صورة موضوعية
صورة موضوعية


جمال فرويز: يعادل خطورة الكوكايين.. وينتج عن الفراغ العاطفى

بعد أن سرقت عقول الكبار قبل الصغار.. إدمان منصات التواصل الاجتماعي إلى أين؟

ريم الزاهد

الإثنين، 09 يناير 2023 - 08:55 م

باتت المجتمعات فى محاربة إدمان المخدرات بأنواعها من الكوكايين والهيروين والحشيش وغيرها من الأنواع التى تدمر العقل لسنوات طويلة مضت وحتى الآن، ولكن أصبحت على ساحة الإدمان أنواع أخرى وأخطرها إدمان الشاشات أى مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا، التى قامت بحبس الأشخاص بمختلف أعمارهم خلف الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، حيث أصبح هناك 4.65 مليار شخص أى بنسبة 58.7 % من إجمالى سكان العالم، وأن 9 من أصل 10 من هؤلاء المستخدمين يدخلون إلى هذه المواقع من خلال أجهزة الهاتف المحمول وأطلق عليهم مدمنو السوشيال ميديا. 

فعلى سبيل المثال وليس الحصر أفادت الجمعية الأمريكية لطب الإدمان بأن 43٪ من الأمريكيين يتفقدون وسائل التواصل الاجتماعى باستمرار، وصرح 20٪ منهم بأن وسائل التواصل الاجتماعى أصبحت مصدر توتر بالنسبة إليهم ,بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدى التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعى إلى تحفيز استجابة الدوبامين فى الدماغ، على غرار تلك الناتجة عن تعاطى المخدرات أو الكحول، ما يشجع على طلب المزيد وصولاً للإدمان الحقيقي.

كما حذر المركز الوطنى لتعزيز الصحة النفسية من الإدمان الرقمى مؤكداً أن إدمان منصات التواصل الاجتماعى يعادل إدمان الكوكايين، مشيراً إلى أن هذا النوع من الإدمان يزيد من مشاعر الوحدة والقلق والاكتئاب ,مؤكداً أن إدمان مواقع التواصل الاجتماعى يعوق أداء الدماغ الطبيعى بشكل ملحوظ ويمكن أن يؤدى أيضاً إلى صدمة غير مباشرة وأعراض تشبه اضطراب ما بعد الصدمة مما ينعكس بشكل سلبى على سلامة الصحة النفسية. 

اقرأ أيضًا | مسلسل في كل أسبوع حكاية.. «روليت» تتصدر ترندات السوشيال ميديا

لم يقتصر إدمان السوشيال ميديا على المراهقين فقط، ولكنه طال جميع الفئات العمرية بداية من الطفل أقل من ٥ سنوات إلى سن اليأس والمعاشات، ولكل عمر أسبابه فى إدمان هذه المنصات والذى أوضحها الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى قائلاً:« إن  إدمان السوشيال ميديا جاء بسبب الفراغ فى الوقت والفراغ العاطفى أيضا، فقد أصبح كل شخص يبحث وراء الشاشات عن الشيء الذى يشبع رغباته دون تكلفة، والحل لهذه المشكلة فى يد الدولة فلابد من توفير فرص عمل للاستفادة من طاقة الشباب المهدرة على منصات التواصل الاجتماعى والفيديوهات القصيرة التى استحوذت على عقول الكبار والصغار لقلة وقتها ,حيث إنها لم تتعد الدقيقة فلا يشعر المتفرج بالملل منها ولكن على العكس يزيد من تفاعله معها.

وأضاف «فرويز» أما عن المراهقين فلابد من وضع رقابة صارمة من قبل العائلة وإبعادهم عن السوشيال ميديا أكبر وقت ممكن لأنها مرحلة الخطر ولا يمكن السيطرة عليهم فيها، أما عن الأطفال من عمر أقل ٥ سنوات فلابد من توفير مكان آمن لهم فى المنزل للعب فيه وتركيز الأم معه وشغل وقته بألعاب تنمية المهارات وعدم الاستسهال فى تقديم الهاتف المحمول لكى تقضى طلبات منزلها على حساب تدمير عقل طفلها. 

وأشار «جمال» إلى الكارثة الكبرى وهى إدمان السوشيال ميديا لدى الأزواج نتيجة الفراغ العاطفى الذى يشعر به أحد الأطراف، فقد تتسبب هذه اللعنة فى زيادة نسب الطلاق حيث إن كل شخص يتمسك بهاتفه المحمول ولا ينظر لشريكه وهذا يعمل على زيادة الفتور العاطفى بين الطرفين لقلة التواصل بينهما، كما يؤدى إلى سهولة الخيانة الزوجية أيضا لأن كل شخص يرتدى قناع غير شخصيته الحقيقية يتعامل به خلف الهاتف المحمول ومن هنا تبدأ الكارثة فتور وفراغ عاطفى يؤدى إلى الخيانة والطلاق، مؤكداً أن عالم السوشيال ميديا هو عالم افتراضى يحاول الأشخاص جميعهم الظهور بالطرق المثالية، سواء كانت الدينية أو الأخلاقية أو السلوكية أو الشكلية.. كما حذر «فرويز» من النصائح التى تأتى من جروبات السوشيال ميديا، حيث إنها تعد معلومات خاطئة سواء كانت سياسية أو رياضية أو طبية، لافتاً إلى أن أكثرها خطورة وتعتبر كارثية هى الطبية، معقباً: «فيه أساليب وعلاجات وهمية الناس بتصدقها ودا يتسبب بكوارث عديدة». وأشار إلى أن ما يتأثر بمواقع التواصل الاجتماعى الآن ليست فئة المراهقة فقط، بل جميع الفئات العمرية، منها سن الـ55 أو الـ60 عاماً.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة