اللواء جوى أركان حرب حازم على عبد الغنى خلال حواره مع «أخبار اليوم»
اللواء جوى أركان حرب حازم على عبد الغنى خلال حواره مع «أخبار اليوم»


في زمن قياسي..

مدير مركز البحث والإنقاذ لـ أخبار اليوم: جاهزون لإنقاذ الأرواح جواً وبحراً وبراً

سما صالح

الجمعة، 23 ديسمبر 2022 - 06:51 م

فرقنا تستجيب لإشارات الاستغاثة فى مدة أقصاها دقائق معدودة

نعمل وفقًا لأعلى معايير السلامة الدولية لضمان حماية الأرواح والممتلكات

جنودنا مثال يحتذى به دوليًا فى سرعة الاستجابة والجاهزية للبحث والإنقاذ

لدينا 6 مراكز فرعية تغطى جميع أنحاء الجمهورية.. ونقدم خدماتنا للأفراد والشركات والهيئات

أكد اللواء جوى أركان حرب حازم على عبد الغنى، مدير مركز البحث والإنقاذ الرئيسى للقوات المسلحة، أن المركز وأفرعه المنتشرة على مستوى الجمهورية.. يلعب دوراً فعالاً فى الحد من حجم الخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية التى تتعرض لها البلاد..

وشدد اللواء حازم عبدالغنى فى حواره مع «أخبار اليوم» على الاهتمام بتعزيز وتوحيد الإمكانيات والاتصالات وتنسيق الجهود فى تقديم خدمات البحث والإنقاذ على المستوى البرى والبحرى والجوى مع الجهات المعنية وسرعة الاستجابة للحدث فى مدة أقصاها دقائق بهدف ضمان سلامة الأرواح والممتلكات على حد سواء وفقًا لأعلى معايير السلامة الدولية للبحث والإنقاذ.

وقال: «نحرص على أن نكون مثالاً يحتذى به دوليًا فى سرعة الاستجابة والجاهزية العملياتية للبحث والإنقاذ من خلال تسخير أحدث الموارد والتكنولوجيا والاتصالات المتوفرة. بالاضافة الى الالتزام و إحساس كل فرد فى المركز بالمسؤولية والواجب تجاه إنقاذ الأرواح»..

وإلى نص الحوار :

بداية.. من أين جاءت فكرة إنشاء مركز البحث والإنقاذ الرئيسى للقوات المسلحة ؟

تم إنشاء أول مركز بحث وانقاذ فى عام ١٩٥٢ فى مصر وكان الأول فى الشرق الأوسط.

وفى عام 1968 صدرت أول تعليمات تنظيمية لأعمال البحث والإنقاذ من القوات الجوية أعقبها صدور قانون الطيران المدنى رقم 28 والخاص بتقديم خدمة البحث والإنقاذ بجمهورية مصر العربية عام 1981.

أما عن المركز الحالى، فقد صدر قرار جمهورى رقم 300 بإنشاء مركز البحث والإنقاذ عام 1983، تابع لوزارة الدفاع ومقره القاهرة، ويتولى عمليات القيام بالبحث والإنقاذ، وتتبعه 6 مراكز فرعية تغطى جميع أنحاء الجمهورية، 3 مراكز فى البحر المتوسط، ومركزين فى البحر الأحمر، ومركز فى المنطقة الجنوبية..

فروع ومهام

وماذا عن مواقع المراكز الفرعية؟

يتبع مركز البحث والإنقاذ الرئيسى للقوات المسلحة بألماظة ستة مراكز فرعية موزعة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة بمناطق مرسى مطروح وبرج العرب والعريش والغردقة والأقصر وبرنيس.

كما يوجد نقاط تمركز فرعى لعناصر البحث والانقاذ فى سيوة و شرق العوينات، وذلك لتغطية وتقديم جميع الخدمات بكافة أنحاء الجمهورية.

وما هى مهام مركز البحث والإنقاذ؟

يقوم مركز البحث والإنقاذ الرئيسي للقوات المسلحة بالتدخل الفوري حال تلقى بلاغات تتعلق بتعرض أى إنسان للخطر دون تمييز للجنسية والوصول إلى المناطق المنعزلة براً وبحراً والتي يصعب الوصول إليها، بينما تقع مسئولية الأماكن المأهولة بالسكان تحت اختصاص جهات أخرى بالدولة.

كما يقوم المركز بالاستعانة بكافة وسائل وإمكانيات الدولة بالتنسيق مع الوزارات والهيئات والإدارات والشركات وذلك لتقديم خدمة سريعة وفعالة فى إطار الخطة القومية للبحث والإنقاذ بالدولة.

ويقدم المركز العديد من الخدمات فور طلبها من الأفرد والشركات والهيئات الحكومية وغير الحكومية المصرية والأجنبية كخدمات البحث عن الأفراد والمركبات بواسطة الطائرات والدوريات وقصاصى الأثر فور تلقى البلاغات.

وينفذ المركز أعمال البحث عن السفن المفقودة فى البحار أو فى حالة تعرضها لأى نوع من المخاطر، والبحث عن الطائرات فى حالات فقد الاتصال أو الاختفاء من على شاشات الرادار أو تلقى بلاغ مباشر أو إشارة استغاثة لتعرضها لأى نوع من أنواع المخاطر بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، بالإضافة إلى الاشتراك فى أعمال إنقاذ الأفراد فى المناطق النائية والبحار وأسطح السفن، وهو ما يتم بواسطة أطقم مدربة ومعدات متقدمة لضمان أقصى معدلات التأمين والسلامة للأفراد.

كما يقدم المركز خدمات الإخلاء الطبى لإخلاء المصابين من جميع المناطق التى يصعب الوصول إليها مع تقديم كافة الاسعافات الطبية الأولية تمهيداً لنقلهم إلى أقرب مستشفى، كذلك خدمات إخلاء الحالات الطبية المختلفة فى حالة إمكانية نقله طبيا «طبقا لتقرير طبى من الطبيب والمستشفى المعالج» سواء داخل أو خارج البلاد، ويكون الإخلاء الطبى من مطار إلى مطار آخر.

وهناك دائما طائرة فى حالة الاستعداد والتأهب للإقلاع ليلا ونهاراً، ومهمتها إنقاذ الأرواح، وكذلك تقوم بدور مهم للتقليل من آثار الكوارث الطبيعية سواء كانت زلازل أو سيولا، إلى جانب الحوادث الجسيمة مثل غرق العبارات أو السفن الكبيرة أو الحرائق الكبيرة أو سقوط الطائرات.

ونود الإشارة هنا إلى أن المركز يقدم خدماته لجميع المواطنين، والقوات المسلحة لا تدخر جهداً ولا مالاً لإنقاذ حياة المواطنين، ومركز البحث والإنقاذ يتلقى البلاغات ويقدم المساعدة للبشر بصفة عامة سواء من مدنى أو عسكرى مصرى أو أجنبى.

تنسيق الجهود

وماذا عن أوجه التعاون مع أجهزة الدولة المختلفة؟

بالطبع لدينا تعاون مع أجهزة الدولة المختلفة، ويتم هذا التعاون عن طريق انعقاد اللجنة القومية للبحث والإنقاذ، وتشمل العديد من الوزارات والهيئات،مثل وزارة الطيران المدنى وزارة الصحة وزارة البترول وزارة الداخلية وزارة النقل متمثلة فى قطاع النقل البحرى وهيئة السلامة البحرية حيث يتم الاتفاق والتنسيق الكامل مع جميع الوزارات والهيئات على الإجراءات المتبعة فى حال حدوث الأزمات.

وما أنواع حالات الاستغاثة لديكم؟

نحن نستجيب لجميع البلاغات و منها حالات الهجرة غير الشرعية، ونتعامل معها بحرفية شديدة، ورجالنا مؤهلون للتعامل مع الجنسيات والثقافات المختلفة، ويجيدون العمل على تهدئتها واسعافها، ولدينا بلاغات من السائحين فهم لديهم الوعى الكافى بالاستعانة بمركز البحث والإنقاذ، فضلاً عن بلاغات شركات البترول العاملة بالتنقيب فى الصحراء.

وماذا عن مواعيد عمل المركز؟

نحن يقظون طوال الوقت، ويعمل مركز البحث والإنقاذ على مدار الـ24 ساعة يوميا،ً حيث تقوم أطقم البحث والإنقاذ المدربة على تلقى كافة البلاغات وإشارات الاستغاثة وتحليلها والتعامل معها فور تأكيدها، ويتم العمل بالمركز وفق المعايير العالمية فى تطبيق القوانين والمراجع الدولية المنظمة لعمليات البحث والإنقاذ على مستوى العالم.

تدريبات مكثفة

وكيف يتم اعداد وتدريب وتأهيل الضباط والأفراد بمركز البحث والإنقاذ ؟

يتم تدريب الضباط والأفراد والأطقم بمركز البحث والإنقاذ الرئيسى للقوات المسلحة. على ثلاثة محاور

المحور الأول : عقد دورات تدريبية سنوية بوحدة تدريب الإنقاذ لتأهيل الضباط على كيفية إدارة عمليات البحث والإنقاذ وتدريب أفراد الإنقاذ سواء بدنياً أو فنياً على أساليب ومهارات الإنقاذ وطرق التعامل مع المصابين بالإضافة للدورات التدريبية التى تعقد سنوياً للضباط الوافدين من الدول الصديقة والشقيقة العاملين فى مجال البحث والإنقاذ

المحور الثانى : التدريب مع أجهزة الدولة من وزارات وهيئات ومؤسسات من خلال التجارب التى تعقد سنوياً مع الطيران المدنى والنقل البحرى بالاضافة للتجربة العملية الشاملة (مصر) التى تشارك فيها جميع أجهزة الدولة لإدارة حدث على مستوى الدولة من خلال الخطة القومية للبحث والإنقاذ والهدف من هذه التجارب التأكيد على التنسيق الجيد مع جميع الجهات وتقليل زمن الاستجابة وسرعة رد الفعل.

المحور الثالث : التدريبات المشتركة الدورية المستمرة طوال العام مع الدول على المستوى الإقليمى والدولى خاصة الدول المجاورة والهدف منها تبادل ونقل الخبرات والتنسيق على أعمال البحث والإنقاذ فى المناطق الحدودية.

ما هى السيناريوهات المختلفة المطبقة خلال التجارب؟

لدينا ثلاث تجارب مطبقة سنويا،ً الأولى مع الطيران المدنى والقوات الجوية، والثانية مع القوات البحرية وقطاع النقل البحرى بوزارة النقل، والثالثة تدريب مصر، والسيناريوهات تتضمن حوادث تحطم وسقوط الطائرات، وحرائق سفن الركاب والعبارات، والهبوط الاضطرارى للطائرات، والاخلاء الطبى نتيجة الحوادث، والكوارث والحالات المرضية الحرجة.

معايير دولية

وماذا عن المعايير الدولية المطبقة؟

مصر من أوائل الدول الأعضاء فى المنظمات الدولية مثل المنظمة الدولية للطيران المدنى، والمنظمة البحرية الدولية، ويتم تقديم الخدمة طبقا للوثائق الصادرة من هذه المنظمات ومنها الدليل الدولى للبحث والإنقاذ الجوى والبحرى (IAMSAR)، وطبقاً للاتفاقيات الدولية، وأهمها معاهدة شيكاغو عام 1949 ومعاهدة Solas لعام 1974 لإنقاذ الأرواح فى البحار،والتشريعات المحلية قانون الطيران المدنى رقم 28 لسنة  1981

وكيف تتلقون إشارات الاستغاثة؟

تعد هذه الخطوة هى أهم خطوة، وهى التأكد من صحة الاستغاثة وهل هناك حادث وقع بالفعل أم لا ؟ فلا يجوز توجه قوا ت جوية أو بحرية دون التأكد بأن الإشارة حقيقية، حيث من الوارد وصول استغاثات عن طريق الخطأ من مراكب أو عبارات وغيرها.

وهناك بعض أجهزة الاستغاثة فى الطائرات ترسل إشارة الاستغاثة لمجموعات الأقمار الصناعية عند الارتطام بالأرض، كما يرسل جهاز الاستغاثة بالسفن والذى يوضع فى منطقة مرتفعة بالمركب إشارة عند ملامسة الماء له، ويحدث هذا أحيانا فى حالات الطقس السيىء وارتطام السفن بالأمواج العالية ويتم طلب الخدمة من مركز البحث والإنقاذ الرئيسى للقوات المسلحة عن طريق إرسال إشارة استغاثة فى حالة الخطر للسفن والطائرات والأفراد بواسطة الأجهزة المخصصة دولياً التى تلتقطها مجموعة الأقمار وبالتالى ترسلها إلى مراكز البحث والإنقاذ فى نطاق المسئولية لتكشف عن مكان الحدث والانتقال إليه بسرعة، وفى حالة عدم وجود أجهزة الاستغاثة يتم طلب الخدمة مباشرة من المركز عن طريق أى وسيلة اتصال متاحة ومن خلال أى فرد.

ويمر أى بلاغ بعدة مراحل وتسمى مراحل عمليات البحث والانقاذ وذلك طبقا للوثائق الدولية، وتتمثل فى مرحلة الادراك وهى استقبال غرفة عمليات المركز لبلاغ الاستغاثة ثم مرحلة الاجراءات الدولية وهى التى يتم فيها تأكيد اشارة الاستغاثة وجمع معلومات وبيانات عن الحالة المستغيثة ورفع درجة استعداد فرق ووحدات البحث والإنقاذ وتجهيزها بالمعدات اللازمة طبقا للحالة، وبعد ذلك مرحلة التخطيط والمقصود بها إعداد خطة البحث والانقاذ، ثم تلقين الاطقم المنفذة لعملية البحث والانقاذ، ثم الانتقال لمرحلة العمليات والتى توضح خروج الوحدات لتنفيذ خطة البحث وانقاذ المستهدفين، و أخيراً الوصول لمرحلة الانتهاء وهى انتهاء عمليات الإنقاذ وعودة الوحدات إلى أماكن تمركزها وإعادة تجهيزها مرة أخرى، وإعداد التقارير النهائية عن الحالة.

زمن الاستجابة

كيف يتم تقليل زمن الاستجابة ورفع الكفاءة بشكل مستمر؟

التدريب المتواصل هو الذى يقلل زمن الاستجابة ويقدم مستوى خدمة أفضل، ويقلل من الخسائر البشرية مثل تدريب مصر من 1 وحتى تدريب مصر 8 المنعقد منذ أسابيع منقضية قريبة، والذى يشمل تدريبا بحريا وجويا، وتهدف هذه التدريبات والمناورات إلى زيادة كفاءة الأجهزة العاملة بمركز العمليات لتطوير الاستجابة لإشارات الاستغاثة، وتعزيز مشاركة الجهات المعنية المتخصصة فى عمليات الإنقاذ.

ويوجد بغرفة عمليات المركز وسائل مختلفة لتلقى إشارات الاستغاثة من الاقمار الصناعية التى تعمل فى مجال البحث والإنقاذ كما يمكن استقبال البلاغات عبر البريد الالكترونى أو الخط الساخن على مدار الساعة.

وكيف تتعاملون مع الحالات الصحية الحرجة ؟

يوجد أطقم طبية متخصصة لنقل المصابين والجرحى وتزود تلك الأطقم بجميع المعدات الطبية وتجهيزات الإسعافات الأولية.

من المتوقع زيادة عدد السائحين لمصر هذا الشتاء.. هل المركز مستعد للطوارئ ؟

نحن مستعدون على مدار الدقيقة الواحدة التى تفرق فى حياة الاشخاص، ومؤخًراً وقعنا بروتوكول تعاون مع اتحاد الغرف السياحية والتى تندرج تحتها شركات السياحة لاستلام خط سير السائحين خلال رحلات السفارى وخلافها، ونحن دائما نقدم لهم الدعم السريع.

نصائح مهمة

وما النصيحة التى ستوجهها لكل من يحتاج  إلى البحث والإنقاذ؟

دائما ما نوصى بأن يتم إخطار المركز مسبقا فى حالة قيام رحلات مثلا للأقصر وأسوان أو سانت كاترين وغيرها، حيث تقوم شركات السياحة أو المدارس أحيانا بالإخطار المسبق عن موعد الرحلة وخط السير وموعد الوصول، ويتم تقديم كشف بأسماء الأطفال أو الطلبة، ويقوم المركز بعمل بروتوكول مع المدرسة بخطاب، و إذا حدث أى مكروه أو مشكلة لطفل ما، يكون واجب الإخلاء الطبى ملزما للمركز على وجه السرعة..

والتواصل يكون من خلال أرقام المركز ٠٢٢٤١٨٤٥٣٧ أو ٠٢٢٤١٨٤٥٣١أو البريد الالكترونى Email: [email protected]

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة