الإثنين، 02 يناير 2023 - 06:28 م

قد يرى البعض أن الاقتصاد المصرى يتراجع ويعانى الأزمات بعد أن أثرت الأزمة العالمية بشدة على معظم اقتصاديات العالم .. الواقع يقول إن الاقتصاد المصرى لن يتراجع كما يتصور الكثيرون ولكنه تعرض لتقلبات طبيعية لأننا نعيش فى عالم منفتح نؤثر فيما حولنا ونتأثر بالمتغيرات ..الاقتصاد المصرى وعلى مدار ٦سنوات متتالية شهد له الجميع بأنه اقتصاد قوى ينمو ويتحول إلى الأفضل .. الدولة المصرية بجميع مكوناتها بدأت بالفعل فى تعديل المسار الاقتصادى خلال الفترة الماضية من خلال اتخاذ إجراءات أكثر مرونة للتفاعل مع متطلبات المرحلة مع طرح برامج جديدة تدعم محدودى الدخل ووضع آليات محكمة لضبط السوق والقضاء على الفوضى والعشوائية والتى صنعها تجار الأزمات ..من الطبيعى أن تحدث أزمة عملات أجنبية مثلما حدثت فى الكثير من دول العالم لأن موارد الدولة المصرية محدودة واعتقد أننا نتحرك حالياً فى المسار الصحيح لتوفير العملة من خلال زيادة الإنتاج والبحث عن أسواق جديدة لاستيعاب كم أكبر من الصادرات المصرية وطرح مبادرات إيجابية لجذب أموال المصريين العاملين بالخارج ..قوة الاقتصاد المصرى نتجت عن العديد من المشروعات التى تم تنفيذها بالفعل سواء فى المدن الجديدة أو المشروعات الزراعية ومشروعات الكهرباء والبترول والشبكة القومية للطرق وكلها مشروعات تكلفت المليارات ولكنها أضافت قيمة حقيقية للاقتصاد المصرى ..لو كنا نبحث عن تعديل المسار فعلينا أن نركز على جذب المزيد من الاستثمارات الداخلية والخارجية وهنا يجب أن تكون لدينا المرونة الكافية للتفاعل مع المتغيرات بجانب تشجيع إقامة المصانع لزيادة الإنتاج وتوفير فرص العمل وبطبيعة الحال ستوفر جزءاً من الإنتاج للتصدير ..اعتقد أن الاقتصاد المصرى سيشهد استقراراً فى العام الجديد بعد أن نجحنا فى التعامل مع الأزمة وأرى أن الحكومة ستصبح أكثر مرونة وستتخذ إجراءات تساعد على تحفيز المستثمرين والمنتجين للعمل داخل السوق بضمانات تشجيعية تضمن استمرار دوران عجلة الإنتاج وخاصة فى المصانع المغلقة والتى لا تحتاج إلى جهد كبير لتدخل منظومة الإنتاج ..لو كان العالم سيتغير بعد الحرب الروسية - الأوكرانية فعلينا نحن أن نتغير لنساير المتغيرات العالمية ..حان الوقت لتعديل ثقافة العمل والإنتاج والتسويق وأيضا الاستهلاك ..اكتشفنا خلال الأزمة أن الشعوب التى تعمل كثيراً وبجد وإخلاص كانت أقل تأثراً بالأزمة ..علينا أن نقف بجانب القيادة السياسية لاستكمال خطة التنمية التى جعلتنا نصمد فى وجه الإعصار ..وعلينا أن نعترف أننا أنجزنا فى سنوات قليلة ما لم يتم إنجازه فى عشرات السنين ..الاعتماد على النفس أفضل طريق للإصلاح.. وتعديل المسار الاقتصادى لم ولن يتحقق بالنظريات ولكنه سيتحقق بالعمل والإنتاج وتهيئة المناخ المناسب لجذب الاستثمارات ..دعونا نتفاءل بالعام الجديد وننظر إلى ما تحقق على أرض مصر على إنه إعجاز تحقق بتكاتف الجميع والوقوف بقوة خلف الدولة المصرية ..الجمهورية الجديدة ستحقق الحياة الكريمة للشعب وعلينا أن نثق فى أنفسنا بأننا قادرون على تحدى الصعاب.. وتحيا مصر