آمال عثمان
آمال عثمان


آمال عثمان تكتب: مكان فى القلب والوطن

آمال عثمان

الجمعة، 30 ديسمبر 2022 - 08:36 م

عشتُ بهم ومعهم يوماً من أجمل أيام العمر، اجتمعت فيه كل معانى الإنسانية والرحمة والتعاطف، وغمرته مشاعر المحبة والحنان وجبر الخواطر، وما بين الدموع والوجع، والبهجة والفخر بقدرات أولئك الملائكة، القادرين باختلاف على أن يدهشونا بما حققوا من إنجازات ونجاحات عظيمة، انساب نهر الصفاء داخل الروح والفؤاد، وارتوى قلبى بحبهم ورغد بأحضانهم، فى الاحتفالية التى صارت تقليداً سنوياً لتكريم أبناء الوطن من ذوى الهمم. 

وتبادر إلى ذهنى السؤال: لماذا ظهرت قدرات وإمكانات هؤلاء الملائكة فجأة؟ أم أننا لم نكن نشعر بهم وبمدى قوتهم وإصرارهم على قهر الصعاب؟! وسرعان ما عرفت الإجابة من المهندسة أمل مبدى رئيس الاتحاد الدولى للإعاقة، التى قالت: نحن الذين تغيرنا، واختلفت نظرتنا لهم، وبعد أن كان المصطلح الدارج عنهم فى الستينيات «أصحاب العاهات»، ذلك المسمى الرديء الذى كان يعكس نظرة المجتمع وتعامله معهم، أصبحوا اليوم قادرين باختلاف، وهذا ليس تغييراً فى المسمى والاسم فقط، وإنما تغير أخلاقى وإنسانى، يرجع الفضل فيه إلى الرئيس السيسى واهتمامه بذوى الهمم، وبأمهاتهم اللاتى طالما أعياهن الحلم، وهزمتهن الدموع مع كل لحظة إحباط وإخفاق، أوهنهن الصبر والدعاء حينما لم يجدن لأبنائهن مكاناً فى المجتمع، لكنهن أبداً لم يفقدن الثقة فى الله وفى قدرة أبنائهن على تحقيق المستحيل، حتى صار فى حياتهن أبطال ومبدعون قادرون باختلاف على تحقيق الحلم، وصار لهم مكان فى القلب والوطن.

ورغم كل ما تحقق رياضياً وفنياً واجتماعياً، إلا أن الاحتفالية لم تقتصر على التكريم، لكنها أصبحت تقليداً سنوياً لمزيد من التمكين والعطاء، لذا أصدر الرئيس السيسى مزيداً من التكليفات والتوجيهات، لمزيد من الدمج والتمكين لهم فى مبادرات ومشروعات الدولة، وإتاحة الممارسة الرياضية والمهارات الحياتية والفنية والثقافية والرياضية، واكتشاف الموهوبين والمبدعين منهم فى مختلف المجالات، وتحديد نسبة لهم فى مشروعات إسكان الشباب، وإتاحة مختلف الخدمات الصحية، إلى جانب صرف معاش الوالد للمرأة ذات الهمم المتزوجة.

لقد سعدت كثيراً بحضور الاحتفالية التى أظهرت جهود وزارة الشباب والرياضة، وما تنظمه من مشروعات وبرامج وبطولات لأبنائنا القادرين باختلاف، أما مفاجأة الحفل فكانت الطفلة «تاليا»، التى خطفت القلوب بحضورها وذكائها وبراءتها، حتى عندما غلبها سلطان النوم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة