الخميس، 12 يناير 2023 - 09:57 م

 إحدى عناصر افلام الطفولة هو تجسيد دور الشر في صورة السيدة العجوز التي تركب عصا المكنسة، حتى أصبح ذلك المشهد هو أساس الشر في أذهان الكثير من الأطفال على مر العصور، ومع التقدم في السن تكتشف أنه مجرد تجسيد في خيال صانع الفيلم.

ولكن تلك السيدة ليست مجرد خيال في افلام الطفولة فقط ولكنه واقع يحضر في بداية كل عام في الاحتفال المحلي لبعض المدن الإيطالية بالعام الجديد، حيث ينتظر الاطفال في جميع أنحاء إيطاليا مع بداية كل عام " بنفانا" تلك السيدة العجوز التي تركب عصا المكنسة وتملأ الجوارب بالحلوى للأطفال اصحاب السلوك الجيد أو تملأهم بالفحم للأطفال المشاغبين وفقا لموقع اطلس.

ورغم اعتبار البعض هذا الاحتفال تحليلا لمسيرة الطفل على مدار العام وتصنيفه كونه طفل مشاغب أو صاحب سلوك جيد فإن اطفال بلدة جرادو الإيطالية لم يعترفوا بهذا الاحتفال واسسوا منذ عصور طويلة احتفال محلي خاص بهم مستوحى من فرقة غامضة من قراصنة القرن الـ 16 ليكون لهم نسختهم الدرامية والمخيفة للاحتفال بالعام الجديد بمحاربة سحرة البحر.

" فارفولي" هم اولئك السحرة الذين يأتون من البحر مع بداية كل عام في مدينة جرادو الإيطالية حيث يتجمع السكان لمحاربتهم ففي الأسابيع الأولى من شهر يناير ومع بداية العام يجتمع السكان المحليون في ميناء ماندراشيو ذلك المرفأ التاريخي لمدينة جرادو الساحلية استعدادا لبدء الحرب مع سحرة البحر.

فبعد دقائق من تجمع السكان وعبر مكبرات صوت الميناء يتم الإعلان عن قدوم سحرة البحر ومع دقات طبول الحرب يستعد الجميع لظهور 10 قوارب تجديف متجهة نحو الميناء وبمجرد ظهورهم تضيء أضواء المسرح لتكشف عن سكان يرتدون كالمخلوقات التي تشبه الأشباح على متن القوارب.

وبعدها يظهر " فارفولي" وينزل من القوارب وسط اصوات من مكبرات الصوت تبعث عن الحماس ويشق طريقه إلى شوارع جرادو ليبدأ الاطفال في الجري والصريخ لمطاردتهم حتى تبدأ المعركة الكبيرة التي تقودها النساء بارتداء فساتين تقليدية ومعلنين سلاحهم الأشهر الثوم لملاحقة سحرة البحر وبعد دقائق من القتال والرقص تتم هزيمة " فارفولي" ويعلن الانتصار على الشر.

ومع مرور الوقت تحول ذلك الاحتفال المحلي إلى عنصر جذب سياحي ليسافر الآلاف كل عام إلى جرادو لمشاهدة طقوس الاحتفال القديمة المستوحاة من هجمات القراصنة التاريخية والتي اعتمدها شعب أوسكوك الذين اشتهروا بمداهمة السفن الكبيرة من القوارب الصغيرة.