عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


عبدالقادر شهيب يكتب: نبوءة الست !

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 05 يناير 2023 - 06:03 م

هذه النبوءة تختلف عن الكم  الهائل من النبوءات الذى انهمر علينا مع حلول عامنا الجديد من قبل قراء الطالع الذين تتسابق محطات التليفزيون على استضافتهم سنويا.. فهى ليست من قبيل  التخمينات التى يقدمها لنا قراء الطالع، وإنما هى قراءة لحركة الاقتصاد العالمى من خلال تتبع مسار أهم وأكبر ثلاث اقتصاديات فى عالمنا .. أما الست فهى السيدةَ كريستالينا جورجيفا مديرة صندوق النقد الدولى، الذى لا يتابع فقط حركة اقتصاديات الدول وإنما يؤثر فى مسارها وحركتها  أيضا .. وتقول النبوءة إن حال الاقتصاد العالمى سيكون أصعب فى عامنا الجديد عما كان عليه العام الذى ودعناه قبل بضعة أيام مضت آملين أن يكون حمل معه وهو يرحل متاعبنا الاقتصادية. 

واستندت سيدة الصندوق فى نبوءتها المزعجة هذه إلى ما تتعرض  له أهم وأكبر ثلاث اقتصادات فى العالم وهى الاقتصاد الامريكى والاقتصاد الصينى والاقتصاد الأوربى .. فالاقتصاد الامريكى سوف يعانى من تباطؤ النمو فى ظل استمرار الفيدرالى الامريكى انتهاج سياسة رفع أسعار الفائدة خلال العام الجديد، كما فعل فى العام الراحل على عكس ما كان متوقعا من قبل لجذب الأموال وهو ما سيحرم الأسواق الناشئة منها  .. والاقتصاد الصينى سوف يهبط معدل نموه هبوطا كبيرا جدا لأول مرة منذ عقود بسبب الهجوم الجديد الذى تتعرض له الصين من متحور جديد لفيروس كورونا دفعها للعودة لسياسة الإغلاق، وهذا الهبوط سوف يصيب بالارتباك سلاسل الإمداد العالمية بالسلع، نظرا لأن الصين مازالت تعتبر مصنع العالم والمصدر الرئيسى للعديد من السلع  .. أما الاقتصاد الأوروبى فقد بلغت معاناته من تداعيات الحرب الأوكرانية ذروتها بسبب الأزمات التى أصابت الطاقة والسلع الغذائية  والتى اندلعت بسببها مظاهرات فى فرنسا وبريطانيا وألمانيا أيضا .. وكل هذا سوف يؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي. 

والمثير أن سيدة الصندوق لا تنفرد وحدها بهذه النبوءة للاقتصاد العالمى فى العام الجديد، وإنما يشاركها فيها عدد لا بأس به من الخبراء الاقتصاديين فى العالم والمسؤولين عن إدارة الاقتصاد  فى دول عديدة، من بينهم وزير المالية المصرى الذى وصف العام الجديد بالقسوة بعد أن وصف العام السابق بالصعب!.. ومع ذلك يظل ممكنا تفادى الكثير من تداعيات تلك النبوءة بانتهاج السياسات الناجعة  اقتصاديا. والمهم التوفيق فى اختيارها. لأنها تختلف من بلد لآخر لاختلاف مرضه الاقتصادى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة