المفكر الفرنسى أليكسندر دال
المفكر الفرنسى أليكسندر دال


واشنطن وانجلترا يلعبان بسلاح الإسلام المتطرف.. وبريطانيا الأكثر فسادًا في أوروبا لدعمها الإخوان

المفكر الفرنسى أليكسندر دال فال لـ«أخبار الحوادث»: بريطانيا التى تأويهم هى الأكثر فسادًا فى أوروبا

أخبار الحوادث

الأربعاء، 28 ديسمبر 2022 - 03:25 م

كتبت: مي السيد 

أوضح المفكر الفرنسى أليكسندر دال فال في حواره لأخبار الحوادث، أن المسلمين المعتدلين فى أوروبا يتم شيطنتهم من قبل الإخوان لأهداف سياسية، لافتًا أن احتواء بريطانيا لإعلام الجماعة يأتى من منطلق سياستها المشتركة مع أمريكا باللعب بسلاح الإسلام المتطرف لتقسيم وزعزعة الدول القومية والوطنية رغم ان بريطانيا هى الأكثر فسادًا فى الغرب .. وإلى نص الحوار.

- كيف ترى وضع الإخوان المسلمين فى أوروبا اليوم؟
أعتقد أن الإخوان المسلمين الذين استطاعوا التسلل إلى الجامعات والمدارس والنقابات والأوساط الاقتصادية والسياسية والجامعية والثقافية، دون أن ننسى دوائر الرياضة والمساجد والمراكز الإسلامية، لهم أهداف شريرة حيث سيطروا بالفعل على 70 ٪ من المهاجرين وأحفاد المهاجرين وهم يعرفون ذلك لأسباب ديموجرافية.

- ولكن كان هناك انشقاقات لعدد كبير من إخوان أوروبا وفضحهم لممارسات الجماعة وازدواجيتها، غير الفضائح الأخلاقية لعدد من قياداتها، ألم تؤثر هذه التحولات على صورة الجماعة لدى الجاليات؟
فى الواقع كان هناك عدد قليل جدا من الانشقاقات داخل الجماعة فى أوروبا فى فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا.

- التقارير الصادرة من المنظمات تشير لوجود تضييق على ملف تمويلات تنظيمات الإخوان فى أوروبا، هل أصبح يخضع لرقابة حقيقية الآن، بعد صدور قوانين فى عدد من الدول الأوروبية مثل فرنسا والنمسا والسويد؟
الدولة الأوروبية التى أنهت فعليًا هيمنة الإخوان المسلمين وسيطرتهم على المواطنين المسلمين فى أوروبا هى النمسا، التى حظرت الهياكل والجمعيات وهياكل التمويل للإخوان، فى فرنسا والسويد، كان رد فعل ليس على مستوى النمسا لانهم متوغلين فى مدارس المساجد والعديد من الجمعيات فى فرنسا.

- ما رأيك فى قيام انجلترا باحتواء قيادات الإخوان المسلمين بعد طردهم من تركيا؟ وما الأسباب التى تدفعهم لذلك؟
بريطانيا العظمى هى الدولة الأكثر فسادًا فى أوروبا مع بلجيكا، وقد لعبت هذه الدولة دورًا تاريخيًا معروفًا وموثقًا فى الترويج للإخوان المسلمين خلال حقبة الاستعمار وما بعد الاستعمار من أجل إضعاف القوميين العرب.

إن إمبرياليتهم الساخرة لا حدود لها تقريبا، لكنهم ليسوا أذكياء جدا لأن سياستهم فى الترويج للإسلام السياسى والجهادى الراديكالى تأتى بنتائج عكسية عليهم، ومكيافيلية فى اللعب بالنار تدمرهم من الداخل، مصر والإمارات والدول العربية الأخرى مثل تونس هم أكثر استعدادًا ويقظة فى مواجهة التهديد من الإخوان من إنجلترا التى تواصل مثل الأمريكيين اللعب بسلاح الإسلام المتطرف لتقسيم الدول وزعزعة استقرار النفط أو المناطق الإستراتيجية والسيطرة عليها. لكن الشظايا الآن تتناثر وبريطانيا العظمى فى حالة غرغرينا، والإخوان الإرهابية والعديد من الجماعات الجهادية سيدفعون الثمن في النهاية.

اقرأ أيضًا| أمين عام حكماء المسلمين يلتقي مستشار وزارة الخارجية الفرنسية للشئون الدينية

- وفى أى لحظة وعند أى حد ومتى يمكن أن تنتهى العلاقة الأبوية بين بريطانيا والإخوان المسلمين؟
لا يمكن أن ينتهى هذا إلا بالانهيار التام للطبقة السياسية الإمبريالية وتجار العولمة فى هذا البلد التى يكون شعبها ضحايا للطبقة الحاكمة الأكثر فسادًا، فهم الضحايا الرئيسيون لهؤلاء القادة الغربيين الذين خانوا هويتهم وأمتهم  . 

- هل ماتزال إدارة بايدن وتيار العولمة يعتمدان على الإخوان لتحقيق أهدافهم فى الشرق الأوسط؟
نعم، من الواضح أننا إذا علمنا أن أيديولوجية الإخوان المسلمين هى أيديولوجية خلافة أممية ومناهضة للقومية، وبالتالى فهى عولمة تهدف إلى إنشاء خلافة كوكبية بعد تدمير القوميات والوطن الأم والدول ذات السيادة، وفى هذا السياق حتى لو كان الإخوان يكرهون القيم المادية و الغرب، فهم أفضل حلفاء الديمقراطيين الأمريكيين وجميع اليسار الأوروبى لأنهم أعداء الدول ذات السيادة والقوميين والوطنيين. لطالما كانت الإدارتان الأمريكيتان كلينتون أوباما وبايدن حلفاء وحماة للإخوان المسلمين ومن وجهة النظر هذه يمكننا تحليل الثورات العربية على أنها خطة مناهضة للقومية تصورها الإخوان المسلمون وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى.
لحسن الحظ، لم تنجح هذه الخطة لكنها تسببت فى مقتل الملايين في سوريا واليمن وليبيا والعراق، الذين كان عليهم مواجهة حرب إرهابية عالمية لزعزعة الاستقرار.

- كيف يتعامل مسلمو فرنسا مع السياسات التي تحاول السيطرة على العنف، ؟
فى الحقيقة هناك 50% من المسلمين الفرنسيون مخلصون لقيم البلد المضيف والديمقراطية الغربية، و50% مخلصون لدول أخرى تكره الأوروبيين، للأسف المسلمون المعتدلون يتم شيطنتهم من قبل الإخوان المسلمين الذين يعتقدون أن الأوروبيين جميعهم عنصريين أو معادون للإسلام، وهو أمر خاطئ تماما، على العكس من ذلك، فرنسا والأوروبيون أكثر تسامحا مع الإسلام الراديكالى.

- أين هى جماعة الإخوان المسلمين فى الحرب الروسية الأوكرانية؟
الإخوان المسلمين نشطون للغاية وموجودون فى أوكرانيا، وكابوس الاجهزة الأمنية الاوربية هو تهريب الأسلحة الغربية المرسلة إلى أوكرانيا ولأن المافيا الأوكرانية كانوا يبيعونها للعديد من الجماعات الإسلامية العنيفة التى لجأت إلى أوكرانيا منذ عام 2014 بإتفاق الدول الأنجلو ساكسونية.

- فى رأيك فشل استخدام الإخوان من قبل أمريكا وبريطانيا  فى بداية الحرب الروسية الأوكرانية على الطريقة الأفغانية، هل أدى إلى تراجع الرهانات الأوروبية والأمريكية على التنظيم الإخوانى؟
هم مثل سمكة فى الماء فى أوكرانيا حتى لو كانت نسبتهم منخفضة جدا هناك. لذلك لا يمكننا اعطاءهم دورا استراتيجيا مهما فى أوكرانيا غير انها أرض الملجأ من اجل تزويدهم بالأسلحة الغربية المحولة.

- لماذا تغيرت سياسة أردوغان تجاه بعض الدول أبرزها مصر وسوريا، هل مصالح تركيا السبب؟
يجب أن نفهم أن أردوغان لا يفهم سوى توازن القوى والمصالح، وقد جد نفسه معزولا فى دعمه لإيران والإخوان المسلمين وخسر الأسواق والنفوذ، وبلاده تمر بأزمة اقتصادية خطيرة علاوة على ذلك يجد نفسه معزولا فى البحر الأبيض المتوسط فى مواجهة التحالف القوى بين مصر اليونان قبرص وفرنسا، بسبب سياسته الفاشية للتوسع فى البحر الأبيض المتوسط للغاز وتعارضها هذه الدول وحتى الولايات المتحدة تعارضها التى لها أيضا مصالح فى البحر الأبيض المتوسط لذلك يسعى لجعل الناس ينسون أنه أقسم على اضرار بمصر وهذا لم يحدث، ثم تعاون مع كل أعداء مصر والسعودية والإمارات عن طريق دعم الإخوان خلال الثورات العربية وهو يرى ان استراتيجية التخريب لهذه الدول ذات السيادة من خلال دعم الإخوان لم تنجح وتم تفكيكها ووقفها من قبل مصر والإمارات  والمملكة العربية السعودية. 

وهو يفعل مع روسيا وسوريا ايضا نفس الطريقة، يحاول الإنتقال من المنطقة الباردة فى التعامل إلى المنطقة الأكثر دفئًا، ويأمل دائمًا أن يتم الصفح عن خياناته وتغييرات مزاجه .
فأردوغان لديه القدرة علىتغيير التكتيكات والحلفاء فى كل مرة يسقط فيها فى استطلاعات الرأى، ومن هنا جاء تحالفه مع الفاشيين فى حزب الحركة القومية منذ عام 2016 بعد أن سجن حلفاءه وأنصاره السابقين لحركة فتح الله غولن والمحافظين، فهمه الوحيد هو إعادة انتخابه والسيطرة على الغوغائية الشعبوية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة