الأربعاء، 28 ديسمبر 2022 - 06:39 م

فى إطار البحث عن إجابة للسؤال الذى يشغل البشر بطول وعرض العالم الآن، حول الموعد المتوقع أو المحتمل لانتهاء الحرب المشتعلة على الأراضى الأوكرانية حاليا، يجب النظر بالدقة الواجبة فى المستجدات الجارية على ساحات المعارك وما يتصل بها من وقائع وأحداث، لعل أبرزها ما جرى خلال الزيارة المفاجئة للرئيس الأوكرانى «زيلينسكى» إلى واشنطن نهاية الأسبوع الماضى.

وفى ذلك كان لافتا للانتباه ما قاله الرئيس الأمريكى «بايدن» خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده مع زيلينسكى فى البيت الأبيض من «أن كييف لن تكون وحدها فى الحرب» وأن الاجتماع يبعث برسالة إلى الرئيس الروسى مفادها «أن زيلينسكى وانا متحدان».

وعلى الجانب الآخر أعلن الكرملين أن زيادة زيلينسكى لواشنطن وما صدر عنها من تصريحات، يشير إلى «أن أمريكا تواصل حربا غير مباشرة على روسيا».

وإذا كان هناك معنى لما يقوله الطرفان فهو التأكيد على أن الحرب مستمرة حتى إشعار آخر،..، ولكن رغم ذلك.. وبالرغم من التصريحات المتشددة على الجانبين الأمريكى والروسى، نجد هناك بعض التلميحات الصادرة من موسكو أحيانا، وبعض العواصم الأوروبية الغربية وخاصة «باريس» أحيانا أخرى، تعطى انطباعا يشير إلى وجود محاولات لإيجاد قنوات جانبية لاتصالات غير معلنة، للبحث عن نهاية للحرب ووقف للقتال.

ومن هذه التلميحات ما قاله الرئيس الروسى «بوتين» منذ أيام قلائل عن «أن بلاده لم ترفض الخيار الدبلوماسى لإنهاء الحرب فى أوكرانيا» و»أن كل النزاعات المسلحة تنتهى بالمفاوضات» و»نحن لم نرفض المسار الدبلوماسى ولكن كييف هى التى ترفض ذلك».

وقد دفعت هذه التصريحات البعض من المتابعين لمسار الأحداث على ساحة الحرب الروسية الأوكرانية، للاستنتاج بوجود توجه للبحث عن مسار تفاوضى يؤدى لوقف القتال ووضع نهاية للحرب، التى تقف على أبواب شهرها الحادى عشر الآن.

وقد عزز من ذلك الاستنتاج ما ذكره الرئيس «بوتين» منذ أيام «بأن روسيا مستعدة للتفاوض حول بعض الحلول المقبولة بشأن أوكرانيا».

وفى هذا السياق يبرز سؤال مهم بخصوص كنه ومضمون الحلول المقبولة من وجهة نظر الرئيس بوتين، وما إذا كانت مقبولة أيضا من الطرف الآخر.. أم لا؟!.

وبهذا يمكننا التأكيد على أن القول الفصل فى هذه القضية، هو أنه من الصعب التنبؤ بموعد متوقع أو محتمل لانتهاء هذه الحرب فى غيبة إرادة سياسية واضحة ومؤكدة على الجانبين الروسى والأوكرانى بموافقة أمريكية.