عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

المبدع الصغير

عمرو الديب

الأحد، 25 ديسمبر 2022 - 09:58 م

أبواق الشر الكئيبة تحاول أن تدفع الملايين إلى اليأس، وتبذل جهودها الحثيثة كى تمتلئ الأجواء بالإحباط والسوداوية مع أن ما جرى إحرازه على شتى الأصعدة باهر بحق، ولافت بقوة، وليس معنى أن الأزمات الدولية التى ضربت ساحة الإنسانية فى العقد الأخير، وفى مقدمتها تفشى وباء كوفيد «19»،والحرب الروسية الأوكرانية قد هزت الاستقرار العالمي، وأثرت دون جدال على التدفق السلعي، والرواج الاقتصادي، ليس معنى هذا أن ما أحرزناه قد تبخر فى الهواء، ولم يعد له وجود، بل إن الأزمة الدولية أطلقت عادمًا خانقًا أسود كثيفًا اضطر الشعوب بأسرها إلى الشعور بالضيق، ودفع الأجيال إلى القلق على حاضرها ومستقبلها، ولكن الصروح باقية، والمنجزات هائلة، والمشروعات المتحققة ترتفع فى ثبات، وليس فقط المنجز المادى الملموس، بل تلك البصمات البارزة التى توجهت إلى رفعة شأن الإنسان واحتضان ومضات تفوقه فى مختلف الأفق.

ويجئ فى صدارة هذه البصمات التى نجحت جمهوريتنا الجديدة فى تحقيقها حتى الآن رافعة تحفيز مواهب وقدرات وملكات المضيئين بالنبوغ فى شتى المجالات عبر إنشاء جائزة الدولة للمبدع الصغير التى ترعاها السيدة انتصار السيسي، وهى جوائز طموحة تسعى إلى اكتشاف المواهب الفذة فى مختلف آفاق التفوق الإنسانى فى الفنون والآداب والعلوم، حيث تستحث هذه الجوائز المبدعين على السطوع، وإبراز ثمراتهم وابتكاراتهم بهدف التعرف على المميزين واحتضانهم، وتبنى مشروعاتهم وتعهدهم بالرعاية فى مختلف المراحل السنية حتى بعد أن يجتازوا أعتاب الطفولة، والحقيقة أن ما جرى فى ذلك الشأن حتى الآن يدعو إلى الإعجاب والتقدير، ومع أن المنجز أكبر كثيرًا مما واكبه من جهود للتعريف به، لأن المجلس الأعلى للثقافة.

الجهة التى تتولى متابعة إجراءات المسابقة والجائزة لم تواكب أهمية الحدث بتسليط ما يستحقه من أضواء وبذل جهود مضنية تسبق الإعلان عن دوراته، وتصاحبها وتعقبها، ولا تكتفى بعدد من الإعلانات والمؤتمرات الصحفية، لأن الفكرة أكبر كثيرًا من مجرد مسابقة تمنح جوائز، بل هى مشروع مصر المستقبلى وأمل الجمهورية الجديدة، حيث نستطيع من خلال المبدع الصغير - على تعاقب دوراته - أن نستخلص مجتمعًا من المتميزين والنوابغ على شتى الأصعدة، نتعهدهم بالرعاية، ونعتنى بمراحل تطورهم، فالمستقبل رهين بما تقدمه الأجيال من أفكار مبدعة وابتكارات مذهلة وحلول غير تقليدية ترسم وجه المستقبل.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة