الأربعاء، 04 يناير 2023 - 11:43 م

قبل حلول ليل الشتاء، يبدأ العديد من أبناء الصعيد، خاصة كبار السن والشباب أيضا، في البحث عن أدوات التدفئة التقليدية، والتي تكون عبارة عن خشب وقش القصب و«الكعروب».

 ويتجمع الأهل والأقارب حول النيران، مع تناول الشاي المصنوع على نيران خشب التدفئة، يتذكرون الذكريات الجميلة، ويعملون على حل المشاكل العائلية، في جلسات تشبه الجلسات العرفية. 

«كل واحد يجيب دفاه معاه»، هذه المقولة التي ما زالت عالقة في أذهان الكبار، ويتداولها الشباب، حين يجتمعون للتدفئة، والتي تلزم الحضور بأن يحضروا أدوات تدفئنهم معهم، من الخشب أو القش و«الكعروب» وهو جزء يتبقى من بوص الذرة أو القصب بعد جمعه وكسره، ثم يتبادلون السخرية والهزار فيما بينهم، سواء في أماكن مفتوحة في الشوارع والطرقات، أو ساحات داخل المنازل، أو ربما في المنادر والأماكن المغلقة.

يحضر الشباب «جروانة» ويتم وضع رمال بداخلها،  ثم الخشب وإشعال النيران فيه، ويتم وضع «كنكة» على الخشب، لعمل شاي، يتناوله جميع الحضور الذين يلتفون حول حلقة التدفئة.

«كفاية اللمة الحلوة»، بهذه الكلمات عبر أحمد عبد المنصف، مزارع، عن سعادته، بتجمع عدد من الشباب أول الأهل والأقارب،  حول النيران،  يجلسون سويا، يلهون ويفرحون،  ويحلون مشاكلهم إن وجدت، ويفكرون في مستقبلهم، يجتمعون حول مكان واحد، للتدفئة، ويتبادلون الحديث، ويحتسون الشاي، المفضل لهم، والمصنوع على نيران التدفئة، والذي يعد " ألذ وأطعم من أي شاي تشربه في حياتك".

حكايات| ختمها السلكاوي «تمايل وسلاح أبيض».. مواقف أضاعت هيبة المقرئين

ويوضح محمد الصعيدي، 70 عاما، قائلاً: «ياه على الأيام الحلوة اللي كنا نقعد فيها مع بعض ونجيب الخشب والقش والشاي، كانت أيام كلها فرحة وسعادة.. كانت أبسط الحاجات تدفينا وأقل حاجة تفرحنا خاصة اللمة الحلوة اللي كنا نحل فيها مشاكلنا ونتكلم عن حياتنا بحلوها ومرها.. كلنا كنا بنفرح ولحد دلوقتي إحنا زي ما احنا بنقعد ونتدفى.. بندفي بعض بشوية خشب أو قش أو كعروب كل واحد بيجيب دفاه معاه كنوع من المشاركة»

ويشير وليد علي، مزارع، إلى أن الصعايدة ما زالوا يحرصون على عاداتهم وتقاليدهم بالرغم من التطور الذي نعيشه في كل شيء، وفي الشتاء يمارسون عاداتهم بالتجمع حول جلسات للتدفئة من البرد القارس، في ليالي ممتعه،  يتغلبون فيها على برودة الطقس، بالقش والخشب و«الكعروب» و«شوية شاي».