نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

لعبة الحياة

نوال مصطفى

الأربعاء، 21 ديسمبر 2022 - 07:35 م

مجموعة من المشاهد الحية والدراما العالية تابعناها على مدى ثمانية وعشرين يوما جمعت بين الإثارة والمتعة. بطولة كأس العالم ليست مجرد مباريات تتنافس فيها المنتخبات التى نالت شرف الصعود إلى البطولة الأهم على مستوى العالم، بل هى بأحداثها ومفارقاتها الإنسانية والدرامية صنعت لنا أجمل القصص الواقعية، نشاهد فى نفس اللحظة دموع الخاسرين، وبعد أمتار قليلة على نفس أرضية الملعب نشاهد حماس وفرحة وتهليل الرابحين.

بالنسبة لى أعتبر أن أحداث كأس العالم تجسد لعبة الحياة بكل تناقضاتها، غرائبها، مفاجآتها، مكافآتها، الكل يتابع بترقب، وحذر، يخاف أن ينقلب المكسب إلى خسارة فى دقائق، بل لحظات. النتيجة غير مؤكدة حتى اللحظة الأخيرة من الوقت بدل الضائع، وفى كثير من الأحيان لم تحسمها حتى الأشواط الإضافية الثالث والرابع، وجاءت الكلمة الفاصلة بضربات الجزاء.

أبطال العالم منتخب البرازيل يخرج من دور الثمانية! انجلترا كذلك تتلقى الهزيمة على أيدى الفرنسيين. البرتغال ونجمها المحبوب كريستيانو رونالدو يبكى خسارة منتخب بلاده، ويتحسر على ضياع الفرصة الأخيرة له قبل أن يغادر الملاعب فى أن يحمل كأس العالم. دموع رونالدو أبكتنا جميعا، لكنها لعبة الحياة المحملة بكل ما هو غريب وعجيب وغير متوقع دائما.

المغرب الشقيق الذى شرفنا جميعا كعرب بوصوله إلى المربع الذهبى، قبل النهائى فى سابقة هى الأولى من نوعها فى كأس العالم. قطر الدولة المضيفة التى رفعت رؤوسنا عاليا بأداء رفيع المستوى فى تنظيم تلك البطولة الكبرى. تهنئة من الأعماق لهذا الجهد الواضح والشكل الرائع الذى ظهرت به كل أحداث البطولة من ملاعب فائقة الفخامة والحداثة، إلى شوارع نظيفة، ونظام دقيق لم يترك كبيرة ولا صغيرة دون تخطيط مسبق. المنظر الطريف الذى تحول إلى «ترند» للرجل الذى يجلس فوق السارى و معه لافتة تقول «المترو من هنا» .

دموع الأرجنتين لاعبين وجمهورا لحظة إطلاق صافرة الحكم بنهاية المباراة وفوز الأرجنتين ببطولة كأس العالم، رسمت لوحات لمشاهد حقيقية، مذهلة، التشبث بالحلم حتى الرمق الأخير، القتال من أجل انتزاع الكأس واللقب. ميسى حبيب الملايين الذى شحنه حب شعوب العالم بطاقة خفية للوصول، والتتويج بأغلى لقب، وأعلى كأس.

صدمة مبابى، النجم الفرنسى الأفريقى الصاعد بسرعة الصاروخ، تعبيرات وجهه الأسمر التى تنطق بالإنكار، لا يستطيع تصديق أن منتخب بلاده «الأقوى» فعلا خلال كل مراحل وأدوار البطولة لم يصل، ولم يتوج! حتى مواساة رئيس بلاده مانويل ماكرون الذى نزل إلى أرض المباراة يربت على كتفه، و يحاول تخفيف صدمة الهزيمة لم تنجح، كان ينظر إلى اللا شىء، لا يريد أن يكون ما يعيشه حقيقة، يتمنى لو أنه كابوس كئيب سوف يصحو منه.

ولد كيليان مبابى فى يوم 20 ديسمبر من عام 1998 فى باريس، وعاش فى فرنسا التى بدأ فيها مسيرته الرياضية مع نادى موناكو، ثم انتقل إلى باريس سان جيرمان. تساءل الكثيرون عن أصول مبابي، فكانت الإجابة إنه ينتمى إلى أكثر من جنسية، فوالده من أصول كاميرونية. وكان مدرب كرة قدم، بينما والدته من أصول عربية جزائرية إسمها فايزة العماري،و كانت لاعبة كرة يد سابقة. لكن مبابى نفسه أعلن فى أكثر من حوار صحفى إنه فرنسى وحسب رغم تعدد أصوله. ولأنه أصبح فى مركز العدسة كثرت الأقاويل عن علاقاته العاطفية، وهل هو متزوج؟

والحقيقة أن نجم كرة القدم الفرنسية لم يتزوج بعد، ولكن لديه علاقة بصديقته الشهيرة إليسا إليس، الحاصلة على لقب ملكة جمال فرنسا عام 2017. ولدت صديقة مبابى إليسا إليس فى 21 أبريل 1998، وهى عارضة أزياء فى مؤسسة كبيرة مقرها فى فرنسا، وتدرس القانون.

انتهت الحكايات والمشاهد الواقعية المثيرة يوم 18 ديسمبر 2022 . سيكون علينا انتظار الجزء التالى من «لعبة الحياة» بعد أربع سنوات من الآن. سنفتقدك كثيرا يا كأس العالم.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة