إيمان راشد
إيمان راشد


حديث وشجون

ليالى المقطم المزعجة

إيمان راشد

الأحد، 01 يناير 2023 - 07:53 م

رغم صخب حياتى المهنية كصحفية بدأت حياتى فيها بقسم الحوادث والقضايا إلا أننى أعشق الهدوء كأن لسان حالى يقول يكفينى نصف حياتى داخل المحاكم بكل ما فيها من هرج ومرج ولذلك حمدت الله أنه اختار لى منطقة المعادى لتكون سكنا لى أنعم بهدوئها بعد كل يوم عمل شاق.... وبعد سنين اتسعت المعادى وترامت أطرافها وازدحمت ورغم ذلك مازالت تحتفظ إلى حد ما بطبيعتها المنفردة وفكرت أن أنتقل إلى منطقة المقطم ففكرتى عنها أنها أكثر هدوءا وقررت أن أستعين ببعض الأصدقاء من سكانها، فدعونى لزيارتهم قبل أن أقرر وفى الطريق اعتقدت أننى أخطأت وجهتى، فالشوارع كلها اختلفت وازدحمت بالمقاهى والكافيتريات وأصوات الميكرفونات تصم الآذان بأغان تكاد لا تتبين كلماتها من تداخلها مع بعضها البعض فكل كافيتريا تتبارى فى ارتفاع الصوت وكأنهم فى مسابقة للازعاج...

وفى النهاية وصلت إلى منزل صديقتى وأنا فى قمة التوتر وسألتها ماذا حدث للمقطم خاصة شارع ١٧ والذى كان أغلبه فيلات... وبحسرة وألم علمت منها أنهم لا ينامون بسبب تلك الضوضاء فهم محاطون بها وبالأغانى الهابطة حتى بزوغ الشمس.. وتعجبت أن سكان المنطقة أغلبهم مثقفون ويعملون بوظائف مرموقة وكأنها قرأت أفكارى، فقد ردت على نظراتى المتسائلة بأنهم أعيتهم الحيل وقدموا شكاوى كثيرة لحى المقطم دون جدوى، فقد يتم إغلاق المكان وبعد أقل من ساعة يعود كما كان أو أن يغلقوه قبل وصول حملة المرافق وكأن هناك من يبلغهم فيقوم أصحاب المقاهى بإغلاقها وإطفاء الأنوار حتى انتهاء الحملة ثم يعود الوضع على ماهو عليه... هل هذا يعقل، أليس من حق المواطن أن ينام؟ وكيف يتسنى لطالب أن يذاكر دروسه او موظف عليه أن يذهب لعمله فى الصباح أو مريض يحتاج للنوم.. عدت إلى منزلى أحمد الله على نعمة المعادى ولكن يبقى السؤال الذى أوجهه مع رسالة استغاثة من سكان المقطم إلى محافظ القاهرة متى تنتهى هذه المهزلة.. اعتقادى أنه لا يوجد مشكلة بدون حل، فهل أنا مخطئة ياسيادة المحافظ.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة