نشر الشائعات يؤدى إلى عدم الثقة بين الناس
نشر الشائعات يؤدى إلى عدم الثقة بين الناس


الشائعات جريمة ضد المجتمع.. وأصحابها «شهود زور»

نادية زين العابدين

الخميس، 05 يناير 2023 - 06:58 م

فى عالمنا المعاصر الذى يشهد تطورا فى وسائل الاتصال أصبحت الشائعات أكثر رواجا وأبلغ تأثيرا، وذلك لأن الصراع بين الحق والباطل مستمر حتى يرث الله الأرض ومن عليها لا يفتر ابدا فى استخدام كل وسيلة تعوق الحق عن مواصلة طريقه؛ ليغير صدور الناس تجاه بعضهم البعض ويزعزع إيمانهم وأمن أوطانهم .

وعن هذا يحدثنا الشيخ منصور عبيد الرفاعى من علماء الأزهر فيقول: الشائعة سلاح خطير يفتك بالأمة ويفرق أهلها وتؤدى إلى عدم الثقة بين الناس يطلقها إنسان جاهل حقود فيفبرك كلاما وينشره على أنه حقيقة فهذا عدو لله وعدو لبلده وعميل لمجتمع آخر لأن الغرض من كلامه هدم الكيان الاجتماعى لبلده وتفكيك الأمة فيصبح الناس متنازعين حول الحقيقة التى يقدمها المسئولون وبين ما سمعوه .

وأقول إن الشائعات تكثر وتنتشر وقت الأزمات وكلنا يعلم الآن ما تمر به جميع البلاد من أزمات اجتماعية واقتصادية شديدة وحروب هنا وهناك وتضارب فى الأقوال، فيظهر الخفافيش وينسبون كلاما إلى المسئولين ويبدأ العوام تصديقهم لعدم الوعى لدى البعض ولعدم معرفتهم بأن هذه شائعة فيتمسك بها أعداء الوطن ،خاصة عندما لا يقوم المسئولون بالرد عليها وإبراز الحقائق وأيضا يتجاهل الرد عليها من وسائل الإعلام .

اقرأ أيضًَا | الشيخ منصور الرفاعى عبيد: المواظبة على الطاعات بعد رمضان علامة على قبول العبادات

ويضيف : الإسلام حرم إشاعة أسرار المسلمين الداخلية مما يمس أمنهم واستقرارهم حتى لا يعلم أعداء الوطن نقاط الضعف فيستغلونها والشائعة تنزل منزلة شهادة الزور لأن شاهد الزور يغير الحقائق وشاهد الزور فى الإسلام كعابد الصنم فكأن من يؤلف الشائعة وينشرها بين الناس كعابد الصنم وقد قال الله تعالى فى كتابه الكريم:« فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور»
فواجب علينا أن نتعلم كيف نحمى أوطاننا من الشائعات لأننا نريد أن نبنى البلاد والذين يطلقونها هم الطابور الخامس وقد سماهم القرآن المعوقين لأنهم يعوقون مسيرة الحياة والعمل البناء والتعمير ويطمسونه وقد أمر الله بالضرب بيد من حديد عليهم إذا عرفوا وإذا لم يعرفوا فنذكرهم بقول الله سبحانه وتعالي:

«إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة» وقد أتى القرآن بنموذج لهم فى حادثة الإفك فتكلم المبطلون بكلام لا يليق بالسيدة عائشة فقال سبحانه وتعالى :«إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم».

ويوضح أن الإسلام قدم علاجا للشائعات فقد عدها سلوكا منافيا للأخلاق والمثل العليا فحذر من الوقوع فى الغيبة والنميمة والكذب وأمر بحفظ اللسان وأبان خطورة الكلمة وأن على المسلم أن يقدم حسن الظن عن أخيه قال تعالى:« لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين». وحث أيضا على التثبت والتبين فى نقل الأخبار ويجب أن نعلم أن كل إنسان مسئول ومحاسب على كل صغير وجليل قال تعالى:» ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد «.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة