العالم الإنجليزى تنبأ باختراع الموبايل منذ عام ١٩٣٤
العالم الإنجليزى تنبأ باختراع الموبايل منذ عام ١٩٣٤


عالم بريطاني تخيل حياتنا حاليًا قبل 89 سنة!

آخر ساعة

الخميس، 05 يناير 2023 - 06:06 م

كتب: أحمد الجمَّال

يبدو أن تفكير البشر فى تطوُّر شكل الحياة على كوكب الأرض حلمٌ ظل يراودهم منذ زمن بعيد، وفى عام 1934 نشرت «آخرساعة» تقريرًا عن توقعات أحد العلماء الإنجليز بشأن ما ستكون عليه الحياة فى عام 1984، أى قبل نحو 39 سنة من الآن، ورغم أن ما توقعه لم يحدث فى ذلك العام، فإن الغريب أنه أصبح حقيقة واقعة فى زمننا الحالي، بفضل التكنولوجيا الحديثة التى تسيطر على حياتنا وبالصورة ذاتها التى تخيلها العالم البريطانى قبل 89 سنة، فقد أصبحنا نعيش زمن الموبايل والإنترنت ومهابط المروحيات فوق البنايات والقدرة على التحكم فى المناخ وغيرها.. التفاصيل نعيد نشرها فى السطور التالية:
 

صورة ضوئية من التقرير

نشر أحد العلماء الإنجليز مقالًا فى إحدى الصحف يتنبأ فيه بحالة العالم سنة 1984، وما ستكون عليه المخترعات إذ ذاك، وهو يقول إن من السهل التنبؤ بكل هذا إذا  استعمل الإنسان عقله وسبح مدة قصيرة فى عالم  الخيال!

ثم يقول إن تقدُّم العالم يُقاس بالسرعة وميل الإنسان إليها، ولهذا فإن إنسان المستقبل سيتمكن من قطع آلاف الأميال فى الساعة الواحدة بكل سهولة، وكذلك سيكون فى استطاعته التحكم فى المناخ، من حرارة ورياح ومطر، كما نتحكم نحن اليوم فى «حنفية» الماء فنفتحها ونقفلها متى شئنا.

أما الضباب فسيكون من مخلفات الماضي، وسيتمكن إنسان المستقبل من التغلب عليه. أما الطرقات فى المستقبل فسوف تعلق بها مصابيح هى عبارة عن الشمس الصناعية بقوة ضوئها الذى يحيل ظلام الليل نهاراً، وستوضع هذه المصابيح كذلك عند المنحنيات لمساعدة سائقى السيارات، وستنشأ مطارات «جوية» أى فوق  المنازل لتنزل عليها الطيارات.

اقرأ أيضًا | نهاية حقبة وبداية أخرى.. 2022 عام سقوط الشخصيات والحرب

وستكون محطات السكك الحديدية تحت الأرض، لأن السفر سيكون فى أنابيب داخلية، وسيصبح «التلفزيون» وهو الراديو المصوَّر عام الاستعمال كما هو الحال  فى الراديو اليوم.. أما مستقبل الراديو نفسه فعظيم جدًا، فبعد 50 عامًا سيكون فى وسع الآباء والأبناء والأصدقاء محادثة بعضهم البعض أثناء سيرهم فى الطرقات بواسطة الآلات الصغيرة التى يحملونها فى جيوبهم، بمعنى أنك تكلِّم زوجتك وهى فى  فراشها مثلًا، بينما أنت فى طريقك إلى محل عملك!

أما الضجيج الذى يزعجنا اليوم فيتمكن إنسان المستقبل من التغلب عليه بواسطة المدن التى ستُبنى بطريقة خاصة تحميها من الضجة وبواسطة الطرقات المصنوعة من المطاط.
وستشمل السرعة قوة الإنسان على التفكير كذلك، ولن يضحى إنسان المستقبل بوقته الثمين فى تناول الطعام بل سيقنع بتناول «حبوب» صغيرة تشمل كل ما يحتاج إليه جسمه من غذاء أثناء انتقاله من شرق الأرض إلى غربها فى دقائق معدودات سعيًا وراء أعماله ومصالحه!

وكذلك، اقتصادًا فى الوقت، سيعمد إنسان المستقبل إلى استعمال الكهرباء فى تدليك وتنظيف جسمه أثناء نومه، وسيحمل فى جيبه دائمًا منبهًا لاسلكيًا يُعرِّفه الزمن دون أن ينظر إليه.. وبمجرد استيقاظه من النوم يدير مفتاح آلة الراديو ليستمع إلى أخبار العالم، فإذا ما انتهى منها نظر فى آلة التلفزيون ليرى بعينيه حوادث العالم فى الجهة التى يريدها!

ويرتدى بعد هذا ملابسه، ولن تكون كملابسنا المنمقة، بل سيكون رداؤه قطعة واحدة تُدفأ بالكهرباء فى الشتاء فتحفظ حرارة الجسم وتمنع عن مرتديها البرد، ولن يخشى إنسان المستقبل فصل الشتاء كما نخشاه نحن اليوم وسيحاربه بطرق التدفئة الصناعية.

ثم يذهب بعد ذلك إلى مكتبه فى عربة تدار بالكهرباء وتُدفأ بالكهرباء كذلك، وفى طريقه إلى المكتب يحادث وكيله بالراديو ليعرف منه ما يهمه قبل وصوله.
ويهمنا الآن أن نعرف ما ستكون عليه الحياة عام 1984 من ناحية المرأة… وأول ما يقوله صاحبنا فى ذلك إنه سيكون من الميسور التحكم فى مسألة نوع الطفل وهل يكون ذكرًا أم أنثى قبل مولده! ولن تقوم زوجة المستقبل بطهى الطعام.. وهكذا  يُقضى على هذا الفن الجميل. وسيكون أثاث المنزل قليلًا جدًا.. ستُصنع غرف المنزل مستديرة حتى لا يبقى أى أثر للتراب فى الأركان، وسيحوى كل منزل عددًا من الخدم الميكانيكيين «الصناعيين».

ولهذا ستتفرغ المرأة فى المستقبل للأعمال والسياسة والتعليم حتى تصبح رسول التقدم حقا، ولاشك أننا سنُوفَّق إلى اختصار أحاديثنا فى المستقبل وسنوفق إلى لغة عامة نتحدث بها فى أى مكان وتكون هى «لغة الراديو»!
والآن… تُرى من منا يرضى بأن يعيش فى عالم سنة 1984؟
(«آخرساعة» 9 ديسمبر 1934)


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة