زينب عفيفي
زينب عفيفي


زينب عفيفي تكتب: فى حضرة الحبيب

أخبار اليوم

الجمعة، 30 ديسمبر 2022 - 07:53 م

ما إن تطأ قدماك أرض المدينة المنورة، حتى تستشعر نسيم المحبة والرحمة، والارتياح النفسى الذى يعم كل شبر من أرض هذه المدينة المقدسة، التى احتضنت الدعوة ورسولها حين هاجر إليها آملا فى نشر دعوته، فاستقبله أهلها بطلع البدر علينا، لم تكن هى زيارتى الأولى لهذا المكان الطاهر، ولكنها كانت زيارتى التى أحمل فيها قلبا أثقله التعب، وأوجعه البعاد، ماذا أريد من نفسى ومن العالم المحيط من حولي؟ وأجيب سرا: أريد الستر والصحة وراحة البال، ولم أجد أطهر ولا أجمل من روضة الرسول صلوات الله عليه وسلم أن تكون ملجأى بعد ما تعبت من السير، مالى أحدق فى طرقات المكان أسألها، أين سار الحبيب؟، وأين أثر أقدامه؟ وأين ارتاحت له نفسه الطاهرة لأول مرة، كنت أبحث عن رائحته، ولمساته لكل شيء مقدس فى المكان، سرت تائهة إلى أن وجدت نفسى داخل روضته التى صار الوصول إليها من المستحيل دون تصريح من أمن المدينة، الذى فشلت فى الحصول عليه ومنحه الله لى حين سألته من قلبى المثقل بالتيسير والتسهيل إلى روضة الحبيب، وحين وصلت توقف لسانى عن الدعاء، وانطلق قلبى الذى جاء من خارج الزمن، حديث فى حضرة الحبيب صلى الله عليه وسلم أمام الله، غرقت فى دموعى التى ظننتها جفت، إثر الخيبات ورحيل الأحباب، تذكرت ناساً ونسيت آخرين وليس للعقل قرار فقد كان القلب هو الذاكرة والوسيط بينى وبينهم أمام الله، مكثت ما يقرب من ساعة وربما أقل أو أكثر، فالحساب بالزمن الذى نعرفه بين جنبات الروضة الشريفة غير محسوب.

لم أصدق نفسى أننى دخلت جنة الله على الأرض، التى قال عنها الحبيب» ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة» هناك لمست بروحى رائحته ومكان إقامته، وعشت فى روضته أسعد لحظات حياتى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة