الجمعة، 13 يناير 2023 - 07:27 م

وسط زحام من الأعمال الدرامية الشتوية، والتى يغلب على سيناريوهاتها الترهل والمط والتطويل، وهنات فى الحبكات الدرامية وضعف فى السيناريو وغياب الفكرة الرئيسية لأغلب الأعمال، تأتى حكاية درامية مكونة من خمس حلقات فقط، تدخل روحك بلا استئذان وتجذبك لمتابعتها منذ المشهد الأول وهى حكاية «روليت» ضمن أحداث مسلسل «كل أسبوع حكاية»، تأليف مصطفى جمال هاشم وإخراج معتز حسام وقام ببطولتها نجلاء بدر ونضال الشافعى ومعهما إنجى شرف، دعاء حكم، أحمد يونس، أحمد باسم، ومنذ المشهد الأول جاءت الأحداث متسارعة ومشوقة تجبر المشاهد على المتابعة حيث انطلقت الأحداث بمشهد مثير يجمع مخرج السينما «محمود الوكيل» والذى يجسد دوره «نضال الشافعي»، وزوجته الممثلة «شيرين زاهر» وتلعب شخصيتها«نجلاء بدر»، حيث يجبرها على لعب لعبة الروليت الروسية الشهيرة، وهى وضع رصاصة فى مسدس وتحريك ساقيته، وكل شخص يضغط على الزناد مرة، وهنا يقرر «محمود» أن من لم تصبه الرصاصة سوف يتحدث عما يشعر به من مشاكل أو مواقف صعبة تجاه الآخر، فتتصاعد الأحداث بينهما لتكشف أن الزوجين بينهما خلافات شديدة وعلاقتهما الزوجية مهددة بالانهيار، ليحكى السيناريو من خلال مشاهد فلاش باك تم تنفيذها بمنتهى الاحترافية فلم يشعر بها المشاهد، لتكشف الأحداث عن وجود ماض فى علاقة الزوجين يهدد استكمال حياتهما سويا بعد قصة حب وزواج دام خمس سنوات، واعتقد أن الشخصيتين اللتين قدمهما «نضال ونجلاء» تمثلان مهنتهما الحقيقية، مما جعل الأمر ممتعاً بالنسبة لهم، أثناء الأداء بالإضافة إلى تمكن المؤلف من رسم الشخصيات بشكل واقعى وليس افتراضياً من خلال سيناريو نجح فى رسم الشخصيات بدقة شديدة وممتعة يلغب عليها طابع الإثارة والتشويق.

قدم «نضال الشافعي» شخصية المخرج السينمائي«محمود الوكيل» بإحساس صادق، متقمصا الشخصية لأبعد الحدود، يتنقل بسلاسة بين مشاهد الضعف والقوة والحب والتوتر، يجسد الشخصية بنبرة صوته وانفعالاته فينقل المشاهد من حالة لأخرى بمنتهى العبقرية، ويصل لقمة النضج فى الأداء فى مشهد المواجهة مع زوجته ولعب لعبة الروليت الروسية الشهيرة ليقدم مع نجلاء بدر أداء تمثيلياً يدرس فى معاهد التمثيل.

أما «نجلاء بدر» فهى فنانة مبهرة مع كل شخصية تقدمها، فجاء اداؤها فى الحكاية سلسا، فقدمت الشخصية ‬بصدق‭ ‬شديد،‭ ‬ومشاعر ‬حقيقية‭ ‬وأداء‭ ‬منضبط‭ ‬فى‭ ‬الأحاسيس‭ ‬والمشاعر‭ ‬جعلت‭ ‬الجمهور‭ ‬يندمج‭ ‬معها‭ ‬لدرجة‭ ‬الذوبان،‭ ‬قدمت‭ ‬الدور‭ ‬بإتقان‭ ‬شديد وطبيعية وتلقائية واداء مدهش، وتعاملت مع «شيرين» ليس كدور درامى بل شخصية من لحم ودم ، سواء فى احاسيسها ومشاعرها الداخلية أو شكلها الخارجي، وظهر واضحا أن بين نجلاء ونضال كيميا جميلة، جعلت الجمهور يصدق حكاية «روليت».