فينسيوس جونيور
فينسيوس جونيور


حالة طوارئ بسبب «العنصرية» في الدوريات الكبرى.. و«إنفانتينو» يلجأ للمحاكم

محمد أنور

الخميس، 05 يناير 2023 - 11:54 م

شهدت أبرز المباريات في ملاعب الدوريات الأوروبية الكبرى، عودة تفشي ظاهرة الإهانات العنصرية ضد لاعبي كرة القدم من أصحاب البشرة السمراء، بعد انتهاء فترة التوقف بسبب بطولة كأس العالم "مونديال قطر 2022".

ودائما ما تشكل ظاهرة العنصرية تهديدًا مباشرًا للدوريات الأوروبية، لاسيما مع تخاذل هيئات الكرة الدولية في مواجهة الظاهرة المستفحلة.

وجاءت أبرز حوادث العنصرية المتزايدة، خلال الموسم الكروي الحالي خاصة في إسبانيا وإيطاليا، شملت تقليد أصوات "القردة" على المدرجات كممارسة عنصرية ضد اللاعبين من أصول إفريقية.

( رقص فينسيوس )

لا يزال الدولي البرازيلي فينسيوس جونيور، نجم ريال مدريد، محل جدل كبير، بعد أن تلقى مؤخرًا هتافات عنصرية حادة، خلال مواجهة بلد الوليد بالجولة الـ 15 من بطولة الدوري الإسباني "الليجا".

ونشر فينيسيوس صورته من المباراة مع أحد صبية الملاعب، على حسابه بشبكة "إنستجرام"، وكتب عليها: "يستمر العنصريون في الذهاب إلى الملاعب ومشاهدة أكبر ناد في العالم عن قرب، بينما رابطة الليجا تستمر في عدم فعل أي شيء!".

وأضاف النجم البرازيلي: "سأستمر في الاحتفال بانتصاراتي وانتصارات ريال مدريد برأس مرفوعة.. في النهاية.. هذا خطأي".

واعترف نادي بلد الوليد، بالسلوك العنصري لعدد من مشجعيه ضد البرازيلي فينيسيوس جونيور.

وأكد فينيسيوس عبر حسابه بشبكة تويتر: "العنصريون يواصلون التوجه إلى الملاعب ويشاهدون عن قرب أكبر ناد في العالم، والليجا لا تفعل شيئا".

وقال بلد الوليد، في بيان رسمي: "النادي يدين تماما أي شكل من أشكال العنصرية، ويأسف جدا لما حدث".

وأضاف: "نحن بالطبع على استعداد للتعاون مع رابطة الليجا لإجراء التحقيقات ذات الصلة، ونحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات تأديبية في حالة اكتشاف المتورطين في الواقعة".

وواصل: "لا توجد مساحة للعنصرية في كرة القدم والمجتمع، لهذا السبب فإن بلد الوليد مصمم على تنفيذ المزيد والمزيد من التدابير لزيادة الوعي وتجنب ومكافحة أي تصرف مماثل".

وختم: "هذه الحوادث الفردية لا تمثل الغالبية العظمى من مشجعي بلد الوليد.. إنهم محترمون دائما، وشاركوا أمام ريال مدريد في تقديم عرض جميل من المدرجات".

ليوجه فينيسيوس جونيور انتقادات واسعة لرابطة الليجا، لعدم تحركها ضد الإهانات العنصرية.

وفي استجابة عاجلة نددت رابطة الليجا الإسبانية بقوة أمام اللجنة الوطنية لمواجهة العنف والنيابة العامة بالإهانات التي وجهت ضد فينيسيوس.

وستزيد رابطة الليجا بشدة من جهودها المستمرة للقضاء على العنف والعنصرية وكراهية الأجانب داخل الملاعب وخارجها".

واختتمت "تواصل الليجا، العمل مع الأندية واللاعبين والسلطات وجميع الأطراف المشاركة في الرياضة لضمان عدم وجود مكان للسلوك العنيف أو العنصري في كرة القدم".

وأعرب الظاهرة البرازيلية رونالدو نازاريو، رئيس نادي بلد الوليد، رفضه للإهانات العنصرية التي تلقاها مواطنه فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد، خلال المواجهة التي انتهت بفوز الريال بهدفين دون مقابل.

ونشر رونالدو، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "مؤسف، مخز، غير مقبول. إن العنصرية وكراهية الأجانب لا يمثلوننا، كل الدعم والاحترام والمودة لفينيسيوس جونيور".

وأضاف: "ريال بلد الوليد متاح للتعاون في التحقيق حتى نتخلص من هؤلاء خارج النادي، ولن نسمح بإهانات عنصرية في نادينا لأن جماهيرنا ليسوا كذلك وهؤلاء الناس لا يمثلوننا".

فيما أكد الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، أن البرازيلي فينيسيوس جونيور يعاني من أفعال عنصرية لا ينبغي السماح بها، واعتبر أن مسؤولية ذلك لا تتحملها رابطة الدوري الإسباني (لا ليجا) وأي جهة يمكن أن تصدر عقوبات على هذه الإهانات، مؤكدا أن "المشكلة" أعمق وتعود جذورها إلى "المجتمع".

وصرح المدرب في مؤتمر صحفي بأن "الأمر واضح تمامًا، لا يمكنني التحدث عن موضوع لا يجب بالنسبة لي أن يكون موجودا مثل العنصرية وكراهية الأجانب. إنه أمر واضح تماما ونحن مخطئون في تطبيقه على فينيسيوس لأنها مشكلة تعود للمجتمع ولا ينبغي أن توجد. لا يجب أن يكون هناك أي تسامح مع هذه المسألة".

واعتبر أنشيلوتي أن الجهود المبذولة من جانب (لا ليجا) من خلال عقوبات قاسية مقابل الإهانات العنصرية بالإضافة إلى الإجراءات الأخرى، تبقى غير كافية في مواجهة مشكلة تعود جذورها إلى التربية في المجتمع.

وأضاف: "لا يجب أن تكون مشكلة تتعلق بالليجا والعقوبات، إنها مشكلة عامة وثقافية لمجتمع بالنسبة لي شخصيا لا يحصل على التربية التي ينبغي أن يحصل عليها وهذا ما في الأمر. لن أركز على هذه القضية المهمة فيما يتعلق بفينيسيوس أو الليجا أو العقوبات، علينا التركيز على شيء أكبر. قضية العنصرية خطيرة للغاية، تماما مثل كراهية الأجانب ".

( بكاء أومتيتي ) 

وتعرض الدولي الدولي الفرنسي صامويل أومتيتي مدافع فريق ليتشي الإيطالي، لهتافات عنصرية حادة خلال فوز فريقه على لاتسيو بنتيجة 2-1 في الدوري الإيطالي، بعد أن توقفت المباراة، لينهار صامويل أومتيتي في البكاء.

وتلقى أومتيتي دعما معنويا في أزمته الأخيرة، من منتخب فرنسا.

وكتب الحساب الرسمي لمنتخب فرنسا على تويتر "كامل الدعم لصامويل أومتيتي وزميله لاميك باندا، ضحايا الهتافات العنصرية في مباراة ليتشي ضد لاتسيو في الدوري الإيطالي".

وأضاف حساب الديوك "كلنا معك يا أومتيتي".

ويلعب صامويل أومتيتي بصفوف ليتشي، معارا من برشلونة حتى نهاية الموسم الجاري.

من جانبه، كشف رئيس ليتشي عبر صحيفة لاجازيتا ديلو سبورت "عندما أوقف الحكم المباراة، بانتظار أن يدعو المذيع الداخلي للملعب إلى إنهاء الهتافات العنصرية، طلب أومتيتي من الحكم أن يستأنف اللعب".

وأوضح رئيس النادي الإيطالي "لقد أراد أومتيتي، الرد على الإهانات التي تلقاها بأداء قوي في أرض الملعب، لقد تصرف كبطل حقيقي".

وقدم نادي برشلونة دعمه للاعبه الفرنسي، صامويل أومتيتي، المعار إلى ليتشي الإيطالي.

وكتب النادي الكتالوني، عبر حسابه على "تويتر": برشلونة يدعم صامويل أومتيتي بشكل كامل، ويقف بحزم ضد كل أشكال التعصب والعنف والكراهية والعنصرية".

جدير بالذكر أن القاضي الرياضي الإيطالي، قرر معاقبة لاتسيو بإغلاق جزء من مدرجاته، خلال مباراته القادمة أمام إمبولي، ضمن الجولة ال17 من الدوري الإيطالي، والمقررة الأحد القادم على ملعب الأولمبيكو في العاصمة روما.

وكان أومتيتي لاعبا أساسيا في دفاع البارسا، قبل أن تلاحقه الإصابات التي أدت لتراجع مستواه، قبل رحيله عن الفريق معارا.

وأعلنت لجنة الانضباط في الدوري الإيطالي اليوم الخميس، العقوبة الموقعة على لاتسيو بسبب الهتافات العنصرية من بعض جماهيره ضد ثنائي ليتشي صامويل أومتيتي ولاميك باندا.

( موقف رئيس الفيفا إنفانتينو )

ودعا جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، للتضامن مع ثنائي فريق ليتشي صامويل أومتيتي ولاميك باندا.

وأدان المسؤول السويسري، الإساءات العنصرية التي تعرض لها الثنائي أثناء مواجهة لاتسيو في مباراة بالدوري الإيطالي، أمس الأربعاء.

ونشر إنفانتينو على إنستجرام رسالة قال فيا: "تضامنا مع صامويل أومتيتي ولاميد باندا – دعونا نصر بصوت عال وواضح لا للعنصرية".

وأضاف: "أتمنى أن تقف الغالبية العظمى من المشجعين الطيبين، لإسكات كل العنصريين مرة واحدة إلى الأبد".

وأكد : أن مسؤولية ظاهرة العنصرية لا تتحملها رابطة الدوريات فقط، حيث أن أي جهة يمكن أن تصدر عقوبات على هذه الإهانات وبقوة أمام محاكمات اللجان الوطنية لمواجهة العنف والنيابة العامة.

وقال سافيريو ستيتشي دامياني، رئيس ليتشي، في تصريحات نشرتها "لا جازيتا ديلو سبورت": "عندما أوقف الحكم المباراة، انتظارا لقيام المذيع الداخلي للملعب بالنداء لوقف الهتافات العنصرية، طلب أومتيتي استئناف المباراة، لأنه أراد أن يرد في الملعب على الإهانات التي تلقاها. تصرف كبطل حقيقي".

وأضاف: "كان من الرائع رؤية جماهيرنا تهتف باسم أومتيتي. ويطغون على الهتافات العنصرية. كان ردا متحضرا وذكيا".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة