على معابد الكرنك، بداية من المحور الرئيسي حتى قدس الأقداس داخل المعبد، وهي ظاهرة سنوية تحدث في الـ21 من ديسمبر من كل عام ويشهدها العديد من السياح الأجانب والمصريين من زوار معابد الكرنك، وممن يأتون خصيصاً للمعبد في ذلك اليوم لمتابعة مشاهدة ورصد الظاهرة الأثرية الفريدة التي تحدث كل عام في معابد الكرنك.


ويعد تعامد الشمس ظاهرة فريدة من نوعها تحدث سنويًا على قدس الأقداس بمعابد الكرنك في يوم 21 ديسمبر سنويًا، حيث تبدأ الشمس في التعامد على معابد الكرنك حتى تصل إلى قدس الأقداس من الساعة السادسة وحتى السابعة صباحًا.

وتم رصد الظاهرة لأول مرة في القرن التاسع عشر، حيث يمثل التعامد على قدس الأقداس عند القدماء المصريين بداية التوقيت الشتوي لدى المصري القديم، فضلا ًعن عيد ميلاد رع الكبير ويتغير موعد حدوث تلك الظاهرة كل أربع سنوات، بسبب الفرق بين السنة الكبيسة والبسيطة، وتحدث الظاهرة كذلك في معبد أبو سمبل بأسوان وقصر قارون بمحافظة الفيوم.

وتعد الظاهرة من أهم الظواهر الفلكية بسبب حدوثها بالتزامن مع تكرارها بمعبد قصر قارون بالفيوم.

حيث تمثل براعة وريادة قدماء المصريين في علوم الفلك، حيث يصادف هذا اليوم من كل عام وقوع ظاهرة فلكية ومعماريه فريدة من نوعها في معابد الكرنك بالأقصر، وتتمثل الظاهرة في تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعابد الكرنك والتي تستغرق مدتها ساعة، من السادسة وحتى السابعة صباحاً، وكان لهذه الظاهرة عدة مميزات من أهمها أنها تعد من أهم الظواهر الفلكية بسبب حدوثها بالتزامن مع تكرارها بمعبد قصر قارون بالفيوم كما أن نفس الظاهرة تتكرر على مقصورة قدس الأقداس بمعبد حتشبسوت بالدير البحري، وهو ما يمثل حدثًا جللاً للمدينة الفرعونية.

 ولم تكتشف هذه الظاهرة إلا منذ حوالي 14 عامًا فقط عن طريق أحد خفراء المعبد حينما لاحظ سطوع الشمس على قدس الأقداس كل عام، وفى نفس الوقت حيث تبدأ الظاهرة مع شروق شمس 21 ديسمبر من كل عام إيذانا بالانقلاب الشتوي، حيث يتابع السائحون قرص الشمس وهو يتوسط البوابة الشرقية الواقعة على المحور الرئيسي للمعبد، وهو ما يمثل فلكياً أقصى الجنوب الشرقي للأفق الذى تشرق منه الشمس.

وحظيت هذه الظاهرة باهتمام خاص كنمط سياحي جديد يمثل وسيلة جذب مهمة للسياحة في الأقصر.

وفى هذا اليوم تكون الشمس في أبعد زاوية من خط الاستواء، ومتعامدة على مدار الجدى، ويكون يومي 21 و22 هما الأقصر خلال ساعات النهار، والأطول خلال ساعات الليل، كما تضئ الشمس موائد القرابين المقامة على نفس محور المعبد.

وكانت معابد الكرنك قد شهدت صباح اليوم تنظيم عروض فنية مميزة للفرق الشعبية مع توافد السائحين على الكرنك للاستمتاع بتلك اللحظات المميزة لرصد ظهور قرص الشمس على مقصورة قدس الأقداس في معابد الكرنك، ويحضر فعاليات الاحتفالية قيادات محافظة الأقصر ومديرية الأمن والأفواج السياحية من الأجانب والمصريين.

كما شهدت معابد الكرنك قبل شروق الشمس عروض الصوت والضوء عن تاريخ التعامد على مقصورة قدس الأقداس في واجهة الصرح الرئيس لمعابد الكرنك، وموسيقى شروق الشمس المميزة التي أبهرت الجمهور، وذلك ضمن فعاليات العروض الفنية لفرقة الأقصر للفنون الشعبية والتنورة، وذلك لحضور فعاليات احتفالية تنظمها وزارة الآثار والسياحة بالتعاون مع محافظة الأقصر ونقابة المرشدين السياحيين، ضمن فعاليات تعامد الشمس على مقصورة قدس الأقداس بمعابد الكرنك، للإعلان رسمياً عن بدء فصل الشتاء في مصر.

 يذكر أن هذا اليوم يواكب بدء فصل الإنبات عند المصريين القدماء حيث تنبت الزروع وتورق الأشجار وتتفتح الأزهار ويبدأ الفلاحون العمل الشاق في الحقول بعد موسم الفيضان الطويل الذى كانت فيه السواعد معطلة.

كان عالم الآثار المصري د. زاهي حواس وزير الآثار الأسبق قد أكد في تصريح خاص أن ظواهر تعامد الشمس تشير إلى عبقرية المصري القديم في علم الفلك، مشيرًا إلى أن الظاهرة تساهم في تنشيط السياحة لمصر وهي ظاهرة رغم أنها تتكرر في أماكن كثيرة جدا من بينها الهرم لكن شهرة ظاهرة تعامد الشمس في معبد أبو سمبل ومعابد الكرنك منتشرة في العالم كله أكثر من أي ظاهرة ثانية وبالتالي تشجع السياحة لمصر وتجعل الناس يلتقون بهذا المكان.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة