الحرب الروسية على أوكرانيا
الحرب الروسية على أوكرانيا


حصاد 2022| حرب أوكرانيا .. وأزمة الغذاء تدق ناقوس الخطر

الأخبار

الأحد، 25 ديسمبر 2022 - 06:29 م

يشارف عام 2022، على النهاية وقد حمل معه أحداثاً استثنائية ستظل في ذاكرة من عايشها وسيذكرها التاريخ للأجيال.

ولذلك ينظر المؤرخون لعام 2022 باعتباره مفصلًا في التاريخ، يمثل نهاية حقبة وبداية أخرى. فقد عادت الحرب الكبرى إلى أوروبا مع ما صاحبها من تهديدات بضربات نووية إضافة الى آثار جائحة كورونا وضغوط تضخم اسعار الطاقة والغذاء وتأثيرات التغير المناخي حيث شهدت معظم دول العالم انواعا متعددة من المعاناة الاقتصادية تمثلت في ارتفاع مستويات المعيشة نتيجة لارتفاع الأسعار لمستويات غير مسبوقة ومعاناة الدول الاكثر فقرا من اجل تدبير امدادات الغذاء والطاقة ومن اقساط الديون، مع ذلك لقد جلبت الأشهر الاثنا عشر الماضية بعض الأخبار الجيدة، فقد خفت حدة جائحة كورونا في العديد من البلدان.. رغم ظهور كوفيد مرة اخرى في الصين.

في 24 فبراي، غزا فلاديمير بوتين أوكرانيا وأغرق العالم فى أزمة غير مسبوقة منذ نهاية الحرب الباردة، في مواجهة دول حلف الناتو التي أعربت عن دعمها لأوكرانيا. كشف الغزو الروسي عن انقسامات جيوسياسية كبيرة، حيث احتشدت الدول الغربية خلف كييف، اما الصين ومعظم دول الجنوب اتخذت موقف الحياد.

وتدخل دول الغرب أثار رئيس روسيا وأثار معه شبح نشوب الحروب النووية، تسببت الحرب بأكبر عملية تدفق للاجئين إلى أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وأودت بحياة آلاف الجنود والمدنيين، وفرض الغرب عقوبات اقتصادية على روسيا وتم تشديدها لاحقاً فيما قامت الولايات المتحدة ودول أوروبا بتسليم أسلحة لأوكرانيا التى حصلت على وضع دولة مرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي.

وهددت الحرب بحدوث أزمة غذاء عالمية بسبب الحصار البحري الروسي في البحر الأسود، لكن اتفاقا تم التوصل إليه في يوليو سمح لأوكرانيا باستئناف تصدير إنتاجها من الحبوب تدريجيا.

وفى سبتمبر، أصدر بوتين مرسوما بتعبئة نحو 300 ألف من جنود الاحتياط ووقّع مراسيم ضم 4 مناطق أوكرانية محتلة عقب تنظيم «استفتاءات»، فيما تكبّد الجيش الروسي خسائر متتالية على الأرض.

بدا وقف إطلاق النار غير محتمل. كافح العالم للتكيف مع صدمات الأسعار، واضطرابات الإمدادات، ونقص الغذاء الناجم عن الحرب، وبالنسبة إلى روسيا، كانت حرب أوكرانيا أول تجربة لها للنزاع المسلح الواسع النطاق والطويل الأمد وأول تجربة للتعبئة الجزئية.

وأول استخدام شامل لعدد من نماذج الأسلحة، وهى أول تجربة لمشاركة القوات المسلحة الروسية في النزاع المسلح الواسع النطاق مع عدو لديه قوات نظامية يتم إمدادها بالأسلحة الحديثة من قبل الغرب.

فيما يتعلق بخسائر القوات الروسية فقد أفاد وزير دفاع روسيا، سيرجى شويجو في النشرة العسكرية لشهر سبتمبر الماضى بأن الجيش الروسى خسر 5937 فردا بين القتلى، بينما زادت خسائر جيش أوكرانيا عن خسائر جيش روسيا 10 أضعاف وبلغت 61000 عسكرى بين القتلى و50 الف عسكرى بين الجرحى.

وقال سيرجى شويجو فى 8 ديسمبر أن خسائر القوات الأوكرانية فى نوفمبر الماضى فقط بلغت 8300 عسكرى بين القتلى، بالتوازى مع حرب اوكرانيا زاد التضخم بسبب الحرب التى أغرقت أوروبا فى أزمة طاقة عميقة كما تسارع ارتفاع الأسعار الذى بدأ عام 2021 بسبب اضطرابات سلاسل التوزيع والطلب القوى على المنتجات والخدمات الأساسية مع تعافى الاقتصادات بعد كوفيد-19.

ووصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود. وقفز التضخم ما أعاق النمو فى كل أنحاء العالم مع ارتفاع تكاليف الإنتاج للشركات،كما صعّدت روسيا التى تواجه عقوبات غربية، ردودها الانتقامية. وخفضت صادراتها من الغاز، الى عدد كبير من دول أوروبا مما خلق أزمة طاقة لم تنفرج بعد ذلك، أدت الحرب إلى ارتفاع أسعار الحبوب وبالتالى زيادة أسعار علف الحيوانات، وبسبب القيود الصحية المستمرة المرتبطة بجائحة كورونا، أدى النقص فى الرقائق الإلكترونية، المصنعة بشكل أساسى فى تايوان، إلى تباطؤ الكثير من القطاعات.

ومن أجل السيطرة على التضخم، رفع البنك المركزي الأمريكي سعر الفائدة الرئيسية منذ مارس، ما جعل الاقتراض باهظ الكلفة بشكل متزايد، فيما حذا البنك المركزي الأوروبي حذوه أسعار الفائدة المرتفعة خلقت بالفعل أزمة ديون للعديد من البلدان الفقيرة، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نفسها، ظهرت آثار المواجهة الغربية الروسية على الفور فى مجال الطاقة، حيث فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا ولكن سرعان ما فصلت موسكو أوروبا عن إمدادات النفط والغاز الطبيعي والفحم الروسية ودفعت الغرب للجوء لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للتعويض عن الموارد المفقودة.

وطوال فترة الحرب، زار القادة الغربيون واستضافوا نظراءهم في قطر والسعودية والجزائر، والإمارات لتأمين عقود هيدروكربونية جديدة وتشجيع زيادة الإنتاج.

وعلى الرغم من أن هذه العلاقات النامية لم تكن قادرة على منع حدوث أزمة طاقة عالمية بشكل كامل في عام 2022، فمن المرجح أن تشهد السنوات القادمة إعادة توجيه أوروبية طويلة الأمد نحو اعتماد أكبر على إمدادات الطاقة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حتى مع إعطاء الاتحاد الأوروبي الأولوية بشكل أكبر للتحول لمصادر الطاقة المتجددة.

وفي الوقت نفسه، ستواصل دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الضغط من أجل زيادة الاستثمارات من الغرب للمساعدة في توسيع قطاع الطاقة الهيدروكربونية وتنفيذ تحولات الطاقة الخاصة بها.

اقرأ ايضًا | روسيا تدمر 399 نظام صواريخ أرض-جو فى أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة