صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


مدمن المخدرات ذبح أمه بسبب 200 جنيه

أخبار الحوادث

الخميس، 12 يناير 2023 - 08:35 م

كتبت: منى ربيع

تحملت الصعاب من أجل تربيته بعد وفاة والده، تنازلت عن متع الحياة حتى توفر له السعادة وجميع ما يحتاجه، عملت خادمة في البيوت وعاملة في المحلات حتى لا تجعله يحتاج لأحد، ورفضت الزواج رغم صغر عمرها حتى تكرس حياتها له، لكن الابن الوحيد الجاحد نسى كل هذا وارتمى في احضان اصدقاء السوء، وأدمن المخدرات وفي لحظة تجرد من كل معانى الانسانية أزهق روحها بطريقة بشعة من اجل 200 جنيه.

مات والده وهو في العاشرة من عمره، لم يكن من ذوى الأملاك، كان من أسرة فقيرة، فوالده كان يعمل نجارًا يكسب قوت يومه بالكاد.

ترك زوجته وابنه في حالة يرثى لها، لم يكن له معاش او شيء يساعدهما على استكمال حياتهما دون اللجوء لأي شخص.

لم تيأس الأم وفي لحظة قررت أن تتحمل المسئولية وتكون الام والأب معا، حتى تربي ابنها الوحيد دون أن تحتاج لأحد، وبدأت تبحث عن عمل حتى تستطيع تربية ابنها، وعلى مدار سنوات عملت في كل شيء متاح امامها، عاملة في المصانع والحضانات، وكذلك خادمة في البيوت.

اقرأ أيضًا | بسبب كلام الناس.. تجديد حبس شاب ذبح أمه بالمقطم

سنوات طويلة تشقى من اجل ابنها وتعليمه، كانت دائما تحلم أن يكبر ويعمل بشهادته ويحمل عنها متاعب الحياة وأن يعوضها عن سنوات الشقاء والبؤس.


مرت السنون وانهى الابن تعليمه وحصل على دبلوم تجارة، هنا شعرت الأم بأنها أكملت رسالتها في الحياة، وبدأ الابن في رحلة البحث عن عمل، لكنه كان يرى الراتب الذى سيحصل عليه اقل من احتياجاته.

الام لم تيأس واخذت تحثه على العمل بأي مهنة، وان ربنا دائما يبارك في الرزق الحلال، لكنه لم يعجبه حديثها، وبدأ في التمرد عليها يطالبها ليلاً نهارًا بالمال وانه ليس اقل من زملائه، وانه لن يعيش طويلا في تلك البيئة الفقيرة.

ضاقت الأم من تصرفات ابنها، ولم تجد امامها سوى النزول للعمل ثانية بعدما فشلت معه في أن يجد عملا يرضى طموحاته.


وفي تلك الفترة ارتمى الابن في احضان اصدقاء السوء وعرف طريق الإدمان، سنوات اخرى الام تعمل والابن الجاحد يأخذ ما تكسبه لينفقه على مزاجه، تعبت الام المسكينة وقررت الوقوف امامه خاصة بعد ان بدأ يعاملها بمنتهى القسوة.

وفي احد الأيام انتفضت الام عليه عندما طالبها بأموال وقررت طرده من منزلها، وهي تصرخ فيه بأنه مجرد شيطان وليس ابنها الذى تعبت من أجله وربته.


وأخذت الأم تقول لمن حولها أن يعتبروا ان ابنها مات، اخذت الام تعمل وفي نفس الوقت تدعى بالهداية لابنها، لكن الشيطان كان قد سيطر على رأسه.

وفي أحد الأيام ذهب لأصدقائه يطلب منهم اموالا حتى يشترى ما يحتاجه من المخدرات لكنهم رفضوا إقراضه أي مال، هنا لم يجد امامه سوى العودة لأمه المسكينة ليأخذ منها ما يريد.

ذهب اليها بعد عودتها من عملها وبمجرد أن ظفر بها، اخذ يطلب منها الاموال التي معها، لكنها رفضت وطلبت منه أن يغادر منزلها فورا.


هنا بدأ الابن ينهرها واخذ يدفعها ارضًا، واستل سكينا من المطبخ وانهال عليها طعنًا في جميع انحاء جسدها ثم أخذ يبعثر محتويات الشقة وسرق قرطها الذهبي  و200 جنيه ثم فر هاربًا، ولجأ لأحد اصدقائه يطلب منه أن يشهد بأنه كان معه طوال اليوم.

وفي اليوم التالي اكتشف الجيران الجريمة وأبلغوا الشرطة، لتأتى مسرعة ويتم إخطار النيابة العامة والتي حضرت لمعاينة الجثة ومكان الحادث وامرت بسرعة تحريات المباحث.

واثناء ذلك شهد احد الجيران أنه رأى ابنها وهو يصعد لزيارتها، كما شهد الجيران ان تلك السيدة وحيدة وليس لديها اقرباء، ليتم ضبط الابن وبسؤاله حاول إنكار الاتهام واخذ يبكى بدموع تماسيح على والدته المسنة التى ربته وكبرته.

واكد امام رجال المباحث انه كان لدى احد اصدقائه وقت وقوع الحادث وطلب سماع شهادته، لكن المفاجأة التى صدمته رفض صديقه الشهادة الزور واكد أن المتهم طلب منه أن يشهد زورًا انه كان لديه ولم يكن يعرف سبب ذلك لكنه صدم عندما عرف أنه قتل والدته.

تم إحالة المتهم للنيابة العامة، وهناك اعترف بجريمته كاملة لتقرر النيابة حبسه على ذمة التحقيقات وإحالته إلى محكمة الجنايات محبوسًا، وبعد عدة جلسات أصدرت قرارها برئاسة المستشار محمد عامر جادو بإحالة أوراقه للمفتى لأخذ رأيه في شأن إعدامه.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة