ذكرى ميلاد حبيب الملايين الزعيم الخالد جمال عبد الناصر
ذكرى ميلاد حبيب الملايين الزعيم الخالد جمال عبد الناصر


الشمعة 105 للزعيم الساكن فى قلوب الملايين

كيف كانت أحوال «السلطنة» يوم ميلاد جمال عبد الناصر؟

الأخبار

الأربعاء، 11 يناير 2023 - 07:11 م

عندما نضيء الشمعة 105 فى ذكرى ميلاد حبيب الملايين الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، فمن المهم أن نقلب فى دفتر أحوال الظرف التاريخى والأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى كانت عليها السلطنة المصرية قبل وقت ميلاد جمال عبد الناصر فى 15 يناير 1918 فى البيت رقم 18 بشارع قنوات بحى باكوس الشعبى بالإسكندرية، وهو الابن الأكبر لعبد الناصر حسين الذى حصل على قدر من التعليم فعمل موظفا بمصلحة البريد بالإسكندرية، وكان مرتبه يكفى بصعوبة متطلبات الحياة لأسرة تضم: الزوجة وأربعة من الأبناء بجانب جمال هم: «شوقى - الليثى - عز العرب - وحسين».

نعود إلى التاسع من أكتوبر 1917 عندما توفى السلطان كامل حسين، واعتذر نجله كمال الدين حسين عن ارتقاء العرش الذى ذهب إلى الأمير أحمد فؤاد الأول الذى أصبح سلطانا على مصر برغبة من السلطات البريطانية، عهد السلطان أحمد فؤاد لحسين رشدى باشا بتأليف الوزارة فى 10 أكتوبر1917 قبل أن يولد جمال بشهرين وضمت فى عضويتها: «إبراهيم باشا فتحى وزيرا للأوقاف، أحمد زيور باشا وزيرا للحربية والبحرية، أحمد حلمى باشا وزيرا للزراعة، إسماعيل سرى باشا وزيرا للأشغال العمومية، حسين رشدى باشا وزيرا للداخلية، عبد الخالق ثروت باشا وزيرا للحقانية «العدل»، عدلى يكن باشا وزيرا للمعارف العمومية، يوسف باشا وهبة وزيرا للمالية»، استقالت الوزارة بعد شهرين وأعيد تشكيلها برئاسة أحمد زيور باشا، وتولى رئيس الوزراء السابق حسين رشدى باشا وزارة الداخلية وظل باقى الوزراء فى مناصبهم.
ولد جمال عبد الناصر فى ظل هذه الوزارة وأجواء الحرب العالمية الأولى التى انتهت فى 11 نوفمبر 1918 عقب ولادته بعشرة شهور إلا أربعة أيام، وطغى على الاقتصاد فى هذه الأجواء ازدياد النفوذ الأجنبى فى البنوك والمصانع والمتاجر، وهبط سعر القطن هبوطًا جسيمًا إلى ما يعادل 1٫60 جنيه مصرى بعد أن كان سعره 4 جنيهات قبل الحرب، ورفضت البنوك التسليف بضمان القطن، وبدأت البنوك العقارية فى المطالبة بأقساطها المتأخرة، وأضطرت الحكومة إلى استعمال القسوة فى فرض وجمع الضرائب، مما دفع الكثيرين إلى بيع أقطانهم بأدنى سعر «1٫20 جنيه»، وبيع المصوغات والماشية والاستدانة من المرابين لسداد بقية الأقساط المطلوب سدادها، وسُمِح للبنك الأهلى بإرسال رصيده من الذهب إلى لندن وإعفاء الأوراق النقدية من غطاء الذهب، ولامتصاص غضب الناس منحت الحكومة علاوة للموظفين لمواجهة الغلاء فى الوقت الذى رفعت فيه أجور النقل بالسكك الحديدية ليصل مقدار الزيادة لـ 100%، وألغت الحكومة عقود التصدير وحصرتها فى عدد من الشركات الأجنبية، وفى عام 1918 الذى وُلد به جمال عبد الناصر بلغت خسارة مصر من القطن 32 مليون جنيه!!
جاء الطفل جمال عبد الناصر للدنيا وهو لا يدرك بعد الغليان الذى ساد خلال عامى 1918 و1919 وشمل الموظفين والفلاحين والأعيان والمفكرين والقوى المناهضة للاحتلال بعد أن صرفت مصر من خزينتها «3.5» مليون جنيه إسترلينى لمصلحة بريطانيا منذ بداية الحرب العالمية الأولى، فى هذا المناخ المشتعل وُلد جمال عبد الناصر فى حى «باكوس» بالإسكندرية الذى كانت تسكن به جاليات أرمينية ويونانية، ويقول البعض إن تسميته ترجع إلى «باخوس» إله الخمر عند الإغريق والرومان، ويقول آخرون إن محطة «باكوس» و«شوتس» تنسبان إلى الشخصين اللذين قاما بمد شريط ترام الإسكندرية من محطة الرمل والأزاريطة ليصل فى نهايته إلى كلية فيكتوريا، وقد تغيرت ملامح الحى عما كان عليه وقت ميلاد جمال عبد الناصر، فقد اختفت القصور وأقيمت محلها عمارات متعددة الطوابق وبقى فى الحى بعض من المبانى التى عاصرها جمال فى طفولته ومنها: مدرسة عبد العزيز جاويش، والبيت الذى وُلد به وأصبح حاليا «متحف الزعيم جمال عبد الناصر»، من الصعب أن نروى كل مراحل حياة الزعيم المحب المخلص لوطنه، الذى جاء فى مرحلة تاريخية تغيرت ملامحها تماما بما اتخذه من قرارات ثورية أصاب فى بعضها ولم يوفق فى بعضها بسبب تربص القوى الاستعمارية والرجعية بما تحققه مصر من تصنيع ونمو فى عهده، وكان لابد من ضرب تجربته، لكن يبقى منه ما أنجزه من مشاريع على الأرض، وتأميمه لقناة السويس، وبناء السد العالى الذى وضع حجر أساسه ٩ يناير ١٩٦٠، وتشييد أكثر من قلعة صناعية، ومشاركته فى تأسيس حركة عدم الانحياز، ومساندته لكل حركات التحرر فى أفريقيا والوطن العربى.
«كنوز»

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة